«كنوز» يهود البلاد «العربيّة»..على مَن يقرأون مَزاميرهِم؟!

حجم الخط

بقلم: محمد خروب

 

اسطوانة يهودية جديدة بدأت بالدوران.. مواسم الابتزاز الصهيوأمريكية قيد التشكيل والبروز.. ثمة «150» مليار دولار هي قيمة/كنوز) ممتلكات يهود البلاد العربية (وإيران أيضاً), زعَموا ترّكها عند «طَردِهم» (كذا) من تلك البلدان, باتجاه الدولة «الفتية» التي أعلنها الصهيوني بن غوريون في آيار 1948.

ولأن مسألة اللاجئين الفلسطينيين أَسْقطَها مبعوث العناية الإلهية لليهود ترامب عن جدول الاعمال تماما كالقدس، فان حملة سياسية، دبلوماسية وخصوصا إعلامية، مُنسّقة وشرسة بالتوازي مع حملة التطبيع والتمهيد لاتفاقات «عدم الحرب» بين اسرائيل ودُول عربية معروفة جِداً، بدأت الآن تستهدف ضمن امور أُخرى, ليس فقط إجراء مَقاصّة/مُقايضَة مع املاك اللاجئين الفلسطينيين المُصادرَة بعد سن قانون عنصري حمل اسم «أملاك الغائبين» بل ايضا الحصول على «تعويضات» «مُنصِفة وعادِلة» لهؤلاء اليهود, الذين "أُجبِروا" على ترك بلادِهم العربية. (

شايلوك الجديد يُبعَث حيا في عصرنا وهل غاب اصلا؟) فاليهودية (التي باتت عِرقاً/قومية في عصر ترامب وليس مجرد دين, وبالتالي فإن انتقادَها يَندرَج تحت بند مُعاداة السامِيّة كما قرر البرلمان الفرنسي ويستعد مجلس العموم البريطاني, بعد إحكام المهرج بوريس جونسون قبضته عليه, الى سَنّ تشريع مُماثل, يعتبر انتقاد سياسات إسرائيل العنصرية ضربا من ضروب اللاسامية, التي تستوجب عِقابا وزّجرا لمن يتجرّأ على ذلك.



ليس ثمة في زماننا الردئ هذا ما يُمكن اعتباره مستحيلا، وليس من الحكمة او العدل وضع اللوم على ثُلاثي الشرالإمبريالي.. اليهودي/المسيحي المتصهين, من غطرسة واستعلاء وخصوصاً استهتار بكل ما هو عربي، بل ثمة مسؤولية أُولى يتحمّلها عرب اليوم, الذين أمعنوا في سقوطهم وتجذّر ثقافة الهزيمة والخنوع لديهم, والإستسلام الطوعي المحمول على دونية وفرط إعجاب بـ«الرجل الابيض»، بما وصلّناه من انحطاط واندحار, حتى بتنا مضرب الامثال في العالم اجمع لكل من يُريد الإتعاظ والإعتبار مما «ألحقه بنا الاستعمار الصهيواميركي من خسائر وهزائم وابتزاز ونهب لثرواتنا، تمّ بإرادتنا ومُوافقتنا, ولم يجن منه عرب اليوم سوى المزيد من الإستهتار والزجر والإحتقار.



ليس مهما عند حلف الشرّ الصهيواميركي, ما أعلنه وما أضفاه من عبقرية ودهاء وقدرات استخبارية ولوجستية يتوفّر عليها, عندما دبّر وخطّط لعمليات نقل سرية مُتقنَة ليهود البلاد العربية غيرها, وبخاصة تدبير التفجيرات والقتل والإغتيالات بهدف دفع هؤلاء اليهود المغادرَة للدولة (الفتِيّة), وها هم الآن يُطالبون بأملاكهم ويُقدِّرونها وفق أسعار اليوم بـ«مليارات الدولارات»، ويضعون لفرط وقاحتهم أرقاما لهذه الممتلكات على النحو التالي:

يُقدّر ما خلفه اليهود في ايران بــ(3ر31مليار دولار) وفي ليبيا 7ر6مليار دولار, وبحوالي 6ر2 مليار دولار في اليمن الشمالي (قبل الوحدة)، وبحوالي 4ر1مليار في سوريا. فيما قُدِّرت أملاك يهود عدن بـ«700» مليون دولار. ويبدو أنهم نسوا «يهود لبنان», ربما لإصدار لائحة ثانية والدفع يجب ان يكون بالدولار مع احتساب نسبة التضخّم.



مبدأ خبيث وماكر ومُتغطرِس كرّسه شايلوك بُنسختِه الشكسبيرية الأصلية, ولن تختلف الحال مع ثنائي شايلوك العصري نتنياهو/ترامب ومعهما..بعضُ العرَب.



عن "الدستور" الأردنية