ضوء خافت يتسلل من تحت باب العزل الانفرادي وكتاب وفتات طعام وأحلام لا محدودة وآمال معلقة وصراخ من الزنزانة المجاورة وسط كهكهات السجان، هي مقومات تساعد الأسرى على التحمل والثبات داخل السجون الإسرائيلية.
منذ حوالي أربعين عامًا يعيش الأسير الفلسطيني نائل البرغوثي من مدينة رام الله، في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وسط انعدام الرحمة وانتهاك لكافة الحقوق والقوانين التي كفلتها كل الشرائع الدولية.
ولد البرغوثي في 24 أكتوبر 1957، وهو أقدم أسير بالعالم، حيث قضى ما يعادل من ثلثي عمره في سجون الاحتلال الإسرائيلي، واعتقله الاحتلال في الرابع من نيسان عام 1978، وتُوفي والده في أكتوبر 2004 وأمه بنفس الشهر لعام 2005.
وكان البرغوثي على موعد مع الحرية بصفقة وفاء الأحرار عام 2011، وبعد خروجه من السجن تزوج من المحررة إيمان نافع والتحق بجامعة القدس المفتوحة لدراسة علم التاريخ.
لكنّ الاحتلال اعتقله مُجددًا في الثامن من يونيو 2014 بعد خطاب ألقاه بجامعة بيرزيت في رام الله، وقد تم الحكم عليه لمدة عامين ونصف، ودام اعتقاله لما بعد تلك الفترة وحتى اليوم، بسبب رغبة الاحتلال في إعادته لقضاء حكمه القديم بالمؤبد.
وبحسب مؤسسات فلسطينية فإنّ إسرائيل لا تزال تعتقل ستة وأربعين أسيرًا فلسطينيًا منذ ما يزيد عن عشرين عامًا، بينهم ثلاثة عشر أمضوا أكثر من ثلاثين عامًا في السجون.