وصف الرئيس الايراني خامنئي مايحدث في لبنان والعراق هي مؤامرة اسرائيلية وامريكية وكما كان موقف مين عام حزب الله حسن نصر الله بان الحراك الدائر في لبنان حراك مشبوه ويستهدف المقاومة وهدد بخطوات اجرائية اذا ما فكر الحريري بالاستقالة والنزول الى الميادين فيما ذكرت بعض الانباء في الايام القليلة الماضية بان هناك عناصر من حزب الله على دراجات نارية قاوموا بالاعتداء على المتظاهرين واحراق خيمهم ، والملفت للنظر هنا ايضا خطاب رئيس الوزراء الحريري وهو خطاب ملغم ويحمل في باطنه رسائل خطيرة جدا وان كان قام بمحاولة للاصلاح الاقتصادي وملاحقة الفساد الا ان جمل هذا الخطاب كانت تنتمي للحراك اللبناني في الميادين ودعوة لتشكيل حكومة تكنوقراط بعيدة عن الطائفية والحزبية والمذهبية وهذا ما اكدة في كلمته المقتضبة بعد تقديم استقالته للرئيس اللبناني عون ، واذا ما رجعنا للخلف ايضا لعدة اسابيع وتصريح ليبرمان على ان اسرائيل محاصرة وهنا المقصود بالامتداد الايراني الذي يبدا من طهران مرورا ً ببغداد ودمشق ولبنان وغزة هكذا كان يقسط ليبرمان بحصار اسرائيل وهي اشارة ايضا للعقلية الاسرائيلية في البحث عن مخارج لحصارها امام تمدد وركائز ايرانية مهمه اصبحت تحيط باسرائيل وفي المناطق الاستراتيجية في خريطة الشرق الاوسط .
من هنا ايضا قد ناخذ بعض المفاتيح للتحليل بما يحدث في العراق ولبنان وهنا نضع بعض الوقائع والظواهر التالية سواءا في العراق او في لبنان او بعض الدول الاخرى بعدم العدالة في مفهوم المواطنة ما لها وما عليها وازمة الفساد في تلك الدول التي قد تنفذ منها كل المخططات التي تضر بالامن القومي العربي وبالمواطن العربي ايضا ، ففكرة الربيع العربي عندما انطلقت بنيت على مصطلحين اساسيين استفزا المواطن العربي في تلك الدول هم ( الطغاة ) ( المستبدين ) وما لحق بهما من دكتاتوريات اساءت فهم ادارة الحكم في بلادهم وبالتالي ما كان على المواطن العربي الا ان يتفاعل مع هذا الاستفزاز نتيجة الظلم الواقع عليه من طبقة الحكم التي دائما تفرز نفسها بمصنف يختلف عن بقية الشعب وهذا ما حدث سابقا ودمرت دول ودمرت بنيتها التحتية واقتصادها ، واذا ما رجعنا للخلف ايضا بعض الخطوات فان الدول التي بها مستويات طائفية ومذهبية مثل العراق ولبنان قد كانت اكثر اختراقا لمنظومة دولها ،عندما اجتاحت امريكا العراق كانت تفهم بان النظام القادم في العراق الذي ستنصبه بما يسمى ديمقراطية هلامية وظاهرية هم الشيعة الذين يمثلون نسبة كبيرة من السكان في حين كان صدام حسين نظام علماني يحكم العراق جيش وطني وينتمي اليه كل المذاهب المتواجدة في العراق بحكم المواطنة .
لبنان قد تكون قضيتها اعظم من ذلك عندما يثار الفساد واستغلال طبقة الحكم لاقتصاد البلاد والاستحواذ عليه لهم ولابنائهم وللمقربين منهم ولكن هذه المرة ايضا قد تكون المشكلة اكبر من المشاكل السابقة منذ استقلال لبنان 22 نوفمبر 1943 م وبعد ازمة في خيارات مطروحة للبنان للانتماء لي اراضي الشام العربية او الانتماء لدولة اجنبية ، ازمات لبنان تتكرر وعمقها ازمات طائفية الى ان كانت الازمة الكبرى عام 1958استعان فيها الرئيس اللبناني كميل شمعون بالجيش الامريكي الذي اقام في لبنان لمدة ثلاث اشهر الى ان انتهت الازمة فكان 14 الف جندي امريكي مقيمين بلبنان وكانت محور الازمة تتلخص بين الانتماء للفكر الوحودي للرئيس جمال عبد الناصر او الانتماء لحلف بغداد المناهض للفكر الوحودي للامة العربية ، في حين كانت حكومة كميل شمعون موالية للغرب والذي تم فيها الاتفاق على تعيين قائد للجيش مع الطائفة المسيحية ، وهو مسيحي معتدل يدعى فؤاد شهاب ، اما التدخل الامريكي الاخر في لبنان فكان عام 1983 بعد انسحاب المقاومة الفلسطينية من لبنان فقامت الجماعات الاسلامية التي تنتمي الان تحت لواء حزب الله بتفجير مقر المارينز في 23 اكتوبر 1983واودى هذا التفجير بحياة 299 جندي وضابط امريكي .
