أطلقت الروائية الفلسطينية إيمان الناطور من قطاع غزة، بعد ظهر يوم الأربعاء، العنان لثلاث روايات كتبتها، وسط آمالها بأن تصل للعالمية وتحقيق أكبر قدر كاف من الإنجاز الأدبي، الذي لطالما حلمت به وسعت جاهدةً إليه.
وقالت الروائية والكاتبة إيمان الناطور خلال حفل توقيع رواياتها الثلاث: "اليوم جرى توقيع أول أعمالي الروائية، وبدأت بعمر صغير، والثلاث روايات هي رواية "ياسمين" وتحدث عن معاناة امرأة مقهورة عاشت قصة حب محطمة القلب وتقابل "إلياس" الذي يحبها إلا أنه مطارد من قبل عصابات المافيا حتى يتكشف أنّ أحد أصدقائه المقربين تسبب له بمشاكل في قصة حبه".
وتابعت الناطور في حديثها لمراسل وكالة خبر": "الرواية الثانية تحمل عنوان "ثمن دموعي" وتتحدث عن قصة حب تحولت إلى انتقام وحبيبان يجاهدان لإخفاء هذا الحب، والاستمرار في طريق الانتقام"، مُردفةً أنّ الرواية الثالثة هي: "رواية "اقترب موسم الحصاد" وتتحدث عن البطل محمد الصغير الذي كبر ليوحد رايات فلسطين المتفرقة تحت علم فلسطين الواحد، والذي استطاع أن يفعل هذا بقوة الحب وأن يلف قلوب الناس حوله، بما يخجل الدول العربية فيجعلها تصعد بطائراتها في سماء فلسطين متضامنة معها في الحرب.
ونوهت الروائية الناطور إلى أنّ روايتها الرابعة ستحمل عنوان "فلسطين كنعان" ولا زالت قيد الإعداد، خاتمةً بالقول: "فلسطين تحتاج لمن يكتب عنها بقوة وحب، على الرغم من الصعوبات المحدقة من حولها".
وحول واقع الأدب في فلسطين، قال الكاتب والروائي غريب عسقلان: "إنّ واقع الأدب الفلسطيني بخير ولكن يجب أنّ يلقى عناية من المؤسسات الرسمية لأن الواقع هو مرآة الحالة اليومية، وهو كلما ابتعد عن التحزب السياسي كلما أنتج أكثر، لأن مسؤولية الأديب أن يلتقط نبض شعبه ويعبر عنها بغض النظر عن التعصب الفكري والأيديولوجي، في غزة معاناة شديدة يظهر وجهها الحقيقي في الكتابات الأدبية من قصيدة وقصة ورواية ومسرحية ومن أعمال إبداعية أخرى مثل الأغنية والموسيقى والرسم".
وأضاف الكاتب عسقلان لمراسل وكالة "خبر": "لذلك غزة زاخرة بالطاقات الإبداعية ولكن تحتاج إلى عناية ومؤسسات رسمية تنهض بها دون التحيز إلى هذا الفصيل أو ذاك، ونحن اليوم نحاول أن نشجع دور النشر الوطنية الفلسطينية بحيث تتبنى الكتاب الذين لا يملكون إمكانية إصدار كتبهم كما نحن اليوم في فعاليات كاتبة واعدة جديدة تبرعت دار منصور لنشر كتبها".
وتطرق إلى أبرز التحديات التي تواجه واقع الأدب الفلسطيني، بالقول: "إنّ الكاتب إذا أراد أن يخوض معركة الصمود يجب أن يلقى اهتمامًا، لأن الكاتب يتكلم عن حقيقة واحدة أن الأرض والشعب جزء واحد، لا أرض بدون شعب، ولا شعب بدون أرض، فنحن أصحاب قضية عادلة يجب أن نبقى على الأرض وأن تكون الكتابة الإبداعية أداة من أدوات المقاومة، لذلك نحن بكل تجلياتنا حتى في القصص العاطفية نحن في وضع يقاوم من أجل البقاء".
من جانبه، أوضح عضو الأمانة العامة لاتحاد الكتاب لدولة فلسطين ناصر عطا الله: "الأدب يبقى واحد من العوامل المقاومة للوجود الفلسطيني ومن الدعائم الأساسية للوجود الفلسطيني فوق أرضه، ولا يوجد فلسطيني بدون أدب، ولا أدب بدون فلسطيني، فهي متلازمة مستمرة ومتواصلة على طول العهد، لأننا شعب له عنوان وله مكانة، وله أرض، ومصير".
وأجاب عطا الله على سؤال: "هل سلطت الأعمال الأدبية في قطاع غزة، الضوء بشكلٍ كافي على الواقع الذي نعيشه أم بحاجة لتطوير ومن يحتضنه"، بالقول: "بالتأكيد كل شيء يحتاج لتطوير، ولكن في قطاع غزة تحديدًا هناك طفرة في الإنتاج الأدبي رغم الحصار والأزمات المتعاقبة ورغم ما يعيشه الفلسطيني ومنهم الكتاب والأدباء بتعقيدات مكثفة جدًا".
وتابع: "إحصائية إنتاجات 2019 بلغت ما لا يقل عن 180 منتج أدبي في مجال الشعر والغناء والمسرح"، مُوجهاً رسالة للأدباء، فحواها "أن يستمروا ويواصلوا ويتمسكوا بمشروعهم الأدبي لأنه أحد طلائع وأساليب ووسائل المقاومة والتحدي والمواجهة والحفاظ على الوجود".