فتاة فلسطينية تكسر الترتيب الجامعي وتدرس الماجستير قبل البكالوريوس

thumbgen (2)
حجم الخط

عادة ما ينهي الإنسان المرحلة المدرسية، ثم ينتقل للجامعية، حتى يصل للماجستير، ولكن في نابلس انقلبت الأحوال، فتاة عشرينية أثبتت أن العقول الفلسطينية ثمينة فتم قبولها في أحد أكبر البرامج الخاصة بالماجستير في الطب ببريطانيا قبل أن تنهي مرحلة البكالوريس في جامعة النجاح الوطنية، فكيف اجتازت العقبات لتحقق حلمها بدراسة الطب، وإلى أين وصل بها تفوقها وإبداعها؟
دراسة الطب .. كانت حلماً !
تقول عائدة الشعار (23 عاما) من مدينة نابلس" أنهيت الثانوية العامة عام 2010 وحصلت على معدل 99.2 لكنني لم أكن من العشرة الأوائل على الضفة، لذلك لم أحصل على منحة دراسية، وكان حلمي أن أدرس الطب .. ولكن دراسة الطب مكلف جداً، إلا أن إصرار عائلتي وتشجيعهم لي دفعني للتسجيل في كلية الطب البشري بجامعة النجاح الوطنية".
الصعوبات لم تقف أمام حلم الطالبة الشعار، فهي تتمنى أن تصبح طبيبة يشار لها بالبنان، تشارك في إنتاج الأبحاث والدراسات الجامعية، بداخلها إبداع تَحلم أن يترك لها المجال لتطلقه.
تقول الشعار:" تقدمت لمنحة مجموعة الاتصالات الفلسطينية على الانترنت، وأنا في السنة الجامعية الأولى، وبحمد الله كافة شروط الحملة انطبقت عليّ وتم قبولي بها، كانت تغطي سنة واحدة فقط، لكن من كان معدله الجامعي جيد جداً، كانت مجموعة الاتصالات تعده بأنها ستغطي سنواته القادمة أيضا، وبالفعل قدموا لي منحة غطت 5 سنوات من تعليمي الجامعي".
ماجستير في بريطانيا
اليوم أنهت الشعار 5 سنوات من دراستها الجامعية في مجال الطب البشري، تفصلها سنة واحدة فقط عن تحقيق الحلم، باستلام شهادة الطب، لكن تفوق الشعار ومثابراتها وصل لحد قبولها لدراسة الماجستير بلندن في إحدى أفضل الجامعات في العالم King’s college London، حتى قبل أن تنهي درجة البكالوريس في جامعة النجاح.
الآن عائدة تحزم حقائبها للسفر لمدة عام واحد لدراسة الماجستير، وعام آخر ما زال ينتظرها في جامعة النجاح لتحصل على شهادة البكالوريس، ولم تتوانى مجموعة الاتصالات الفلسطينية عن تأجيل المنحة الدراسية عام لانتظار عودة الشعار بشهادة الماجستير.
من طالب إلى طالب
وعن تجربة مبادرة "من طالب إلى طالب"، والتي تقوم فكرتها على إثراء ثقافة العطاء بالمقابل وذلك من خلال عمل تطوعي يقوم به طلاب الجامعات المستفيدين من برنامج المنح الذي تقدمه مجموعة الاتصالات الفلسطينية، ويتمثل هذا التطوع بمساعدة تلاميذ المدارس الذين يعانون من صعوبات في التعلم من ذوي الدخل المحدود، من اجل تحسين تحصيلهم الأكاديمي بحيث يقوم كل طالب جامعي بإفادة أربع طلاب مدارس عن طريق التشبيك مع المدارس و المجالس القروية لاختيار هؤلاء الطلاب.
تقول عائدة:" قدمت دروساً خاصة باللغة الإنجليزية لفتيات يتيمات في جمعية الاتحاد النسائي، الأمر الذي أدى لرفع تحصيلهن الأكاديمي في اللغة الانجليزية لـ 15 درجة، فشعرت حينها بالسعادة تغمرني".
و تكمل: "أتطلع إلى المساهمة في توفير المنح الدراسية للأجيال القادمة على قدر استطاعتي عند دخولي سوق العمل في المستقبل القريب، وذلك حتى تتوفر فرصة التعليم المميزة التي حصلت عليها لأعداد أكبر من أبناء شعبنا".
وتشمل المنحة لهذا العام الطلبة المستفدين من المنحة في الاعوام السابقة، والذين استوفوا شروط استمرارها وعلى راسها التفوق الاكاديمي، بالاضافة الى الطلبة الجدد من خريجي الثانوية العامة لعام 2015، إضافة إلى الطلبة المتفوقين من ذوي الاحتياجات الخاصة لعام 2015، والطلبة الايتام المتفوقين المقيمين في دور الايتام،حيث وصل عدد المستفيدين من برنامج المنح 2900 طالب بشكل تراكمي لغاية عام 2014، وستستمر المجموعة بتنفيذ برنامج المنح، حيث بدأت بالتجهيزات للاعلان عن اسماء المستفدين للعام 2015.