اما في العراق فقد ظهرت الدولة الاسلامية التي دعائمها قوى سنية من اهم مبررات وجودها الظلم الواقع مذهبيا عليها من الدولة التي يتحكم في مفاصلها المذهب الشيعي ، فكانت دولة الزرقاوي ومن ثم ظهرت داعش بقيادة البغدادي الذي يقال ان القوات الامريكية قتلته منذ يومين واحتلت مساحات شاسة باعلان الدولة على اكثر اراضي العراق وسوريا وكانت يمكن ان تمتد الى شمال لبنان ، المعركة مع داعش لم تنتهي فالقوى الشيعية تعتبر ان داعش اهم المخاطر التي تواجهها كما ان الغرب الداعم لها في البدايات اصبح ايضا يتضرر من وجودها الا انه استخدمها ايضا بوجهة نظر مذهبية في خلط الاوراق بين السنة والشيعة في المنطقة والتي مازالت الى يومنا هذا.
ونبذة صغيرة هنا عن ما يحدث في العراق والمطالبة بالاصلاحات تختلط فيه الاوراق كما تختلط في لبنان فهناك قوى شيعية سنية ومن طوائف اخرى تشترك في الحراك كما هو في لبنان ايضا .. اذا الى اين يذهب العراق ولبنان ؟ في حين ان ايران لن تتخلى عن نفوذها وعن اقدامها ورجالاتها وانظمتها في كل من لبنان والعراق ايضا ً وهنا اذا ما كانت الامور لما منظور سياسي استراتيجي غير المنظور المباشر من فساد وفقر وبطالة في تلك الدول واقتصاد مدمر بفعل النهب ولكن المعادلات قد تكون اكبر من ذلك بكثير والمعادلة بالتاكيد تخص كل ما يشاهد من رمال متحركة في المنطقة والعقدة هنا هي امن اسرائيل وانهاء القضية الفلسطينية وتسوية جميع خرائط المنطقة السياسية بناءا على ذلك فان كان هناك ظلما في تلك الدول من طبقة الحكم فايضا هناك مخطط ينفذ لضرب وحدة تلك الدول المعادية لاسرائيل فالعراق بنظامها تكتسب نفس الموقف الايراني من اسرائيل وحزب الله الذي له نفوذ واسع في لبنان ايضا هو العدو اللدود لاسرائيل ايضا ويشكل خطورة بوجودة في ظل المعادلة اللبنانية وهو مانع لاي اتفاقية كالاتفاقية السابقة التي احبطت مع ابناء الجميل .
على العموم الامور الان معقدة في العراق وفي لبنان وهي تكتسب نفس الاوجه السياسية والاستراتيجية اي المقصود ايضا هو تدمير الهلال الشيعي الممتد من ايران الى بيروت الى اليمن وباستقالة الحريري تبقى رئاسة الجمهورية لا مفهوم لها في ظل وجود مجلس نواب يفتقد للاداة التنفيذية لادارة البلاد ، ويبدو من خلال القوى الموجودة في ساحة الحراك اللبناني جعجع هذا الذي يميل لعمل اي اتفاقية مع اسرائيل على النقيض وليد جنبلاط الذي حدد خياراته باصطفافه امام معسكر المقاومة مع حزب الله ، حيث صرح مؤخرا بان مناقشة سلاح حزب الله امر مريب ومؤامرة فيه هذا الوقت وهو يؤيد طرح حسن نصر الله ، اذا الى اين تذهب لبنان في ظل توجهات امريكية ايضا تطالب الجيش بحماية المتظاهرين ، اعتقد اهناك قوى اساسية مسلحة في الساحة اللبنانية اقواها حزب الله ولذلك ان لم يتفق الجميع على حكمة تكنوقراط والغاء الطائفية في لبنان وهذا مستحيل امام مراكز القوى فان لبنان ممهد الى ثلاث مربعات او اربع مربعات تحمل جغرافيا سياسية لن يكون من السهل زمنيا الوصول الى قواسم مشتركة بينهم لكي يحافظوا على الدولة اللبنانية كوحدة واحدة وهذا ما يسبب الخطورة واشد الخطورة من تسخير الحراك لقضايا اخرى خارج الظلم والقهر والفساد .