من المعروف أن الرضاعة الطبيعية من أكبر المشكلات التي تواجهها اﻷم خلال اﻷيام الأولى بعد الولادة، فهي بالطبع لم تتكيف بعد على هذه العملية، ولم يتكيف الرضيع أيضًا، من الطبيعي أن تأخذي وقتك في التعود على عملية الرضاعة، ولا تنزعجي مما قد يواجهك في اﻷيام اﻷولى، فلست وحدك بل إن أغلب اﻷمهات يواجهن ما تواجهينه.
سنستعرض في هذا الموضوع بعض الصعوبات والمشكلات التي تواجهينها في بداية مرحلة الرضاعة، وكيف يمكن التغلب عليها ومواجهتها؟
تشقق والتهاب الحلمات: من أكبر المشكلات التي تواجهها غالبية اﻷمهات في اﻷيام اﻷولى للرضاعة، في حين أنه في الحالات الطبيعية لا يجب أن تواجه اﻷم مثل هذه المشكلة إذا كانت ترضع صغيرها بشكل صحيح وبوضعية صحيحة، ولكن أحيانًا يحدث في البدايات بسبب قلة الخبرة.
كيف تواجهين هذه المشكلة؟
مفتاح الحل هو أن تجدي لصغيرك الوضعية الصحيحة للرضاعة، ولا تيأسي حتى تجدي الوضع الذي يريحه ويريحك أيضًا.
لا تؤجلي الرضاعة بسبب ألمك، ولكن ابحثي عن حل سريع ﻷن تأجيل الرضاعة فترة سيزيد من ألم الحلمات وليس العكس، استشيري طبيبك في كريمات خاصة للتشققات، وجرّبي نصائح مختلفة بعيدًا عن تأجيل الرضاعة.
حافظي على رطوبة الحلمات باستمرار، فمثلًا بعد كل رضعة استخدمي نقطتين من حليب الثدي، ودلكي الحلمة به فهذا مرطب طبيعي وفعّال، أو استخدمي كريمات مرطبة تحت إشراف الطبيب ولا تنسي مسح الحلمة جيدًا قبل الرضعة التالية، وبالطبع تأكدي أن تكون حمالات الصدر من القطن 100% وابتعدي عن الملابس وحمالات الصدر الضيقة.
إذا كنت ترتدين وسادات الثدي (Breast pads)، احرصي على تغييرها باستمرار ولا تهمليها لفترة طويلة.
نقص إنتاج الحليب في الثدي:بعض اﻷمهات يعيشن في قلق وتساؤل مستمر "هل يشبع طفلي؟ وهل أمدّه بالكمية الكافية من الحليب؟"، وليس هناك طريقة للتأكد من ذلك إلا من خلال متابعة الطبيب باستمرار للاطمئنان على وزن الطفل ومراحل نموه، ومع ذلك هذه بعض النقاط التي تكون سببًا في أن يحصل طفلك على كفايته من الحليب في حالة عدم وجود مشكلة أقرّها الطبيب:
اتخذي وضعًا مريحًا للرضاعة لكِ ولطفلك.
لا ترضعي صغيرك من ثدي واحد ففي الرضعة الواحدة، بدّلي بين الثديين.
ابتعدي عن إعطاء طفلك اللبن الصناعي أو أي بديل آخر، وخاصةً خلال الستة أشهر اﻷولى من عمره، فكثير من اﻷطفال يرفضون الرضاعة الطبيعية في هذه الحالة.
التغذية الجيدة تؤثر على الحليب، فاهتمي باﻷغذية المفيدة، مثل: الفاكهة والخضروات ومنتجات اﻷلبان.
إذا كان لديكِ شعور بعد هذه الخطوات بأن طفلك ما زال جائعًا لا بُد من زيارة الطبيب، للتأكد من صحتك وصحة الرضيع والحصول على النصيحة المناسبة.
زيادة إنتاج الحليب في الثدي:على عكس النقطة السابقة، فبعض اﻷمهات يعانين من فرط إنتاج الحليب في أثدائهن، وهذه بالطبع مشكلة مزعجة وغير مريحة.
من الممكن أن تتغلبي على هذه المشكلة باتباع الآتي:
استخدمي ثديًا واحدًا خلال كل رضعة حتى يفرغ تمامًا من الحليب، عندها استخدمي الثدي الآخر في الرضعة التالية وهكذا.
استخدمي المضخات الخارجية لتفريغ بعض من حليب الثدي، إذا امتلأ عن آخره قبل الرضاعة بوقت طويل.
ارضعي طفلك قبل وصوله إلى مرحلة الجوع الشديد.
تدفق الحليب بقوة من الثدي:وهذه المشكلة تكون نتيجة طبيعية لإنتاج الحليب بشكل أكبر من اللازم، ومن الممكن أن تضر طفلك عند الرضاعة.
كيف يمكن التعامل معها؟
اضغطي بأصابعك ضغطة خفيفة على الثدي في أثناء الرضاعة، للحد من قوة اندفاع الحليب.
