كشف تقرير تلفزيوني عبري يوم السبت، تفاصيل جديدة بشأن العملية الفاشلة في خانيونس جنوب قطاع غزّة، التي نفذتها وحدة إسرائيلية خاصة في أكتوبر 2018, بهدف زرع وحدة مركزية للتجسس على اتصالات المقاومة الفلسطينية.
ونشر التقرير إفادات أفراد عملوا سابقاً في وحدات النخبة الأخرى بجيش الاحتلال الإسرائيلي، ونفذوا مهام صعبة في مناطق معادية خارج حدود "إسرائيل" دون اكتشاف أمرهم، حتى حصل المشهد الأخير في خانيونس وتسبب بانقلاب الصورة كاملةً.
وقال المراسل العسكري شاي ليفي في تقريره للقناة 12 العبرية: إنّ "برنامج عوفدا للتحقيقات الصحفية كشف مزيد من المعلومات حول هذه الوحدة، وأعاد أولئك الأفراد العاملين السابقين في وحدات النخبة إلى اللحظات الصعبة التي عاشوها في تلك الليلة حين تم اكتشاف أمر زملائهم".
وأكد ليفي على عدم استعداد أفراد الوحدة الإسرائيلية لهذا الموقف، حتى لو خاضوا تدريبات على إمكانية تحققه، لكن الواقع مختلف تماماً الأمر الذي دفع العملية إلى حافة الفشل في تحقيق الهدف المراد منها.
وأضاف ليفي: "الوصف الدقيق لهذا المشهد في الواقع الأمني يسمى انتقال من درجة صفر إلى مائة، حينها لا يبقى العمل سرياً، فجأة تتحول البيئة التي يعمل فيها أفراد الوحدة إلى عاصفة هوجاء، أنت تقع في القلب منها، هذه أصعب لحظة تعيشها الوحدة الخاصة أن يتم كشف أمرها".
ونقل عن "أ" أحد أفراد الوحدة السابقين، قوله: "إننا نخوض تدريبات قاسية على إمكانية كشفنا خلال تنفيذ المهمة، رغم أن الحظ يلعب لصالحنا في بعض الأحيان، وقد شاركت في عملية اختطاف الشيخ مصطفى الديراني من حزب الله في جنوب لبنان عام 1994، لأنه كان يعرف أسراراً حول مصير الطيار الإسرائيلي رون أراد، وخضنا تدريبات طويلة واستعدادات هائلة تحضيراً للعملية، كثير من أجزائها مر بطريقة سرية".
وتابع: "لم نكن نعلم من المستهدف في عملية الاختطاف، فقط قبل يومين من تنفيذ العملية تعرفنا على اسم الديراني وخطورة العملية، مكثنا فترة طويلة في إحدى الحقول والبيارات، أكلت بعض الفواكه على الأشجار، لم أكن جائعاً، لكني أردت استهلاك الوقت والانتظار".
وأردف: "حين سمعت ما الذي حدث في الوحدة الخاصة في خانيونس، عادت بي الذاكرة إلى هناك حيث لبنان، صحيح أنني لا أعلم ما الذي حصل في غزة، ولا أعلم هوية أفراد الوحدة العاملين اليوم، لكني اعتبرت نفسي جزءاً منهم، لأن ما حصل صعب جداً، نحن أمام عملية مختلفة تماماً، لكن العبرة هي ذاتها، وتتمثل بالانتقال من درجة صفر إلى مائة".
ولفت إلى أنّ "هذه المرحلة يعلمها كل أفراد الوحدات الخاصة في الجيش الإسرائيلي، في لحظة واحدة يكونون في أرض العدو، دون أن يعــلم أحد بذلك، وفي لحظة تالية يجدون أنفسهم في عين العاصفة، وما حصل في خانيونس هو وصول الوحــــدة الخاصة لمرحلة من التورط".
واستدرك: "فشلاً مشابها حصل لوحدة خاصة أخرى في سوريا تم الكشف عنه مؤخراً، دون تحديد موعد العملية، وحصلت اشتباكات نارية ساخنة، لكن الحظ ساهم في عدم إصابة أي من أفراد القوة الإسرائيلية، رغم ما صاحبهم من مشاعر صعبة، لأن وصول الوحدة الخاصة لمرحلة كشف أمرها في أرض العدو، فنحن نتحدث عن لحظات دراماتيكية ومعقدة ".
كما نقل المراسل العسكري للقناة 12 العبريــة عن شخص أخر في الوحـــدة "ع" قوله: "إننا نتدرب على الأسوأ، ونخطط له، بما يساهم بكثير من الأحـــيان بإنقاذ أفراد الوحدات، وفي النهاية نخــرج بعملية هادئـــــة".
وبيّن: "يُحظر أيضاً على أفراد الوحدة أنّ يعرف العدو أننا في أرضه، ففي حال علم أحد سنكون في وضع صعب للغاية، صحيح أننا نتدرب على هذا السيناريو، لكن الوحدات الخاصة في النهاية بشر من لحم ودم، ورغم ما يخوضونه من تدريبات قاسية، لكن الواقع مختلف تماماً، لأنهم يجدون أنفسهم في لحظات لا يتوقعونها".
وختم ليفي حديثه بالقول: إنّه "في مارس 2016 وصلت وحدة من جهاز الأمن- الشاباك لحدود غزة لتنفيذ عملية سرية، ما زالت تفاصيلها متكتم عليها، ولكن يمكن التقدير أنها تتعلق بجمع معلومات خطيرة وحساسة، لكن أمرا ما جديدا حصل خلال التنفيذ، فقوة الشاباك شخصت عددا من المسلحين في المكان، أطلقت عليهم النار، ونتيجة لذلك قتل أحد أفرادها أمير ميموني، في هذه اللحظة ندرك معنى الانتقال من مرحلة صفر إلى مائة".