لم يكن ابو عمار بارعا ومخططا ومفجرا لثورة فقط بل كان دائما" ديمومة متحركة" يصعب حساب ردات فعلها، وهذا مالم تستطيع فهمه الادارة الامريكية واسرائيل والغرب، اعتقدت الادارة الامريكية بانها قادرة على استيعاب عرفات وترويضه ومن ثم تجييرة للبرنامج السياسي الامريكوصهيوني، ولكن ابو عمار فاجأ الجميع بان فلسطين ليست محل تنازل وكذلك القدس وبرنامج منظمة التحرير الذي ينص على اقامة الدولة على خطوط الرابع من حزيران وعاصمتها القدس لا تنازل عنه، ولذلك كان هو الزعيم الذي لا يروض ولا يُرهب ولا يتلكأ في اخذ القرارات المصيرة ان اعجبت البعض او ان اختلف عليها البعض الاخر
لا نريد ان نتحدث عن مواقف ابو عمار الخالدة في مسيرة حركة التحرر الوطني الفلسطيني فكثير من الكتاب تناولوا عبر 15 سنوات من استشهادة ماثره ومواقفه وسردا تاريخيا لحياة زعيم وقائد نال اعجاب غالبية الشعب الفلسطيني والعربي والدول الاقليمية والدولية، ولكننا نركز ان لعرفات سيكولوجيا صنعت قائد وصنعت رمز وزعيم.
التهديد الامريكي السابق لاولبرايت الموجه لابو عمار اعتقدت انها ستطال وستضعضع نفسية الرئيس وستجعله ينظر للواقع من امتلاك اسرائيل مركز القوة في اتفاق اوسلو الذي ادانه ياسر عرفات نفسه، على اعتبار ان منظمة التحرير وقواها وقياداتها وكادرها اصبح تحت وطأة الاحتلال على ارض الوطن المحتل، وربما ارادت الوبريت ان تثير النرجسيات الفردية والمكاسب والمميزات التي قد تضغط على ياسر عرفات ومن حوله ، لم تستطيع الادارة الامريكية واسرائيل تقييم شخصية الرئيس بشكلها الصحيح ولم تفهم عمق ما قاله ابو عمار من شعار في الجمعية العامة في اوائل السبعينات عندما قال"" لا تسقطوا غصن الزيتون من يدي"" ولكن فهمت امريكا واسرائيل عمق هذا الشعار عندما رفع شعار اخر اهتزت له ماذن القدس والشعب الفلسطيني وسواعد الشباب عندما قال"" على القدس رايحيين شهداء بالملايين"" ادرك الامريكان والاسرائيليين انهم امام عقلية متمردة اطلقت الرصاصة الاولى ولم تتنازل عنها، فلا شيء على ارض الفلسطينية ما هو فوق الارض وتحت الارض بل مكون جغرافي سياسي امني واحد.
كانت الانتفاضة الثانية وكانت معركة جنيين الخالدة وكانت ا لعمليات الاستشهادية التي انطلقت باسم كتائب شهداء الاقصى تلبية لحنجرة ابو عمار واستجابت ماذن القدس لها لتغطي كل الارض الفلسطينية التاريخية، وكانت الاستجابة من كل الفصائل بعمل فدائي اربك اسرائيل واربك القيادة الاسرائيلية والامريكية.
نفض ابو عمار يدية بسيكولوجيته الخاصه اوسلو وحيثياتها وبنودها ، وهنا لعبت سيكولوجيا الزعيم واشرفت على تغيير مجرى التاريخ للقضية والانقلاب على كل حيثيات التفاهمات والاتفاقيات التي لن تؤدي لقيام الدولة، وعاد ابو عمار للكفاح المسلح تلبية للشعار "" لا تسقطوا غصن الزيتون من يدي ،، فقد اسقط غصن الزيتون وكان الخيار الاخر.
هذاهو ابو عمار القائل وهو مريض ومحاصر لا تسالوني عن نفسي بل اسألوني عن شعبي" فهل تتوفر الان سيكولوجيا القائد في الساحة الفلسطينية؟؟؟ لقد قال ابو عمار باستقراء للقادم "" بان الشعب الفلسطيني اكبر من قيادته عبر التاريخ"
للاسف رحل ابو عمار بتامر عليه محلي ودولي واقليمي ولانه الشخصية التي عجز الجميع على فك رموزها وانفعالاتها وقراراتها المفاجئة، هو ليس خطيبا وشاعرا بل يميل للصمت والكلمات المحدودة الهادفة عندما يتكلم جمل محدوده يسبقه فعله لا يخدع شعبه ولا يساهم باي شكل في زيادة الالام شعبه بل كان دائما الرافعة واليد الرحيمة لكل ابناء الشعب
اهمية ابو عمار يستشعر بها كل الفلسطينيين من حالة التردي والفقر والبطالة والاخفاقات السياسية والتوهان والاستطيان وتهويد القدس نحن بحاجة لقائد قد لا يتكرر لشخصية ابو عمار ولكننا بحاجة لقائد تهتز لحنجرته ماذن القدس وينتفض الشعب بكل قواه متجاوزا الاحباط والتبريرات والتعليلات التي اصبحت تدين الكفاح المسلح واللاات التي اطلقها محمود عباس بعدم جدوى الخوض في انتفاضة والسلام خيار استراتيجي والمفاوضات والحوار هي السبيل لاقامة الدولة ورفضه لما يسمى العنف هذا الوجه الذي تناقض تماما مع ثورة وانتفاضة اشعلها ياسر عرفات لتحرير القدس واقامة الدولة الفلسطينية
ملاجظة :تاريخ
رجل وقائد اختلفت معه في ادارة الصراع مع المشروع الصهيوني وحاز على اعجاب الكثيرين بما له من قلب انسان وعطاء طال الاغلبية رحم الله القائد في الذكرى 90 لميلاده فما زال عرفات رمزا وطنيا في تاريخ التجربة الفلسطينية