ردود أفعال فلسطينية وعربية منددة بالوعد المشؤوم "بلفور"

بلفور
حجم الخط

رام الله - وكالة خبر

قالت وزارة الخارجية والمغتربين: "إن قيادتنا نجحت في إفشال كل المحاولات الأميركية الإسرائيلية في فرض الوعد الجديد صفقة القرن على شعبنا، حتى أنها أفشلت قدرة العابثين بحقوقنا في الإعلان عن تلك الصفقة".

وأشارت في بيانٍ صحفي اليوم السبت، بمناسبة الذكرى الـ102 لوعد بلفور المشؤوم، إلى أن المطلوب في هذه الذكرى التكاتف والحشد خلف هذه القيادة الشجاعة المسؤولة الجريئة الوطنية التي يمثلها الرئيس محمود عباس في استكمال تلك المواجهة، ورفدها بالقوة والعزيمة والدعم المطلوب، لتواصل تحديها في مواجهة الطاغوت الأمريكي الإسرائيلي لحقوقنا.

وأوضحت أنه في هذه الأيام نسمع عن وعد جديد يوازي وعد بلفور بخطورته، وعد ترامب، كوشنير، غرينبلات، فريدمان، لمرحلة ما بعد بلفور، وعد ينهي الأمل الفلسطيني ويقضي على حق الدولة واقامتها، وعد يترجم وعد بلفور عمليًا ويحقق غاياته في بقاء الشعب الفلسطيني دون دولة، كأقلية تعيش في كنف الدولة اليهودية.

وتابعت: "وعد بلفور الثاني يعتمد أساسًا على عناصر الأول قبل مئة وعامين، يعتمد على إنجازاته على الأرض بدعم بريطاني أوروبي في حينه، ليجد الدعم الأميركي حاليًا يحتضن الوعد، ويؤسس له بكل الحقد والفجور السياسي الممكن، وتقمص للدور الوظيفي للاستعمار الكولونيالي بوجه جديد".

وشددت على ضرورة استخلاص العبر والدروس الكامنة والواضحة عند دراسة ما حل بنا نتيجة وعد بلفور عام 1917، حتى نتمكن من التسلح بالقدرات والإمكانيات المتاحة لمواجهة وإفشال وعد بلفور الثاني.

ومن جانبها، قالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حنان عشراوي، "إن إعلان وعد بلفور المشؤوم هو نقطة انطلاق مأساة شعبنا بأكمله، وما زالت آثاره تلقي بظلالها القاتمة على فلسطين والمنطقة".

وطالبت عشراوي الحكومة البريطانية بالاعتذار عن الظلم الذي لحق بشعبنا جراءه، وأن تقوم بعملية تصحيح تبدأ بالاعتراف بدولة فلسطين المستقلة ذات سيادة على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وتعويض شعبنا عن معاناته وخسائره.

ودعت بريطانيا إلى تحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية والسياسية تجاه نتائج وأبعاد هذا الحدث الخطير والهدام، مطالبة مجلس العموم البريطاني بالضغط على الحكومة للقيام بدور فاعل وجاد للدفاع عن حقوق شعبنا، ودعم القانون الدولي ومكانته فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.

كما طالبتها بالوقوف في وجه ممارسات دولة الاحتلال الإجرامية، وتدابيرها الأحادية وغير القانونية على الأرض، بما في ذلك سياسات التطهير العرقي، والتهجير القسري، والفصل العنصري، وعمليات التوسع والضم والاستيلاء بدعم مطلق من الإدارة الأمريكية وقراراتها المنافية للقانون الدولي.

وأشارت عشراوي إلى أن الاحتلال الإسرائيلي واحد من مخلفات وعد بلفور، ولا ينبغي أن يفرض الماضي الاستعماري سياسات حاضر شعبنا ومستقبله.

وحثت المجتمع الدولي على معالجة تداعيات الوعد المشؤوم بشكل جذري، ووضع حد لمعاناة شعبنا المستمرة منذ عقود، عبر إنهاء الاحتلال العسكري، وضمان محاسبة "إسرائيل" على جرائمها وانتهاكاتها، وتمكين شعبنا من ممارسة حقه بالحرية والاستقلال وتقرير المصير.

