تنتهي بعد أيام المهلة التي منحها الرئيس الإسرائيلي ريفلين، للكنيست الإسرائيلي من أجل ترشيح أحد أعضاءه لتشكيل الحكومة، وذلك في ظل تصاعد الأزمة السياسية بين الأحزاب الإسرائيلية، وسط تخوفات من عدم التوصل لتفاهمات بين حزبي الليكود برئاسة بنيامين نتنياهو، وكحول لافان بقيادة بيني غانتس، الأمر الذي سيقود إسرائيل إلى انتخابات ثالثة.
وتتصاعد الأزمة السياسية الإسرائيلية في ظل بذل نتنياهو أقصى طاقاته لأنّ يكون على رأس أي حكومة مقبلة، وإنّ كان ذلك لمدة شهور فقط، من أجل الحصول على الحصانة ومواجهة قضايا الفساد الموجه له.
ويرى مختصون بالشأن الإسرائيلي أنّ "إسرائيل" تتجه نحو انتخاباتٍ ثالثة، نظراً لصعوبة التوصل لتفاهمات بين حزبي "الليكود"و"أزرق أبيض"، خاصة بعد رفض نتنياهو المقترح الأخير الذي قدمه حزب غانتس، بمنحه منصب القائم بأعمال رئيس الحكومة، مقابل أنّ يترأس غانتس أولاً الحكومة المقلبة.
بدوره، قال المختص بالشأن الإسرائيلي عليان الهندي: "إنّه بالرغم من صعوبة تيقن ما ستؤول إليه الأمور خلال الأيام المقبلة، نظراً لوجود أطراف تسعى جاهدة إلى التوصل لتفاهمات بين نتنياهو وغانتس"، موضحاً أنّ التوجه لانتخابات ثالثة ما يزال السيناريو الأكثر توقعاً حسب المؤشرات الإسرائيلية.
كما تطابقت رؤية الهندي مع المختص بالشأن الإسرائيلي حاتم أبو زايدة، حيث رأى أنّ "إسرائيل" قريبة جداً من التوجه إلى إجراء انتخاباتٍ ثالثة، نظراً لوصول التفاهمات بين حزب "أزرق أبيض" و"الليكود" إلى طريقٍ مسدود.
واعتقد الهندي خلال حديثه لوكالة "خبر" أنّ سبب عدم التوصل لتفاهمات بين حزبي "أزرق أبيض والليكود"، يعود لانعدام الثقة بين الطرفين، حيث يرى فريق حزب أزرق أبيض أنّ نتنياهو شخص كاذب ومراوغ وبالتالي من الصعب الثقة بالاتفاقات الموقعة معه.
وقال أبو زايدة: إنّ "محاكمة نتنياهو هي مسألة وقت قد تستغرق عدة سنوات، لذلك هو يسعى بكل إمكانياته أنّ يكون على رأس أي حكومة مقبلة، وحتى لو كان ذلك لمدة شهورة فقط، لاسيما لمواجهة قضايا الفساد الموجه له".
كما استبعد الهندي، نجاح المقترح الذي ناقشه الكنيست الإسرائيلي خلال الأيام الماضية والذي ينص على تشكيل حكومة وحدة وطنية يترأسها نتنياهو في البداية لمدة 4 أو 5 شهور، ومن ثم غانتس لمدة عامين، نتيجة رفض حزب الأخير المشاركة في حكومة واحدة بزعامة نتنياهو المتهم بقضايا فساد.
مستقبل نتنياهو
أوضح أبو زايد أنّه من السابق لآوانه الحديث بأنّ حياة نتنياهو السياسية قد انتهت، وذلك نظراً لأنّه متمسك بالحكم ويعمل بكل طاقته للبقاء بها، بالإضافة إلى أنّه يرى نفسه ملكاً لـ"إسرائيل".
فيما رأى الهندي، أنّ مستقبل نتنياهو بات محسوماً بانتهاء حياته السياسية وهو مقتنع بذلك، ويحاول الآن بكافة الطرق الخروج بأقل الخسائر والحصول على الحصانة لمواجهة تهم الفساد.
وأضاف أبو زايد: "من الصعب جداً أنّ يُبادر نتنياهو بشنّ حرب على قطاع غزة أو على جبهة الشمال، لأنّه ليس المسؤول الوحيد عن اتخاذ مثل هذه القرارات فهناك الموساد والشباك والجيش"، مُرجحاً في الوقت ذاته أنّ يستثمر نتنياهو أي حدث في غزّة أو الجبهتين اللبنانية والسورية بالتصعيد العسكري لإنقاذ نفسه.
وفي ذات الوقت، بيّن الهندي أنّ حزب "الليكود" لن يتمكن من الحصول على 61 توقيعاً من أعضاء الكنيست، لتوكيل نتنياهو بتشكيل الحكومة، نظراً للخلافات المتجذرة بين الأحزاب المتدينة والعلمانية منذ قيام ما تسمى دولة "إسرائيل"، مستبعداً أنّ يلجأ نتنياهو لخيار شنّ حرب موسعة ضد غزّة أو أي جبهة أخرى، لأنّ "إسرائيل" عادةً ما تُصدر أزماتها الداخلية للخارج ولكنّ ليس نتنياهو لمصالح شخصية، مع إمكانية استغلاله لأي حدث في أي جبهة.