شهد عالم صناعة الترفيه الكوري طفرةً في عام 2019، نقلت نجاحه وإنجازاته من الصّعيد المحلّي إلى الصّعيد العالمي، فوصلت أصداؤه إلى مُختلف بِقاع المعمورة، بل وأصبح نجومه مُؤثّرون ذوي شعبيةٍ تخطّت حدود المعقول.
ويُعتبر العالم العربي حِصّةً لا يُستاهنُ بها من الجمهور العالمي لمشاهير كوريا، إذ أصبحت مُسلسلاتهم تُعرضُ على الشّاشات العربية، وانتشرت أغانيهم عبر تطبيقات الموسيقى لدى الشّباب العربي، واحتلّت أخبارهم وتطوّرات حياتهم عناوين الصّحف والمجلّات العربية، لدرجة أنّهم أصبحوا يدخلون قائمة الترند في مُحرّكات البحث ومواقع التواصل الاجتماعي العربية بسهولةٍ وسلاسة.
لم يقف الأمرُ عند هذا الحد، إذ تنبّه نجوم غِناء البوب الكوري المعروفين عالميًا بـ "مشاهير K-Pop" إلى جُمهورهم العربي، فأصبحوا يُقيمون الحفلات في البِلاد العربية، ومن الأمثلة على ذلك حفلُ فرقة BTS في السعودية، والذي أقاموه ضمن فعاليات موسم الرّياض، ولقيَ نجاحًا باهرًا حضره جُمهور مُتيّم بأعضائه، بل وقدّموا لفتة جميلة لجُمهورهم السّعودي من خلال غنائهم "سنة حلوة يا جميل" لأحد أعضاء الفرقة بمُناسبة عيد ميلاده.
وإلى جانب زيارة فرقة BTS للرّياض، فقد زارت فرقة D-Crunch الكويت لأجل إقامة حفلٍ لم يُبصر الضّوء، إذ اتّهم وزير الإعلام الكويتي أعضاء الفرقة بالمثلية الجنسية، ومنعهم من إقامة الحفل على الرّغم من صعودهم خشبة المسرح، الأمر الذي أحبطهم للغاية بل وبكوا عندما ودّعوا جمهورهم الكويتي، عِلمًا بأنّه لم يُصرّح أعضاء الفرقة مُسبقًا عن ميولهم، لكنّ اتّهامهم جاء بسبب نعومتهم.
لم تكن هذه الأحداث هي الوحيدة التي شغلت الرّأي العام سواءً في كوريا أو عربيًا وعالميًا فقط، إذ حصلت في عام 2019 أحداث مأساوية لبعض نجوم غِناء البوب الكوري، ألا وهو انتحارهم.
ففي عام 2019، ودّعنا 3 نجوم أزهقوا حياتهم، وهُم كل من سولي وغو هارا وتشا إن ها، وتمّ العثور عليهم جُثثًا هامدة في منازلهم، وكشفت التّحقيقات بأنّ أسباب الوفاة لديهم كانت مُتشابهة، ألا وهو تعرّضهم للهجمات الإلكترونية والتّنمّر، كما كُشفَ بأنّهم يتعرّضون للكثير من الضّغوطات من قِبل إدارات الأعمال التي تُدبّر شؤونهم، بالإضافة إلى ضغوطات السوشيال ميديا والانتقادات المُستمرّة من قِبل الجمهور، وتدخّلهم بحياتهم الشّخصية.