إذا تعرض طفلك خلال الرضاعة إلى شرقة أو اختناق، ابعديه بسرعة عن ثديك، وامسحي ما يوجد في فمه بمنشفة قطنية وغيري وضعيته في الحال.
أزيلي الحلمة من فم صغيرك كل فترة صغيرة خلال الرضاعة، منعًا لحدوث تدفق غزير للحليب.
استخدمي أوضاع رضاعة تقلل من قوة الجاذبية أي لا يكون الثدي متجهًا بشكل مباشر نحو اﻷرض.
احتقان الثدي:عندما يمتلئ الثديان بالحليب بشكل زائد، من الممكن أن يتسبب ذلك في حدوث احتقان، فتشعري بأن ثديك صلب ومجرد لمسه يؤلمك بشدة، وينتج عن هذا الاحتقان أعراض أخرى، منها: "السخونية، تورم الثدي، تسطُّح الحلمة".
لذا يجب التغلب على هذه المشكلة بسرعة، تجنبًا لحدوث انسداد في قنوات إنتاج الحليب، وهذه بعض النقاط السريعة التي من الممكن اتباعها:
امنحي طفلك الوقت الكامل للرضاعة من اللحظة اﻷولى بعد الولادة، ولا تستسلمي بسهولة، وساعديه بالأوضاع المناسبة ليتمكن من الإمساك بالحلمة بشكل سليم.
عند الشعور بامتلاء أحد ثدييك يجب عليكِ إفراغه، إما عن طريق إرضاع طفلك أو شفط الحليب بطرق الشفط المختلفة.
عمل مساج لثدييك باستمرار.
تجنب ارتداء الملابس وحمالات الصدر الضيقة.
التهابات الثدي:إذا كنتِ تشعرين بهذه اﻷعراض "غثيان، قيء، تدفق بعض النقاط المائلة للصفرة من الثدي، سخونة في الثدي وحدوث ألم عند لمسه"، من المحتمل وجود التهاب في ثدييك.
هناك بعض الحلول السريعة للتغلب على المشكلة، ومنها:
أرضعي صغيرك من الثدي المتألم كل ساعتين، ولا تتركيه يمتلئ عن آخره حتى لا يتضاعف اﻷلم.
اعملي مساج للثدي المتألم، حركي أصابعك بشكل دائري ودلكي في اتجاه الحلمة.
أعطي لنفسك مساحة أكثر للراحة، فمن أسباب حدوث التهابات الثدي الضغط الزائد على اﻷم.
إذا استمر اﻷلم أكثر من 24 ساعة أو لاحظتِ نزول نقاط دم مع الحليب، يجب زيارة الطبيب المختص وعلاج المشكلة في أسرع وقت.
الإصابة بالفطريات:أحد أعراض الإصابة بالفطريات، وهي وجود بقع بيضاء في فم الطفل ولا تختفي بعد المسح الخفيف، عندها يجب استشارة الطبيب، وإذا ثبت إصابة اﻷم أو الطفل بالفطريات، يجب سرعة العلاج ﻷنها تنتقل بسهولة من اﻷم للطفل أو العكس.
بالإضافة إلى العلاج الدوائي يمكنك تجنب المشكلة باتباع خطوات بسيطة:
قللي من تناول السكريات في غذائك.
غيّري باستمرار وسادات الثدي ولا تهمليها لفترة طويلة.
غسيل الملابس الداخلية بماء ساخن لقتل أي فطريات موجودة بها.
اغسلي يديك دائمًا قبل الرضاعة، وامسحي على ثدييك بقطنة مبللة بماء فاتر.
الحلمات المسطّحة:تعاني بعض الأمهات في الأيام اﻷولى للرضاعة من تسطح الحلمة، فلا يستطيع الطفل إمساك الحلمة جيدًا.
من البداية وفي أثناء شهور الحمل، يجب عليكِ عمل مساج دائم للحلمة استعدادًا للرضاعة، أما في حالة وقوع المشكلة، فهذه بعض الحلول نقدمها لكِ:
قبل الرضاعة، دلّكي الحلمة لمدة 30 ثانية، واستخدمي حيلة جداتنا (الفوطة الباردة)، ضعي فوطة مبللة دائمًا في الثلاجة، وبعد أن تدلكي الحلمة امسحي عليها بالفوطة بلطف حتى تمنعيها من الرجوع مرة أخرى، ثم ضعي الحلمة في فم طفلك بشكل مناسب لالتقاطها.
يمكن استخدام جهاز شفط الحليب لمدة قصيرة، قبل البدء في الرضاعة فهذا يساعد على بروز الحلمة.
لا بُد أيضًا من استشارة أخصائية رضاعة عن وضعك إذا واجهتِ مشكلات بشكل أكبر.
هذه بعض المشكلات التي من الممكن أن تواجهها اﻷمهات المرضعات، خاصةً في بداية التعامل مع الرضاعة الطبيعية، النصيحة اﻷهم واﻷخيرة، لا تيأسي أو تستسلمي بسهولة، فحليب اﻷم الطبيعي هو اﻷفضل دائمًا، خاصة خلال الستة أشهر اﻷولى في عمر الطفل.