انطلقت اليوم الأحد، فعاليات النسخة الثالثة من الأسبوع العربي للتنمية المستدامة الذي يستمر أربعة أيام، تحت رعاية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وبمشاركة دولة فلسطين.
وقال أبو الغيط، إن ما تعرضت له المنطقة العربية من هزات سياسية منذ بداية العقد الحالي أثر، ولا شك، على مسيرة التنمية حيث أصبح على عدد من الدول العربية التعامل مع التبعات الخطيرة لحالات الاضطراب الأهلي، من لاجئين ونازحين ومخاطر أمنية متزايدة، مع كل ما ينطوي عليه ذلك من استنزاف للموازنات العامة وعبء على خطط التنمية، وهو ما يؤدي بدوره إلى تفاقم المشكلات وتعاظم التحديات التي تواجه المجتمعات العربية.
وأوضح أنّ الشعب الفلسطيني يعاني من نهب منظم يقوم به الاحتلال منذ سنوات لخزانات المياه الجوفية في الأراضي المحتلة، كما أن مصر تواجه تهديداً خطيراً لحصتها من ماء النيل بسبب مشروع سد النهضة الذي تقوم اثيوبيا ببنائه على النيل الأزرق، حيث إن مصر التي تجاوز عدد سكانها 100 مليون قد دخلت بالفعل مرحلة الفقر المائي منذ سنوات .
ولفت إلى أنه ليس هناك بديل عن التحرك على كافة المسارات في نفس الوقت، فمطالب الشعوب لا تحتمل التأجيل، والمؤشرات التي نطالعها عن المنطقة العربية تعكس بالفعل اتساعاً في رقعة الفقر في عدد من البلدان العربية، كما تعكس تراجعاً ملحوظاً في كفاءة بعض المرافق الحيوية التي تقدم الخدمات الأساسية للجمهور، مشيرا الى تهديد خطير تتعرض له جهود تحقيق التنمية المستدامة في المنطقة العربية.. ألا وهو تدهور البيئة بفعل الجفاف والتغير المناخي .
وتابع أنّ ظاهرة الشح المائي تعد الأخطر على الإطلاق بما تنطوي عليه من آثار على التنمية الاقتصادية والاستقرار السياسي ومستوى الحياة للسكان، موضحا أن المنطقة العربية هي الأكثر معاناة على مستوى العالم من نقص المياه، ويفاقم من خطورة الوضع أن 80% من مصادر المياه العربية تقع خارج العالم العربي.
وأردف أن التنمية المستدامة هي بوابة العبور الوحيدة إلى مستقبل آمن ومزدهر ومستقبلنا نحن وأبناءنا، مشيرا إلى أنه إذا عرفنا أن 25% من السكان العرب هم دون 18 عاماً بل وتتجاوز النسبة 45% في كثير من الدول فلا بد أن نسائل أنفسنا بمنتهى الجدية وبروح المسئولية: كيف نوفر لهؤلاء التعليم والصحة والغذاء، وكيف نحفظ لهم حقهم في المياه والموارد الطبيعية، وكيف نوفر لهم مستقبلاً أفضل من حاضرنا.
وضم الوفد الفلسطيني الذي ترأسه محمود عطايا من مكتب رئيس الوزراء، عزمي لطفي من وزارة الاقتصاد، ومصطفى خواجا من الجهاز المركزي للإحصاء، وأيمن صوالحة من وزارة التنمية الاجتماعية، ونيبال خليل من المجلس الأعلى للشباب والرياضة، والمستشار تامر الطيب من مندوبية فلسطين بالجامعة العربية .
وشارك بالجلسة الافتتاحية من الأسبوع العربي للتنمية الذي تنظمه جامعة الدول العربية بالتعاون مع وزارة التخطيط والإصلاح والمتابعة في مصر، والأمم المتحدة، الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد ابو الغيط، ووزيرة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري هالة السعيد، والنائب الاول لرئيس البنك الدولي لأجندة التنمية 2030 محمود محيى الدين، بالإضافة إلى عدد من الوزراء والمسؤولين والسفراء والخبراء العرب والأجانب.