وقال رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس المطران عطا الله حنا إن الشعب الفلسطيني ما بين وعد بلفور المشؤوم ووعد ترامب ما زال حيًا متمسكًا بانتمائه لهذه الأرض ومدافعًا ومكافحًا من أجل تحقيق العدالة ونيل حريته واستعادة حقوقه السليبة.

وأضاف في تصريحات صحفية السبت أن وعد بلفور كان سببًا أساسيًا من أسباب ما حل بالشعب الفلسطيني من نكبات ونكسات وتشريد وامتهان للكرامة الإنسانية.

وتابع أن" نكبة شعبنا عام 1948 هي ثمرة من ثمار هذا الوعد المشؤوم، ناهيك عن التآمر الذي استهدفه وحالة الترهل والضعف العربي التي مهدت الطريق لهذه النكبة، وساهمت من أجل أن يمر هذا المشروع الصهيوني الغاشم الذي أدى إلى تشريد شعبنا واقتلاعه من وطنه".

وأشار إلى أنه حتى اليوم لم تقم بريطانيا التي أصدرت وعد بلفور بتصحيح هذا الخطأ التاريخي، لا بل العكس هو الصحيح فبريطانيا وغيرها من الدول الغربية تغض الطرف عما يرتكب بحق الشعب الفلسطيني من جرائم مروعة ومن استهداف للقدس ومقدساتها.

وقال: إن" احتلال فلسطين وتشريد شعبنا تم بوعد من بلفور وليس بوعد من الله، ولا يجوز أن ننسب لله ما ليس فيه، فالله لا يحلل القتل وامتهان الكرامة الإنسانية، ولا يحلل التشريد والظلم والاستبداد والقمع الممارس بحق أي إنسان في هذا العالم لا سيما الشعب الفلسطيني".

وأكد بعد مرور أكثر من مئة عام على وعد بلفور فإن الشعب الفلسطيني ما زال وسيبقى متمسكًا بحقوقه وثوابته وانتماءه لهذه الأرض المقدسة.

وبدورها، أكدت جامعة الدول العربية على مواصلة دعمها وإسنادها بكل السبل والإمكانات لنضال الشعب الفلسطيني ولقضيته العادلة وتقديم مختلف متطلبات تعزيز صموده وكفاحه البطولي، مطالبة بضرورة تحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته في وقف معاناته والعمل الجاد لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.

وقالت الجامعة العربية، في بيان صادر عن "قطاع فلسطين والاراضي العربية المحتلة" بالجامعة اليوم، بمناسبة الذكرى الـ102 لوعد بلفور، لقد مكّن هذا الوعد المشؤوم العصابات الصهيونية من ممارسة أبشع جرائم التطهير العرقي والتهجير والقتل والتدمير، وبرغم مرور كل تلك السنوات الطويلة ما زالت مأساة الشعب الفلسطيني تتجدد كل يوم، وتتفاقم بصورة مستمرة، جراء قيام سلطات الاحتلال الإسرائيلي بممارسة انتهاكاتها اليومية ضد الشعب الفلسطيني، والاستمرار بعمليات الاستيطان، والتهجير، والقتل، وفرض مخططات التهويد التي تطال مدينة القدس وما فيها من مقدسات إسلامية ومسيحية، بالإضافة إلى خلق واقع إسرائيلي جديد على كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة بتحد صارخ لقيم الإنسانية والعالم الحر وتناقض كامل مع المواثيق والقوانين والأعراف الدولية وانتهاك جسيم لأبسط حقوق الإنسان.

وأكدت على أن هذا الوعد "وعد من لا يملك لمن لا يستحق"، وسيبقى جرحا غائرًا في الذاكرة والوعي والضمير العربي والإنساني لما شكله من تحدٍ لإرادة المجتمع الدولي وتنكّر لقيم الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية، كما تؤكد عميق اعتزازها بنضالات وتضحيات الشعب الفلسطيني وقيادته، وتقديرها لصموده الأسطوري وانجازاته الكبيرة في الدفاع عن حقوقه الثابتة غير القابلة للتصرف، وتجسيد الاعتراف والدعم لحقوقه، وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير والعودة، وبناء دولته المستقلة ذات السيادة، وعاصمتها القدس الشرقية.