قراءة نقدية في العدوان الإسرائيلي الأخير

حجم الخط

بقلم د. خالد صافي

 

 في كل عدوان جديد، وأداء فلسطيني مرتبك، وسقوط ضحايا جدد نكرر ونقول ونتسائل أين أصبنا وأين أخطأنا؟ كتبتها شعرا أمس هل كان الثأر لقائد أم لوطن وقضية، إذا كان لقائد فهل ثأرنا له.

كان يمكن أن نثأر من خلال عملية أو عمليات نوعية في العمق الإسرائيلي، فعملية نوعية كانت ستكون أقل تكلفة لنا وأبلغ أثرا على العدو، أما اذا كان الثأر لقضية أو لوطن فلماذا اشترك البعض دون الكل؟ ولماذا توقفنا والوطن يقتل كل يوم؟ لابد من وقفة نقدية تقييمية بدلا أن ندخل الشعب في مختبر التجارب كل يوم.

هل هناك رؤية واستراتجية وبرنامج للمقاومة أم أصبحنا ردات فعل عشوائية؟ هل قرارنا وطني وضمن العقل الجمعي أم خاضع لأجندات وتجاذبات خارجية؟ هل تم جرنا لأغراض حزبية اسرائيلية؟ فتم توظيفنا دون أن ندري أو بجهل قيادتنا؟ أم كان يجب تعميق المأزق الأسرائيلي من حيث لايدري؟ دوما يكون النجاح عندنا نواجه العدو بسيناريو لم يعتاده أو لم يتوقعه.

لقد أصبحت ردود أفعالنا معروفة ومكشوفه. لقد فقدنا الإبداع وأصبحنا ندور في فلك تجارب العدو وسيناريوهاته. علينا كحركة وطنية مقاومة، وكشعب يحتضن المقاومة ألا  نكرر ذاتنا ونكرر ردود أفعالنا. فقد عدنا لنفس التفاهمات في ظل واقع فلسطيني منقسم على نفسه، وفي ظل واقع عربي صامت وربما متواطىء، وفي ظل وضع أوروبي ضعيف، ووضع أمريكي منسجم مع الحكومة الإسرائيلية، نحن نكن للمقاومة كل احترام ولكن لايمنع ذلك من قراءة نقدية لما حدث. 

فدوما شعبنا يحتضن المقاومة ودوما شعبنا يدفع الثمن غاليا. فلماذا دوما نزرع الكثير من الدماء، ولماذا دوما يأتي الحصاد مرا؟ اعتقد أن الرد الفلسطيني والذي تأخر كثيرا رغم عدوانات ٢٠٠٨، ٢٠١٢، ٢٠١٤، ٢٠١٨، ٢٠١٩م هو انهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، ووضع رؤية نضالية فلسطينية، واستراتيجية موحدة، وبرنامج سياسي توافقي.

عنا يمكن الحديث عن اعادة البوصلة للقضية والمشروع الوطني الفلسطيني بعد أن دخل متاهة المصالح الحزبية والأجندات الخارجية.