يوافق اليوم الجمعة الذكرى السنوية الحادية عشر للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والتي أطلق علها قادة الاحتلال اسم "عملية الرصاص المسكوب"، فيما أسمتها المقاومة بغزة بـ"حرب الفرقان"، حيث استشهد بالضربة الأولى 200 مواطن غالبيتهم من عناصر الشرطة الفلسطينية بمن فيهم مديرها العام اللواء توفيق جبر.
ففي السابع والعشرين من شهر كانون الأول/ ديسمبر عام 2008 صبت 80 طائرة إسرائيلية على اختلاف أشكالها حممها ونيرانها وصواريخها على عشرات الأهداف الفلسطينية المدنية والأمنية في مختلف مناطق قطاع غزة.
وأكدت تقارير نشرتها مؤسسات حقوقية قبل الحرب بنحو أسبوع، على أن الاحتلال الإسرائيلي لم يحترم تهدئة استمرت ستة أشهر برعاية مصرية.
وأوضحت التقارير أن قوات الاحتلال قتلت خلال هذه الفترة 50 فلسطينيًا واعتقلت 1500 مواطنًا، وهدمت أكثر من 60 منزلًا في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة.
وأمام استمرار انتهاكات الاحتلال، وإصراره على عدم رفع الحصار عن قطاع غزة الأمر الذي ضاعف من معاناة الشعب الفلسطيني، قررت فصائل المقاومة عدم تمديد التهدئة، وردت على انتهاكات الاحتلال بإطلاق عشرات الصواريخ والقذائف صوب المستوطنات المحاذية لقطاع غزة.
فيما سبق الهجوم الإسرائيلي –الذي وُصف بالأشرس منذ حرب عام 1967- عملية تضليل وخداع مارستها دولة الاحتلال التي تعمدت فتح معابر قطاع غزة قبل يوم واحد لإدخال 428 ألف لتر من الغاز الصناعي، ونحو 75 طنًا من غاز الطبخ، بالإضافة لـ105 شاحنة إغاثة.
بدوره، أعلن الاحتلال في اليوم الذي سبق الهجوم عن مهلة مدتها 48 ساعة لوقف إطلاق الصواريخ من قطاع غزة على الأهداف الإسرائيلية، إلا أن العدوان الإسرائيلي وقع بعد أقل من 24 ساعة بداية المهلة، وتزامن مع يوم السبت وهو يوم الراحة عندهم.
واستمرت طائرات الاحتلال خلال الأيام الثمانية الأولى من العدوان، بعمليات قصف مكثفة وغير مسبوقة على مختلف مناطق قطاع غزة، فيما كانت المقاومة الفلسطينية ترد حسب إمكانياتها بقصف المستوطنات الإسرائيلية رغم التحليق المكثف للطيران بكافة أشكاله.
وبالإضافة إلى المواقع الأمنية، فقد استهدفت طائرات الاحتلال بصورة مخالفة للقانون الدولي مئات المنازل لمواطنين مدنيين، والكثير من المساجد التي تدمرت إما بشكل كامل أو جزئي، وكذلك الجامعات والمدارس والعديد من المؤسسات التابعة للأونروا، عدا عن استهدف المستشفيات والمقار الصحية.
ولم تتورع آلة الحرب الإسرائيلية عن ارتكاب كل ما هو محرم دوليًا في سبيل تحقيق أهدافها، فبعد أن فشلت جميع محاولاتها بتحقيق أهدافها من خلال الأسلحة التقليدية كالطيران والدبابات.
ولجأت إلى استخدام أسلحة غير تقليدية ضد المدنيين كان أبرزها الفسفور الأبيض، واليورانيوم المخفف الذي ظهر على أجساد بعض الشهداء، وفق تقارير صادرة عن خبراء ومؤسسات أوروبية.
وأعلن أولمرت بعد 23 يومًا من بدء العدوان، عن إيقاف إطلاق النار من جانب واحد دون الانسحاب من غزة، تلاه في اليوم التالي إعلان الفصائل الفلسطينية هدنة لمدة أسبوع، كمهلة لانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة.
وأسفرت الحرب على غزة عن استشهاد نحو 1330 شهيدا غالبيتهم العظمى من المدنيين والنساء والأطفال، في حين أصيب 5500 مواطنا العديد منهم يعاني حتى الآن من إعاقات دائمة.
أما بالجانب الإسرائيلي فقد اعترف جيش الاحتلال بمقتل 13 إسرائيليا بينهم 10 جنود وبإصابة 300 آخرين، إلا أن المقاومة أكدت أنها قتلت أكثر من 100 جندي.