أكد جنرالات إسرائيليون اليوم الأحد، على قناعتهم التامة بأن الوضع الأمني في "إسرائيل" على شفا الهاوية، وذلك في ظل وجود قيادة إسرائيلية غارقة في القضايا الحزبية الداخلية ولا تحاول الشروع في حل القضايا الأمنية.
وتطرق عميد الاحتياط في الجيش الإسرائيلي الجنرال عاموس غلبوع، إلى "الرؤية الإسرائيلية لما تشهده المنطقة عمومًا، وسوريا خصوصًا، من تطورات متلاحقة، خاصة بعد الانسحاب الأمريكي من هناك، والدلالة التي حملتها هذه الخطوة، بعدم الجدوى الكاملة من الاعتماد على الحلفاء".
وقال في مقاله بصحيفة معاريف العبرية: "إن الصورة المتكاملة للأحداث تشير إلى جملة دلالات، أولاها عملية عسكرية تركية بدعم أمريكي في شمال شرق سوريا، ضحيتها الأساسية هم الأكراد الذين خاضوا خلال السنوات الثلاث الماضية حرباً أمريكية ضد داعش في سوريا".
وأضاف: "المعلومات المتوفرة لدى إسرائيل تؤكد على أن الأكراد حصلوا على مساعدات أمريكية في ثلاثة قطاعات أساسية دعم جوي مكثف، وألفين من الخبراء والمستشارين والتقنيين ورجال الاستخبارات والقوات الخاصة، والأهم المساعدة السياسية أمام الاتراك".
وتابع: "التطور الثاني أمام إسرائيل تمثل بإزالة الغطاء السياسي الأمريكي عن الأكراد، وهذا حدث خطير في الساحة السورية، فضلًا عن التطور الثالث الذي يكمن في زيادة عدد اللاعبين المنخرطين في الساحة السورية، مقابل الضعف المتنامي لنظام الأسد هناك".
وأردف غلبوع: "التقدير الإسرائيلي اليوم لموازين القوى السائدة لدى جارتها الشمالية، يشير إلى أن القوة الأقوى اليوم في سوريا هي تركيا، بجانب الروس والإيرانيين، فالروس يحاولون السيطرة عمليا على الشاطئ السوري، والإيرانيون يحاولون اكتساب مزيد من النفوذ الديني والثقافي وبعض الاقتصادي في أنحاء سوريا، لكن تواجد معظم مليشياتها تتركز في شرق سوريا وغرب نهر الفرات".
وأورد في المقالة: "السؤال الأهم الآن يتعلق بالتقييم الإسرائيلي لهذه التطورات المتلاحقة، والخشية من كيفية قراءة الإيرانيين للانسحاب الأمريكي من المنطقة من جهة، وخذلانهم لحلفائهم الأكراد من جهة أخرى".
من جانبه، ذكر الجنرال ران أدليست أن "إسرائيل تجد نفسها أمام شرق أوسط جديد، لكن إلقاء نظرة فاحصة على الواقع الإسرائيلي اليوم يعطي انطباعا مخيبا للآمال على حجم الإرباك الذي تعيشه إسرائيل في ظل ما تشهده من تطورات تحصل في الملعب الإقليمي".
وبين في مقالة نشرها عبر "معاريف": "لم يعد سراً أننا أمام سياسة أمنية كارثية في إسرائيل، وهذا باعتراف عدد من كبار قادة المخابرات والجيش الإسرائيلي، وليس آخرهم الجنرال إيتان بن إلياهو القائد الأسبق لسلاح الجو، الذي يسعى ويطالب بإجراء تغيير جوهري وأساسي في تركيبة القيادة الإسرائيلية الحالية، على أن تحظى بدعم القيادة العسكرية الصارمة".
وأوضح أن "الإشكالية التي تعيشها إسرائيل تعود في الأساس إلى غياب قدرتها على الحوار مع أطراف اللعبة الإقليمية، فقد بات واضحًا أنه ليس لدينا ما نتحدث بشأنه مع ترامب المريض".
واختتم مقالته بالقول: "أما بوتين فهو يعرف بالضبط ما الذي يريده، في حين أن أي دعوة للحديث مع أردوغان تبدو عبثًا".