انطلقت، اليوم الإثنين، أعمال الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية في دورة غير عادية برئاسة العراق الرئيس الحالي لمجلس الجامعة، بناء على طلب دولة فلسطين، وتأييد الدول الأعضاء، لبحث التطور الخطير لإعلان الولايات المتحة الأمريكية شرعنة المستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية المحتلة.
ويعقد الاجتماع غير العادي لوزراء الخارجية العرب اجتماعه، بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في القاهرة، بحضور الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، وعدد من الأمناء المساعدين.
وترأس وفد دولة فلسطين وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي، وبحضور سفير فلسطين لدى مصر ومندوبها الدائم بالجامعة العربية دياب اللوح، والسفير المناوب بالجامعة مهند العكلوك، ومدير الإدارة العامة للشؤون العربية بالوزارة المستشار أول فايز أبو الرب، والمستشار تامر الطيب، والمستشار رزق الزعانين، والمستشار جمانة الغول، وجميعهم من مندوبية فلسطين بالجامعة.
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط: إن "الإقرار الإدارة الأميركية بشرعية الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة، يعني إقراراً بواقع الاحتلال".
وأضاف أبو الغيط: إن "اجتماعنا الطارئ باعثه الإعلان الأميركي، غير القانوني والمرفوض شكلاً وموضوعاً"، معتبرًا أن هذا الإعلان تطوراً بالغ السلبية، وتحولاً مؤسفاً فى الموقف الأميركي.
وتابع: "نشك فى أن الإدارة الأميركية الحالية تقدر تبعاته وآثاره على المدى الطويل.. الإعلان الأميركي لا يغير شيئاً من وضعية المستوطنات بوصفها كياناتٍ غير شرعية ولا قانونية"، مستطردًا: "فالقانون الدولي يصيغه المجتمع الدولي كله، وليس دولة واحدة مهما بلغت أهميتها".
من جانبه، قال الأمين العام المساعد لشؤون قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية الدكتور سعيد أبو علي: إن "الهدف من اجتماع اليوم، هو بلورة موقف عربي جماعي ومنسق للتصدي لهذه الخطوة الأمريكية والتي تتطلب من الدول تجاوز الإدانة وضرورة اتخاذ إجراءات عملية لمواجهة القرار الأمريكي".
وأوضح أبو علي، أن هذا الاجتماع يأتي في إطار خطة التحرك العربي سياسياً، وإعلامياً، وقانونياً، للتصدي للموقف الأمريكي وإبطال تداعياته على مستوى العالم .
بدوره، أكد المالكي، غلى أن الادارة الأمريكية، اتخذت تسع قرارات منحازة للاحتلال الإسرائيلي، في إطار ما يسمى بـ(صفقة القرن) والتي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية.
وبيّن، أن القرار الأمريكي بشأن المستوطنات غير قانوني، وإنما سياسي بامتياز، لافتًا إلى أن ذلك يؤكد على الانحياز الأعمى غير المسبوق لـ"إسرائيل".
وأشار وزير الخارجية، إلى أن "إسرائيل" تستخف بالقرارت الدولية الخاصة بالاستيطان، وأن الإدارة الامريكية تحاول تعزيز الوضع الانتخابي لترامب على حساب الشعب الفلسطيني، داعيًا في الوقت ذاته، لتنسيق المواقف العربية للرد على الإعلان الأمريكي بقانونية الاستيطان.
وطالب المالكي، بعقد اجتماع عاجل للدول الموقعة على اتفاقيات جنيف لبحث الانتهاكات الإسرائيلية والرد عليها، مشددًا على ضرورة حشد الجهود العربية للعمل مع الشركاء الدوليين لمحاسبة المسؤولين الإسرائيليين على انتهاكاتهم.
وفي كلمته، حذر وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني، أيمن الصفدي، من التداعيات المدمرة للمستوطنات على جهود تحقيق السلام الشامل والكامل.
وقال الصفدي: "لا يحتاج اجتماعنا اليوم أن يؤكد لا شرعية المستوطنات الإسرائيلية في فلسطين، تلك حقيقة تتكسر أي محاولة للتشكيك فيها أمام ما ثبته قرار مجلس الأمن 2334، والموقف القانوني الراسخ المتجسد في المادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة وغيرها من القرارات والقوانين الدولية التي أكدها 14 عضوًا في مجلس الأمن قبل أيام".
ومن المقرر أن يخرج وزراء الخارجية العرب بقرار يبلور التحرك العربي إزاء التطور الخطير لموقف الإدارة الأمريكية بشأن الاستيطان الإسرائيلي.