إنعكاسات المصالحة السعودية القطرية على الواقع الفلسطيني

حجم الخط

بقلم د. طلال الشريف

 

 لعل آخر التسريبات تفيد بأن قطر قدمت تعهد للسعودية بالتخلي عن جماعة الإخوان المسلمين

وبالنتيجة التخلي عن حماس للمصالحة بين السعودية وقطر، ولعل المبادرة التي جاءت من قبل دولة قطر قد ترضخ لطلب السعودية لو حدث ذلك بالتخلي عن حماس وهي ليست قضية يمكن أن تفسد حالة المصالحة التي تريدها قطر. مع السعودية وقد بادرت هي لها.

تعالوا نرى تإثير ذلك على الواقع الفلسطيني والخارطة السياسية الفلسطينية، وهي أربعة أطراف ، الرئيس عباس، حماس، دحلان، إسرائيل.

وقبل الحديث عن هذه الإنعكاسات نشير إلى أن هذا سيعتمد على نوع المصالحة، هل مصالحة خليجية كاملة بين قطر والدول الأربعة، السعودية، الإمارات ، مصر ، والبحرين ؟ أم بين قطر والسعودية فقط؟ خاصة وأن المصالحة ستحدث بحضور قطر لمؤتمر مجلس التعاون الخليجي في الرياض عاصمة السعودية والتي لم تكن هي المكان المقرر لهذا المؤتمر بل كان مكان هذا المؤتمر مقررا مسبقا في أبو ظبي عاصمة الإمارات وتنازلت عن رعايتها للمؤتمر للسعودية.

والسؤال هو ، هل التنازل إيجابي لمصالحة شاملة؟ أم سلبي للمغادرة إلى تحالف جديد لللإمارات مع مصر، وأن المصالحة تجري بين السعودية وقطر فقط، وهذا مهم للحالة الفلسطينية، فإن كانت المصالحة مع السعودية وقطر فقط فسينعكس سلبيا على الواقع الفلسطيني، أي بمعنى أن هذه المصالحة الضيقة ستبقي على عناصر الأزمة الفلسطينية وقد تصعدها وتلقي عليها أحمالا جديدة وخيارات صعبة خاصة على الرئيس عباس والسلطة الفلسطينية وحماس، ولن تزيد أزمة دحلان بل سيزداد نفوذ وقوة دحلان لأنه بالقطع سيقف في صف مصر والإمارات، أما إسرائيل فسيبقى موقفها مشابه تماما لما هو عليه اليوم، أي إدارة الصراع مع أطراف فلسطينية مشتتة يضعف كل منهما الآخر.

الأهم في حالة تمت المصالحة بين كل دول الخليج الثلاثة المقاطعة لقطر ومعهم مصر، فسوف يتغير الإنعكاس على الحالة الفلسطينية كل حسب نفوذه وقوته أو ضعفه في الوضع الجديد وقد يكون على النحو التالي;

إذا صحت التسريبات بأن السعودية طلبت من قطر التخلي عن الإخوان المسلمين وحماس، فيؤكد هذا ما قلناه عن نقل المؤتمر للرياض بدل أبو ظبي هو نقلا إيجابيا متفق عليه، وبالتأكيد هناك اتفاق بين الإمارات والسعودية للطلب من قطر التخلي عن الاخوان المسلمين وحماس، وعليه:

1- ستصبح حماس في ورطة لن تنقذها إلا مواقفها الأخيرة بالموافقة على الانتخابات الفلسطينية ومنعها ضرب الصواريخ من غزة وسعيها لهدنة طويلة الأمد مع إسرائيل، وستتراجع حماس بناءا على التخلي القطري عنها خطوات عن علاقتها بتركيا مع الوضع الجديد للخليج والتعاطي مع الحالة العربية لجديدة التي ستصبح فيها قطر تابعة للسياسة السعودية نحو حماس والتي إعتبرتها حركة إرهابية وقد تواجه حماس تحدي كبير إذا ما أرادت السعودية إنهاء دور حماس أو إضعافها وهذا جائز الحدوت.

2- الرئيس عباس والدور القطري الذي كان داعما للرئيس عباس سيتراجع ويضعف موقفه وسلطته تماما كضعف موقف حماس وقد يتقدم السعوديون وبتشجيع من الإمارات والرغبة المصرية للتغيير داخل قيادة حركة فتح إن لم يبادر الرئيس عباس للمصالحة مع دحلان للم شمل فتح وتقوية السلطة وتمكينها من العودة لقطاع غزة.. ونقول ذلك لإن دور قطر كان المانع للمصالحة دائما بتأثيرها على عباس وحماس لإستمرار الإنقسام وكذلك تغذية الفرقة بين عباس ودحلان.

3- دحلان وانعكاسات المصالحة الخليجية، سوف ينجح دحلان في كلا الحالتين للمصالحة الخليجية كاملة أو المصالحة بين السعودية وقطر فقط، في تعزيز دوره في حالة إنقسمت دول الخليج لتحالف سعودي قطري وتحالف إماراتي مصري لإن حلفاء دحلان الأساسيين وهم مصر والإمارات ستتمتن العلاقات بينهم، لكن على الصعيد الفلسطيني، ففي هذه الحالة لن يذهب الرئيس عباس للتحالف السعودي القطري ويدخل في أزمة مع مصر الفاعل الأول والأقوي على الأرض في فلسطين وعليه سيكون مجبرا مثل حماس على التعاطي بسرعة مع إصدار مرسوم الإنتخابات فهي ملجأه الوحيد لتهدأة الساحة الفلسطينية والآن يصبح هو وحماس بحاجة ماسة لحل أزمة الإنقسام.

ِ4- إسرائيل دائما تجني ما زرعت من سياسات مبكرة ناجحة مستقبلا وهي قد زرعت الكثير منذ سنوات، وعلاقاتها بكل الأطراف الخليجية ستثمر بفوائد إقتصادية جمة على كل حال تصبح فيها علاقات دول الخليج. وعلى صعيد الفلسطينيين، فإسرائيل لها دائما أجندتان:

1- أجندة أولى مع أي خطة تعمل معها فيها دول الجوار أو مع أصدقائها في الإقليم أو مع الدول الكبرى والأمم المتحدة.

2- أجندة ثانية لذاتها تعمل بها وقت اللزوم ، فأي الأجندتين تراها لصالحها فهي تقوم بتنفيذها دون حساب لأحد وفي النهاية هي محمية من الولايات المتحدة ونفوذها السياسي والعسكري ولذلك حتى لو إرتكبت جرائم بحق الإنسانية تجد من يحميها.

إنتباهة مضحكة : أي تغير لموقف قطر من عباس وحماس سيحل أزمة الإنقسام هههه والإنتخابات أصبحت ملحة لحماس وعباس ودون شروط وكل تأخير يضع مصيرهما على المحك ... إضحكوا للمهزلة .