البغدادي قتل... ولكن المجرمين الصهاينة لا زالوا دون عقاب! معتمدة

حجم الخط

بقلم: فيصل أبو خضرا

 

عضو المجلس الوطني الفلسطيني

صحيح القول أن أبو بكر البغدادي زعيم منظمة "داعش" الإرهابية وشلته من المجرمين الذين ارتكبوا المجازر بحق الشعب العربي، وارتكبوا جميع الأفعال التي يندى لها جبين الإنسانية يستحقون المحاكمة والإعدام على جرائمهم التي ارتكبوها في العالم العربي خاصة والعالم عموما، إلا أن ما تشدق الرئيس الأميركي، دونالد ترامب بقتله فهو مهزلة حقيقية، لان ترامب نفسه ارتكب منذ وصوله البيت الأبيض جرائم بحق شعبنا الفلسطيني والعديد من الشعوب العربية والأجنبية بما في ذلك سرقة حقوق الغير وكأنها ملك لأميركا، وتقديم ما يسرقه الى غير مستحقيه ، خصوصا ما سرقه من اموال الشعوب العربية، ومحاولته تصفية الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني امام أعين العالم ، وقطع المساعدات عن اللاجئين، و قطع مساعدات مستشفيات القدس التي تعالج مرضى الأراضي المحتلة خاصة مرضى السرطان.

كما انه اعترف للاحتلال غير المشروع بالسيادة على هضبة الجولان المحتلة بما يتناقض مع كافة القرارات الدولية، وكأنها ملكه الخاص. اي ان افعال ترامب وتصرفاته فيها من الاجرام ما يستهدف شعوبا بأكملها، وبدون اي رادع.

اما الاجرام الصهيوني الذي اغتصب واحتل فلسطين منذ ٧١ عاما فلا تعتبره امريكا اجراما، بل حقوقا لشلة من الصهاينة الاشكناز الذين لا ينتمون الى العرق السامي، بل من الجنس الآري.

لا ندري كيف تقيِّم امريكا المجرم وغير المجرم، فالبغدادي مجرم قتل الالاف من الأبرياء ، وبالنهاية قتل

وانتهينا من شروره، ولكن اسرائيل ايضا مجرمة لا زالت تحتل اراضي الغير بعد ان اغتصبت العصابات الصهيونية ارض فلسطين وشردت شعبا بأكمله، ومازالت امريكا تمعن في تعذيب الشعب الفلسطيني وترفض انهاء احتلالها غير المشروع.

ويكفي ان نذكر بعض المجازر الجماعية التي ارتكبتها العصابات الصهيونية من بين اكثر من ١٥٠ مجزرة

بحق القرى والمدن الفلسطينية، وتلك التي ارتكبتها اسرائيل بعد قيامها والمجازر التي ارتكبها مستوطنوها، مثل مذابح دير ياسين والطنطورة ، وام الصفصاف وكفر قاسم والدوايمة وصبرا وشاتيلا التي وقعت بعد ان صدقنا المبعوث الاميركي فيليب حبيب الذي تعهد بحماية المدنيين، وقانا والحرم الإبراهيمي واحراق عائلة دوابشة في دوما وإحراق الفتى الشهيد محمد ابو خضير حيا، وغيرها التي ستبقى ماثلة في ذاكرة كل فلسطيني وعربي او اجنبي شريف.

ويكفي ان نذكر ايضا تسامح الاحتلال مع مرتكبي المجازر والجرائم بحق شعبنا ومن امثلة ذلك المحاكمة الصورية لمرتكبي مجزرة كفر قاسم والاحكام التي تدعو للسخرية التي تصدرها محاكم الاحتلال في مثل هذه الحالات.

ان من مهازل التاريخ ان يعين ترامب، زوج ابنته الصهيوني كوشنر كرجل المهام المستحيلة ونراه بكل وقاحة يصرح بان حل الدولتين غير ممكن، ويعين الصهيوني جيسون غرينبلات في طاقم بدعوى البحث عن السلام بينما سفيره الذي عينه لدى اسرائيل، ديفيد فريدمان يزعم ان الاراضي الفلسطينية التي يقر العالم اجمع انها اراض فلسطينية محتلة، يزعم انها غير محتلة وان من حق اسرائيل ضم بعضها!

ان البغدادي مجرم وانتهى امره ولكن المجرمين الذين مازالوا مستمرين في اجرامهم، ويقتلون الشعب الفلسطيني فيضع لهم ترامب وغير ترامب نياشين على صدورهم ويوفرون لهم الدعم والحماية.

منذ العام ١٩٤٨وحتى هذا اليوم، وشعبنا صامد صابر رغم مجازر المستعمرين مع توالي الحكومات الإسرائيلية المتعاقبةوصولا الى حكومة سيّء الذكر نتنياهو.

والأنكى ان نتنياهو هذا الذي اوغل في إجرامه بحق شعبنا يهنىء صديقه ترامب بهذا الإنجاز العظيم، متناسيا الارهاب الذي يمارسه ضد شعبنا ومتجاهلا ملايين اللاجئين الذي هجرتهم العصابات الصهيونية قسرا من ديارهم ويرفض اعادتهم، بينما يواصل اعمال القتل وهدم المنازل وفرض العقوبات الجماعية وتدنيس الأماكن الدينية الاسلامية والمسيحية.

وبدل ان يوضع نتنياهو في قفص الاتهام، يغدق عليه رئيس اكبر دولة في العالم بالأموال و السلاح فقط للامعان في الاحتلال وسجن الاف الفلسطينيين ومنهم الكثير من الأطفال والنساء، ومواصلة العدوان ضد الدول العربية الشقيقة

العالم اصبح غابة مليئة بالقتلة والمجرمين وان المرء ليندهش مما تراه عيناه من اجرام بدون عقاب ، بل العكس مكافأة للمجرم الذي اغتصب ونكّل وسرق.

ولكننا نقول مجددا ان شعبنا الفلسطيني سيظل صابرا وصامدا مناضلا ولن يركع الا لله وحده،، والله المستعان