أكد جنرال إسرائيلي، اليوم الخميس، على أن الدرس الإسرائيلي الأهم من حرب أكتوبر هو "أننا يجب أن نكون حذرين متيقظين منتبهين، أكثر تواضعا وأقل اندفاعا".

وأوضح الجنرال إسرائيلي يعكوب عميدرور، أن إسرائيل تمكنت من بناء منظومة عسكرية متكاملة من خلال التجنيد الإجباري، إلا أن "الموازنة المالية الحالية لوزارة الأمن والجيش والأجهزة الأمنية الإسرائيلية لا تكفي لمواجهة التحديدات والتهديدات التي تواجه إسرائيل".

وقال الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، في حوار مع صحيفة معاريف، على هامش الذكرى السنوية السادسة والأربعين لحرب أكتوبر 1973، إن "إسرائيل شهدت نقاشا حادا داخل قيادتها العسكرية والسياسية حول النوايا المصرية للحرب، واليوم في ظل التهديدات الإيرانية والخشية الإسرائيلية من مفاجأتنا من قبلهم، ينبغي أن نكون استخلصنا دروسا هامة".
 
وأضاف: "الدرس الإسرائيلي الأهم من حرب أكتوبر أننا يجب أن نكون حذرين متيقظين منتبهين، أكثر تواضعا وأقل اندفاعا، هذه ألف باء القيادة العسكرية، صحيح أنه ليس هناك من طريق جدية لمنع أي صدام عسكري أمام إسرائيل، ولكن هناك طريق للتحضير له، والتخطيط لمواجهته، بحيث في حال وقعت أي إشكالية عسكرية تستطيع إسرائيل الخروج منها".

واستبعد إمكانية إعادة سيناريو حرب 1973 اليوم مع إيران، الذين تسببوا بأضرار كبيرة للسعودية، قائلا: "إننا اكتشفنا الخطر الإيراني منذ زمن، ولدينا حل مكلف لمواجهته، لكننا ننفق عليه الكثير كي يكون كافيا لاستخدامه، لسنا في وضع يجعلنا نتفاجأ من عدوان خارجي، نحن وضعنا يدنا على المشكلة، ولدينا الحلول اللازمة لمواجهتها".

وأردف:  "يجب إنفاق المزيد من الأموال من أجل أن تكون إجراءاتنا الدفاعية أكثر قوة وجودة، وأن أربعة مليارات شواكل التي تحدث عنها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ورئيس الدولة رؤوفين ريفلين توفر الحاجة الدفاعية المطلوبة، دون الدخول في تفاصيلها".

واستدرك بالقول: "لكن المبلغ يؤدي الغرض، وبذلك لن يكون أمامنا مناص إلا إخراج المزيد من أموال الدولة، وإنفاقها على موازنة الجيش؛ للتعامل الجيد مع التهديدات الخارجية، لأن موازنة اليوم لا تكفي للتصدي للمخاطر الأمنية الماثلة أمام إسرائيل".

وحين سئل عن هروب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الشرق الأوسط، واستجدائه مكالمة هاتفية من الرئيس حسن روحاني، أفاد عميدرور بأن "ذلك يجب ألّا يشعل أضواء حمراء في تل أبيب، لأن أحد أهم القرارات المصيرية التي اتخذها المؤسسون الأوائل لإسرائيل أن الدولة تدافع عن نفسها بقواها الذاتية".

وشدد على أن "إسرائيل لا تريد الوصول إلى وضع أو سيناريو نكون فيه مثل الأكراد أو السعودية الذين لم يحصلوا على دعم ومساعدات أمريكية، إسرائيل بنت منظومة عسكرية متكاملة من خلال التجنيد الإجباري، وخلال سنوات طويلة قمنا بعمل صعب مرهق، من خلاله تستطيع إسرائيل الدفاع عن نفسها، الأمريكيون يعرفون ذلك جيدا، ويقدمون لنا المساعدة انطلاقا من هذه الحقيقة".

ونوه إلى أن "خذلان الأكراد من قبل الأمريكان تذكرة لنا على صوابية طريق إسرائيل، هذا يعني أنه لن يقاتل أحد بدلا عنا، مع العلم إن إسرائيل عاشت فترة من الزمن تحت تأثير فرضية مفادها أن الأمريكان سيتصدون بالنيابة عنا فيما يتعلق بالملف الإيراني، لكني في حياتي لم أتبن هذه النظرية، لأن من ظن أن الأمريكان سيخوضون القتال عنا، فهو مخطئ منذ البداية، محظور البناء على هذه الفرضية".

وأشار إلى أن "الأمريكان يقومون بالكثير من الإجراءات تجاه إيران، خاصة في العقوبات الاقتصادية، لكن القناعة السائدة أنهم لن يستطيعوا الاستمرار في هذا الطريق".

واختتم حديثه بالقول: "لا أستطيع الثقة في حلف دفاعي مع الولايات المتحدة، لأني لا أعرف ما المكتوب فيه، لكني على قناعة بأن الأمريكان لن يأتوا للقتال عن إسرائيل في ساحة المعركة".