حتى قبل بدء عرضه، واجه مسلسل تلفزيوني يروي قصة خطف طفل فلسطيني وقتله حرقا، إلى حملة انتقادات وموجة تعاطف مضادة.
ويتحدث المسلسل الذي يحمل اسم "أولادنا"، عن قصة اختطاف وقتل الطفل الفلسطيني محمد أبو خضير، صيف عام 2014، الأمر الذي فجر حينها موجة غضب في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وكانت القضية وراء ما تبع ذلك من تطورات متسارعة، وصلت إلى حد إطلاق إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة المحاصر.
وشارك في إنتاج المسلسل التلفزيوني 3 من صناع الدراما، هم الإسرائيليان هاجاي ليفي وجوزيف سيدار والفلسطيني توفيق أبو وائل.
وقد بدأت شبكة "إتش بي أو" الأميركية التلفزيونية مدفوعة الثمن، قبل أيام، عرض المسلسل الذي يتكون من 10 حلقات.
ويقول ليفي لمجلة "فورين بوليسي" الأميركية، إن الإعداد للمسلسل استغرق وقتا كبيرا، خاصة العثور على تفاصيل القصة الرئيسية لفكرة المسلسل.
ووقع الاختيار على قصة أبو خضير، لما مثلته الجريمة غير المسبوقة من صدى، وما أدت إليه من تطورات لاحقة.
ويبدأ المسلسل من جنوبي الضفة الغربية، عندما اختُطف 3 مستوطنين إسرائيليين، ثم جرى العثور لاحقا على جثثهم، وخلال عمليات البحث التي استمرت، اقتحم الجيش الإسرائيلي مناطق فلسطينية عدة واعتقل المئات.
وبعد دفن المستوطنين الثلاثة، تعالت صيحات في إسرائيل تطالب بالانتقام، ولم تمض ساعات حتى تعرض الطفل أبو خضير إلى الخطف من منطقة شعفاط في شمالي القدس على أيدي مستوطنين متطرفين، قاموا بتعذيبه وقتله حرقا، في جريمة أثارت غضبا عالميا.
انتقادات وإشادات
وركزت الحلقة الأولى من المسلسل على اختطاف المستوطنين الثلاثة، الأمر الذي أثار غضب إسرائيل والموالين لها، على اعتبار أن لا يساوي بين المساحة الممنوحة لـ"ضحايا العنف" في العمل الدرامي.
لكن ليفي يرد بأنه كان يجب اختيار قصة واحدة لا اثنتين، فوقع اختيار صناع العمل على مقتل أبو خضير.
وقبل بدء بث المسلسل، تعرض إلى انتقادات من جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الذي اعتبره مجرد "دعاية تحط من سمعة إسرائيل".
وتطلب الإعداد للمسلسل إجراء مقابلات مع أطراف القضية، مثل عائلة أبو خضير والسلطات الإسرائيلية، وقال ليفي إنه حاول مع زملائه إجراء مقابلات مع قتلة الطفل، لكنهم رفضوا، كما رفضت عائلاتهم الحديث.
واستعان صناع المسلسل عوضا عن ذلك بمقابلات مع المحامين، من أجل ما قال إنها "رسم صورة واضحة قبل البدء في إنتاج المسلسل".
أما الانتقادات التي جاءت من الجانب الفلسطيني والمؤيدين له، فقد أظهرت أن السلطات الإسرائيلية ظهرت بشكل إيجابي للغاية، و"كأن لا دخل لها في خلق البيئة الحاضنة للمتطرفين الذي قتلوا أبو خضير".
وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، قال مغردون إن المسلسل "نجح في تصوير الحزن الفلسطيني وتقديمه إلى الأميركيين والإسرائيليين على حد سواء، فهؤلاء لا يدركون حجم الألم الذي يعانيه الفلسطينيون".