جدعون ساعر «خائن» لأنه تجرأ على منافسة نتنياهو على رئاسة «الليكود» !

حجم الخط

بقلم: يوفال كارني



انتخابات رئاسة "الليكود" هي الحدث الأكثر إثارة للاهتمام، هذه الأيام، حيث تسبق انتخابات 2020. بل إنها أكثر إثارة للاهتمام من الانتخابات نفسها. فمنذ عقد يكاد نتنياهو يكون المتنافس شبه الوحيد في الساحة "الليكودية" الداخلية فيما كان يحرص دوما على أن يصفي سياسيا كل خصم محتمل أو خليفة متوقع. وعندما فرضت عليه انتخابات تمهيدية على رئاسة حزبه في كانون الثاني 2016 لم يتجرأ أحد على التنافس قبالته.
لقد اعتاد نتنياهو على أن ينتصر في الانتخابات الداخلية سيراً على الأقدام، وذلك لأنه لم يترشح ضده أبداً أحد كان أكثر من ذبابة مزعجة.
ينبغي أن نقول شيئا ما أيضا عن جينات ناخبي "الليكود": هذا صحيح، هم يحرصون على تقاليد عدم الإطاحة برئيس قائم. حتى عندما يقود حزبهم إلى فشل ذريع مثلما في انتخابات 2006 مع 12 مقعدا فقط. إذاً، توجد ديمقراطية في "الليكود"، ولكن أيضا توجد تقاليد.
قبل فترة قصيرة أعلن جدعون ساعر، الذي كان ذات مرة حليفا سياسيا متفانيا ومخلصا لنتنياهو، أنه قرر أن يتنافس ضده على رئاسة "الليكود". وقد بدأ ساعر منافسته بتأييد صفري. بلا تأييد من نواب الكتلة ودون أي موقع في الميدان. مؤيدو ساعر (أو معارضو نتنياهو) خافوا من الظهور. ما كان يحتاج نتنياهو حتى أن يبدأ الحملة كي يفوز فيها بكل سهولة.
ولكن شيئا ما حصل في الأيام الأخيرة: لقد جند ساعر تأييدا واسعا من رؤساء السلطات ورؤساء الفروع، خمسة نواب في الكتلة، وقفوا إلى جانبه، وهو يدير حملة لا يوجد فيها لمؤيديه ما يخسرونه، ولا ما يكسبونه. فهو لا يعين وزراء، وليست لديه قدرة على نثر الوعود عشية الانتخابات.
في صالح نتنياهو يقال إنه لاحظ الميل، وانتبه في الوقت المناسب: فقد التقى مع النشطاء في مقر "الليكود"، عقد اجتماعات في كل مساء، واستدعى إلى لقاءات شخصية نشطاء كباراً من "الليكود" ممن يعتبرون "مترددين" مثل رئيس "مجلس السامرة"، يوسي داغان، الذي "تمرد" على رئيس "الليكود" عندما أعلن أن جدعون ساعر مناسب، ويجب إجراء انتخابات تمهيدية في "الليكود".
واليوم أيضا لا يزال نتنياهو زعيما لا جدال فيه تقريبا، داخل حزبه، ولكن شيئا ما بدأ يتشقق في هذه الصورة.
أول من أمس أطلق ساعر حملته الانتخابية. بدأ الحملة، وإذا بالأنباء الملفقة تثور. مؤيدو ومقربو نتنياهو لا يخجلون اليوم حتى من إطلاق عبارة "خائن" عليه. لماذا؟ لأنه تجرأ على أن يتنافس في انتخابات ديمقراطية على رئاسة "الليكود"، ولم يبدِ "ولاءً" تجاه الزعيم.
نحو عشرين متظاهرا انتظروا، أول من أمس، خارج قاعة إطلاق الحملة مع هتافات تحريضية: "خائن، ممسحة". لم تعد هناك انتخابات شرعية في "الليكود".
وهذا لا يزال لا شيء بالنسبة لما يحصل في جماعات الواتس اب في الحزب: ذات مرة ساعر نشر في صورة عربي مع عنوان "الشهيد جدعون ساعر". ومرة أخرى حفيده يظهر في صورة رضيع عربي.
كيف سينتهي كل هذا؟ ليس واضحا. المؤكد هو أن الأجواء العكرة بين المعسكرين داخل "الليكود" هي مجرد مقدمة لما سيكون هنا في انتخابات 2020.

عن "يديعوت"