كشف رئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست الإسرائيلي آفي ديختر، اليوم السبت، عن وجود مخاوف من تنفيذ يهود متطرفون لهجمات ضد الفلسطينيين داخل الحرم الـقدسي.
وقال ديختر في حوارٍ صحفي أجرته صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، إن ""في حال تم ذلك، فإن كل يهود العالم سيتحولون أهدافًا للمسلمين، ولذلك يجب أن نكون قلقين"، معبرًا عن خشيته الشديدة من هذا السيناريو.
وأضاف: "في السابق اكتشفنا تنظيمين يهوديين حاولا تنفيذ هجمات مسلحة ضد الحرم القـدسي، أحدهما حاول إطلاق صاروخ باتجاه الحرم، والثانية إرسال طائرة متفجرة، وكل ذلك يعني اندلاع حرب". وفق ما نقله موقع عربي 21.
وفي السياق، أشار ديختر إلى خطورة أن يتكرر تنفيذ عمليات مسلحة داخل الحرم كما حصل في تموز/يوليو 2017، حين قتل ثلاثة فلسطينيين اثنين من حرس الحدود، مطالبًا بإعادة وضع البوابات الالكترونية أمام المسجد الأقصى.
وقال: "الفرضية التي ينبغي أن تحرك أجهزة الأمن الإسرائيلية في تعاملها مع منطقة الحرم القدسي أن الفلسطينيين يخبئون أسلحة فيها". وفق قوله.
وأضاف: "بعد 19 عامًا على اندلاع انتفاضة الأقصى ما زال هذا المكان يعتبر الأكثر حساسية في العالم، في ظل أن الفلسطينيين يعتبرون أنفسهم أصحاب هذا المكان، ولن يغفلوا عن هذه الحقيقة إلى الأبد".
وأكد ديختر أن رجال الوقف الإسلامي في القدس يعتبرون أنفسهم أصحاب المكان، ولديهم ظهر يحتمون إليه، مستدركاً: "ليس من السلطة الفلسطينية المتهالكة، وإنما من دول عديدة، من ملك الأردن وملك المغرب وأردوغان". وفق حديثه.
وأشار المسؤول الإسرائيلي إلى أن "الفلسطينيين بجانبهم أوساط عربية وإسلامية مستعدة للدخول في صدام مع إسرائيل بسبب السيادة على الحرم القدسي".
وتطرق ديختر للحديث عن سبب الإشكالية التي تواجههم في الحرم القدسي، قائلًا: "الحرم القدسي بالنسبة للفلسطينيين هو المكان الثاني الأكثر قدسية بالنسبة لهم، بعد مدينتي مكة والمدينة، رغم أنه لا يأتيه الحجاج المسلمون، لكنهم يعتبرون أن إسرائيل احتلت هذا المكان المقدس لهم، ويرون في هذا الاحتجاج وسيلة أساسية لاستمرار الصراع معها".
ونوه إلى تزايد أعداد السياح القادمين إلى الحرم القدسي في هذه الفترة من السنة، مبيناً أنه "إلى جانب اليهود الذين يأتون إلى القدس، وصلها سبعة آلاف سائح و150 يهودياً، يدخلون من جسر المغاربة، وذلك بالتزامن مع دخول المصلين العرب عبر واحدة من البوابات الثمانية الأخرى المؤدية للحرم، الذي يخضع لإجراءات أمنية مكثفة من رجال الشرطة وحرس الحدود، يفحصون كل الزوار يدوياً، بعيدًا عن الوسائل التكنولوجية".
وذكر ديختر، الرئيس الأسبق لجهاز الأمن الإسرائيلي العام (الشاباك)، ووزير الأمن الداخلي السابق، أن "رجال الأمن الإسرائيليين يفتشون حقائب الزوار جميعا إلى الحرم القدسي، وإن لزم الأمر يفتشون أجسادهم، لأن الخشية أن يدخل أحدهم سلاحًا داخل الحرم.
وأوضح أن "الخشية الإسرائيلية تشمل مسلمين يسعون لإدخال سلاح أبيض أو ناري لتنفيذ هجمات، أو إخفاءها للمستقبل"، مطالباً الأجهزة الأمنية الإسرائيلية التنبه لفرضية مفادها أنها قد تتفاجأ باستخدام سلاح ناري داخل الحرم.
وزعم أنه "في بعض الأحيان يدخل مئات الآلاف للحرم، ويصعب تفتيشهم كلهم، مما يعزز الفرضية بأن يتم تهريب سلاح داخل الحرم مع بعضهم، لأن رجال الوقف الإسلامي منتشرون على مدار الساعة في كل أنحاء الحرم القدسي".
واستذكر ديختر أحداث اقتحام أريئيل شارون للحرم القدسي في 29 سبتمبر 2000، حين كان رئيس الشاباك، قائلًا: "إننا فحصنا الأمر مع كل الجهات، ولم نجد في دخوله الحرم أي مشكلة، كان حينها يوم الخميس، حيث تواجد أعضاء الكنيست العرب في الحرم، وحاولوا اعتراضه، لكن الحدث انتهى بهدوء، حتى جاء اليوم التالي الجمعة، وشهد اندلاع الأحداث العنيفة عقب الصلاة".
وأضاف: إن "تلك الأحداث كانت أكثر قوة من مظاهرات سابقة، مما أسفر عن مقتل عدد من المصلين الفلسطينيين، وإصابة المئات، وسرعان ما اندلعت الأحداث للفلسطينيين داخل إسرائيل، ثم الضفة الغربية وقطاع غزة، كل ذلك لأن الفلسطينيين يعتقدون أن مقتل بعضهم داخل ساحة الحرم أمر غير عادي، ولذلك يجب العمل داخل الحرم بطريقة لا تؤدي لسقوط قتلى فلسطينيين، لأننا دفعنا ثمناً باهظًا جراء ذلك".
واختتم ديختر حديثه قائلاً: إن "الحرم القدسي سيبقى منطقة توتر أمني يرافق الإسرائيليين إلى إشعار آخر، حتى يتوفر زعماء يهدئوا من هذا الصراع مثل أنور السادات والملك حسين، أو إسحاق رابين ومناحيم بيغن، ممن يقدمون على تنازلات جوهرية، والخشية أن يسعى الفلسطينيون لتثبيت حقوقهم في الحرم القدسي، ويطبقوا عليه ما هو قائم في مكة والمدينة، بحيث يمنع دخول غير المسلمين إليه، هذا صراع في الوعي، محظور على إسرائيل التنازل فيه".