أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، اليوم الإثنين، أنها ستكشف خلال الأسابيع القادمة عن تفاصيل جديدة لعملية "حد السيف" التي وقعت قبل عام شرق خانيونس، وأسفرت عن استشهاد سبعة فلسطينين ومقتل ضابط إسرائيلي وإصابة آخر.
وقال الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة في كلمةٍ له لمناسبة الذكرى السنوية لعملية "حد السيف"، إن "العملية الأمنية والاستخباراتية الخطيرة التي شرع العدو بتنفيذها هنا قبل عام، وأفشلناها بفضل الله تعالى في مهدها، كانت بقدر الله نقطة تحول في إدارة الصراع بين المقاومة والاحتلال".
وأضاف أبو عبيدة: إن "آثار عملية خانيونس لا تزال مستمرة على صعد مختلفة سياسيًا وأمنيًا وعسكريًا"، مؤكدًا أن "شهداء العملية مرغوا أنف الاحتلال في التراب، وكسرت كتائب القسام أعتى وحدات النخبة في جيش العدو الصهيوني".
وتابع: "من هنا بدأت رؤوس كبيرة تتساقط تباعاً على وقع الفشل والإخفاق والصدمة التي منيت بها قيادة هيئة الأركان للعدو الصهيوني، ووزارة حربه وحكومته".
وكشف أبو عبيدة، أن ما تحصلت عليه الكتائب من معلومات وأحراز ومعطيات مختلفة في عملية حدّ السيف يمثل كنزاً استخبارياً حقيقياً، وضربة غير مسبوقة لاستخبارات العدو وقوات نخبته الخاصة والسرية.
وأردف: إنّ "ما بحوزتنا لم يكن للاحتلال في أسوء كوابيسه أن يتخيل وقوعه بين أيدينا، وإنّ المقاومة توظّف هذا الذخر الأمني والاستخباري لصالحها في معركة العقول وصراع الأدمغة بينها وبين الاحتلال الإسرائيلي".
واستكمل حديثه: "نَعدُ الاحتلال بأنّ ما لدينا سيكون له أثر عملياتي واضح في معاركنا المقبلة معه، وعلى قيادة العدو أن تقلق كثيراً مما بين أيدينا وأن تترقب ملياً أثره ونتائجه بعون الله".
وأكد، على أن "المقاومة أوصلت رسالتها للاحتلال بأن اللعب في ساحة غزة هو مغامرة وحماقة، وأن غزة بشعبها العظيم ومقاومتها الباسلة ستظل لعنة تطارده إلى أن يفنى ويبيد بإذن الله تعالى".
وأضاف أبو عبيدة، أن "ما قدمته المقاومة الفلسطينية بغرفتها المشتركة في عملية حد سيف وغيرها من جولات المواجهة مع الاحتلال لهو مفخرة وذخر لشعبنا".
وتابع: "سنسعى جاهدين للحفاظ عليه والبناء عليه، وتعزيز العمل المقاوم المشترك كإنجاز وطني فلسطيني فريد في مرحلة حساسة ومهمة من تاريخ شعبنا".
وأشار إلى أن "الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة إذ خاضت سوياً هذه الجولات المشرّفة من القتال، وأدارتها بحكمة واقتدار؛ فإنّها ستخوض موحدة أية مواجهة تقررها الغرفة المشتركة، وفق مقتضيات إدارة الصراع مع الاحتلال بالقواعد التي فرضتها المقاومة على مدار سنوات".
وشدد أبو عبيدة، على أن "المقاومة قادرة على تحديد خياراتها بدقة، واتخاذ قراراتها التي لا يمكن للاحتلال أن يتوقعها، فالحصار والعدوان على شعبنا يرفع فاتورة الحساب التي يتوجب على الاحتلال دفعها متى أرادت المقاومة ذلك".
في السياق، قال الناطق العسكري :"تمر علينا بعد ثلاثة أيام كذلك ذكرى استشهاد القائد الفلسطيني الكبير، قائد أركان المقاومة، الشهيد القائد أحمد الجعبري الذي كان استشهاده شرارةً لانطلاق معركة حجارة السجيل قبل سبع سنوات".
وأضاف : "تلك المعركة التي أخذت فيها كتائب القسام قرارها التاريخي بقصف تل أبيب لأول مرة في تاريخ الصراع مع المحتل، قُصفت تل أبيب بعد ساعات من استشهاد القائد الجعبري، ودخلت منذ ذلك التاريخ على بنك أهداف المقاومة".
وشدد على أن "تل أبيب" ستظل على بنك أهداف المقاومة طالما بقي الاحتلال، ومتى ارتأت قيادة المقاومة دكّ قلب الكيان وضرب عمقه الأمني.
وأكد على أن الأجيال ستكتب والتاريخ سيشهد بأن قرار قصف تل أبيب وشلّ أركانها كان من هنا من قلب غزة، وكان بإرادة رجالها ومقاوميها الأبطال بفضل الله وقوته وعونه.
ووجه أبو عبيدة في ختام كلمته، "التحية لأرواح الشهداء الأبرار الذين كتبوا هذا النصر بدمائهم وقهروا المحتل بعطائهم وتضحياتهم، وللجرحى والمصابين، ولأسرانا الأبطال الذين نرى حريتهم آتية لا ريب فيها".
يشار إلى أنه بتاريخ 10/11/2018م من مساء الأحد، تسللت قوةٌ إسرائيلية خاصة مستخدمةً مركبةً مدنية في المناطق الشرقية من خانيونس، والتي تم اكتشافها من قبل قوة أمنية تابعة لكتائب القسام وقامت بتثبيت المركبة والتحقق منها.
وقامت القوة الإسرائيلية باغتيال القائد في القسام نور بركة على إثر ذلك، ثم حاولت المركبة الفرار بعد أن تم إفشال عمليتها، ووقع اشتباك مسلح أدى لمقتل ضابط إسرائيلي وإصابة آخر، فيما استشهد 6 فلسطينيين آخرين بفعل قصف طائرات الاحتلال.