انتشرت الأجهزة الأمنية الإيرانية مساء يوم الخميس، في شوارع المدن الإيرانية، كما وأقدمت الحكومة على قطع الإنترنت، وسط ترقبٍ للشارع الإيراني للمظاهرات بمختلف مدن البلاد، إحياءً للذكرى الأربعين لضحايا احتجاجات الوقود التي وقعت شهر نوفمبر الماضي.
ودعت منشورات على مواقع للتواصل الاجتماعي في إيران، بالإضافة إلى بعض أقارب الذين قتلوا في احتجاجات نوفمبر الماضي، على يد قوات الأمن والسلطات الإيرانية للخروج في احتجاجات يوم الخميس.
وإستبقت السلطات الإيرانية، هذه الدعوات بانتشار مكثف في الشارع، وقطع خدمة الإنترنت، بالأمس، على الأجهزة المحمولة في عدة أقاليم، حيث بث ناشطون مقاطع مصورة لمظاهرات ليلية اجتاحت إقليم "كرمانشاه"، الذي تقطنه أكثرية سكانية كردية أقصى غربي إيران.
وذكر حساب تابع للمعارضة الإيرانية باسم "إيران نيوز واير" عبر موقع تويتر، أن مئات المحتجين في "كرمانشاه" هتفوا بالموت للمرشد الإيراني علي خامنئي، باعتباره أعلى هرم السلطة داخل البلاد.
وردد المحتجون، حسبما أظهرت المقاطع المصورة المتداولة، شعارات من قبيل "لا تخافوا لا تخافوا.. نحن جنبا إلى جنب" لحشد مزيد من السكان للانضمام إليهم.
كما أظهرت المقاطع انتشار عناصر من قوات مكافحة الشغب الإيرانية بالشوارع في أنحاء متفرقة من كرمانشاه، بغية السيطرة على أعداد المحتجين الآخذة في الازدياد.
على صعيد متصل، توقعت إذاعة أمريكية ناطقة بالفارسية بدء موجة قمع جديدة في إيران، تزامنا مع مراسم الأربعين لقتلى احتجاجات نوفمبر الماضي، التي راح ضحيتها مئات القتلى والمصابين.
وقالت إذاعة صوت أمريكا، التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها، إن هناك دعوات عبر الإنترنت بغية التظاهر رمزيا، أثناء عقد مراسم الأربعين لقتلى ما عرفت باحتجاجات البنزين في إيران، الشهر الماضي.
ونشرت الإذاعة الأمريكية صورا لانتشار مكثف من جانب عناصر من قوات الشرطة الإيرانية في عدد من الشوارع الرئيسية بالعاصمة طهران، التي بات يسيطر عليها جو بوليسي، بحسب وصف محطة "صوت أمريكا".
وبرز خلال الصور وجود عناصر ملثمة من قوات مكافحة الشغب، وعناصر من وحدات الدراجات البخارية يحملون هراوات حديدية، وعربات مصفحة مزودة بخراطيم مياه.
ومن جانبه، حذر قائد الشرطة الإيرانية، حسين أشتري، المواطنين من مغبة إرسال فيديوهات الاحتجاجات إلى القنوات المعارضة أو إلى أشخاص خارج البلاد.
وذكر أشتري، إن إرسال الفيديوهات والصور إلى الفضائيات المعارضة للجمهورية الإسلامية، جريمة يعاقب عليها القانون، وسيتم التعامل مع كل من يرسل الفيديوهات والصور وفق القانون.
واجتاحت احتجاجات شاسعة إيران في أكتوبر الماضي بعد قرار الحكومة رفع أسعار الوقود، وفي نوفمبر الماضي تم اتخاذ إجراء غير مسبوق، إذ قطعت خدمات الإنترنت عن عموم أراضي البلاد لمدة أسبوع تقريبا، للتعامل مع الاضطرابات التي تعد الأعنف منذ الثورة الإسلامية عام 1979.
وذكرت الوكالة، "وفقا لهذا المصدر، من المحتمل أن تتأثر المزيد من الأقاليم بتعطيل الاتصال الدولي بالهواتف المحمولة".