شيّعت جماهير غفيرة من أبناء الشعب الفلسطيني ظهر يوم الثلاثاء، جثمان القائد بسرايا القدس الشهيد بهاء أبو العطا وزوجته، واللذين ارتقيا فجراً في غارة إسرائيلية استهدفت منزلهما بحي الشجاعية شرق مدينة غزّة.
وانطلق موكب التشييع من داخل مجمّع الشفاء الطبي باتجاه منزل ذوي الشهيدين بحي الشجاعية، لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليهما، قبل أنّ يُنقل جثمانهما إلى المسجد العمري الكبير في شارع عمر المختار وسط المدينة لأداء صلاة الجنازة عليهما.
وتم مواراتهما الثرى في مقبرة الشهداء شمال شرق حي التركمان بمنطقة الشجاعية وسط صيحات الغضب والاستنكار ضد الجرائم البشعة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء الشعب الفلسطيني في مختلف أماكن تواجده.
بدوره، قال عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ماهر مزهر: إنّ استهداف الاحتلال أحد قيادات المقاومة، الهدف منها رسم خارطة جديدة تذهب باتجاه تغيير قواعد الاشتباك وتطويع المقاومة وإذلال الشعب الفلسطيني.
وأكّد مزهر خلال حديثه لمراسل وكالة "خبر" على أنّ كل هذه المحاولات لن تُثني المقاومة عن مواصلة النضال والكفاح، بل ستكون أكثر إرادة نحو إزال الاحتلال والكيان المصطنع، لافتاً إلى أنّ نتنياهو يُحاول أنّ يصل من خلالها لاستخدام الدم الفلسطيني لحرف البوصلة عن قضايا الفساد المتهم بها.
وبيّن أنّ المقاومة الفلسطينية سترد الصاع صاعين، وذلك ضمن إجماع وطني على ضرورة أنّ يدفع الاحتلال فاتورة جرائمه بحق المدنيين والسلميين في غزة والضفة والقدس والشتات، مُشدّداً على أنّ المطلوب من أذرع المقاومة العسكرية التوحد على قلب رجل واحد لكي يدفع الاحتلال الثمن ارتباطاً بحجم الجريمة.
من جانبه، شدّد القيادي بحركة المبادرة الوطنية نبيل دياب، على أنّ القوى الفلسطينية لن تصمت على جريمة اغتيال القيادي أبو العطا، خاصة أنّها جاءت بعد أقل من 24 ساعة على إعدام شاب في مخيم العروب قرب مدينة الخليل بالضفة الغربية.
وأضاف دياب خلال حديثه لمراسل وكالة "خبر": "هذه الجرائم تدعو الكل الفلسطيني لتصعيد المقاومة خاصة الشعبية، لفرض المزيد من العزلة والمقاطعة على دولة الاحتلال"، مُشيراً إلى أهمية محاكمة قادة الاحتلال أمام محكمة الجنايات الدولية.
وختم حديثه، بالقول: إنّ "الرد الفعلي على هذه الجريمة بتحقيق الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام وصياغة الاستراتيجية الكفاحية بشكلٍ موحد".