كشفت دراسة علمية أجراها الباحث د. يحيى المدهون، عن الصورة المتكونة في أذهان الجمهور عن الإعلام الإذاعي الفلسطيني، حيث هدفت الدراسة إلى التعرف على الصورة الذهنية للإعلام الإذاعي الفلسطيني، وتحديداً الإذاعات الحزبية (الأقصى، القدس، الشعب، الوطن) من وجهة نظر طلبة الإعلام في جامعة الأزهر – غزّة، واعتمدت الدراسة على منهج المسح الإعلامي، باستخدام الاستبانة كأداة للدراسة، تم تطبيقها على عينة عشوائية مكونة من (103) طالب وطالبة من طلبة الإعلام بالجامعة.
وقال د.المدهون: إنّ "الدراسة توصلت إلى مجموعة من النتائج أهمها أنّ الصورة الذهنية المتكونة في أذهان المبحوثين عن الإعلام الإذاعي الفلسطيني هي صورة ذهنية وسطية (محايدة) ما بين (مؤيد ومعارض)، يحملها جمهور عينة الدراسة نحو الإذاعات الفلسطينية الحزبية، وهي صورة مشوشة وضبابية وغير مستقرة في أذهان المبحوثين".
وبيّن أنّ اهتزاز الصورة الذهنية للإعلام الإذاعي الحزبي لدى الجمهور الفلسطيني ناتج أولاً عن انطباعات ومؤشرات إيجابية (مؤيدة) بشأن قدرة الإعلام الإذاعي الفلسطيني على التغطية الإخبارية المتلاحقة للأحداث وتطوراتها، ومساهمته في نقل هموم المواطنين ومشكلاتهم.
وثانياً أنّ هذه الصورة المشوشة تكونت من خلال انطباعات ومؤشرات سلبية (معارضة) بشأن المضامين الإعلامية للإذاعات الفلسطينية، حيث يرى جمهور عينة الدراسة أنّها لا تخدم المصلحة العامة للمجتمع، ولا تلتزم بالضوابط المهنية من (موضوعية وحيادية) في المعالجة الإخبارية للأحداث.
وأوصت الدراسة بضرورة تبنى الإذاعات الفلسطينية خطط وبرامج تسهم في تحسين الانطباعات والمعارف الذهنية لدى جماهيرها؛ بهدف تعزيز مكانتها وحضورها كنموذج متقدم يعبر عن إعلام إذاعي فلسطيني حر، يعمل بمهنية وموضوعية في خدمة مصالح المجتمع.
وأضاف المدهون: "من أجل زيادة ثقة الجمهور بالإذاعات الفلسطينية يتطلب الحد من الهيمنة والتأثيرات الحزبية التي أسهمت في اهتزاز صورتها الذهنية، وانعكس بشكل سلبي على مصداقيتها أمام جمهورها الذي لم يعد يثق بما ثبته من مضامين إعلامية".
ودعا الباحث إلى ضرورة الاهتمام ببحوث الجمهور، بحيث تُولي الإذاعات الفلسطينية الاهتمام الكافي للتعرف باستمرار على صورتها الذهنية لدى جمهورها، وكذلك الاستمرار في مراكمة جهودها لبناء صورة ذهنية إيجابية في أذهان مستمعيها.
الجدير ذكره أنّ الدراسة حصلت على موافقة للنشر في مجلة جامعة الأزهر بغزّة (سلسلة العلوم الإنسانية)، ومن المقرر نشرها في المجلد الواحد والعشرين، العدد الثاني (ديسمير 2019).