أمام حركة فتح والقوى الوطنية الأخرى معركة شرسة أولها معركة الوجود على الأرض الفلسطينية ، والمعركة الأخرى والتي نرجو أن تاخذ منحى العمل الديمقراطي ، الحفاظ على الكينونة الوطنية المستقلة التي رفعت رايتها حركة فتح في 65 والتي من خلال نضالها والتي حققت مراحل تحديد الشخصية الوطنية لشعبنا ، وكذلك المعركة مع المتنازلين في صفوف هذه الحركة عن برنامجها الوطني ، والذين يسيرون في الركب الأمريكي والعلاقات الشبه اندماجية مع الاحتلال تحت غطاء الحضارة والتحضر وكأن البندقية الفلسطينية والكفاح المسلح المشرع دوليا في مقاومة الاحتلال هو طرح سلفي تجاوزته المرحلة ، والخطير في هذا الطرح أنه مازال الوطن محتل وسلطة تأخذ اذن المرور من الكيان الصهيوني في جميع تحركاتها وتبنى موازنتها على ما تقدمه أميركا واسرائيل من مساعدات لها بمقدار ما تقوم به من تنازلات، ان تحرك فتح والقوى الوطنية أصبح على أرض مليئة بالأشواك والمنعطفات والمنحدرات أما ان تعيد فتح صياغة نفسها وبالتالي ستقف أطرها في صراع مع تيار قوي حقق مصالحه في السلطة والتسلط وأصبح له ثقل اقليمي ودولي بالواقع المطروح في المنطقة ، وبالتالي أصبحت حركة فتح تفقد الكثير من أدوات الصراع و تفتقد لكثير من آلياتها وهذه كانت نتاج انخراطها وبشكل أساسي في تشكيل وحماية ودعم مؤسسات السلطة التي تعرف فتح جيدا أن وظيفتها الأساسية ومن خلال ما أبرم من اتفاقيات ومعاهدات تشكيل كيان العزل الفكري بين طموحات الشعب الفلسطيني والواقع ،وبكل مقاييس هذا المفهوم من أدوات وآليات مطروحة للتنفيذ على الأرض ، فحينما لا تستطيع حركة فتح من استنهاض قضية الارادات وتحقيق ذاتها بين اوساط شعبها ، ضاربة كل مظاهر السلبية والاستسلام ووليكن الرجوع لللخلف عدة خطوات لنتقدم سنتيمترات فهذا جيد! ، فهي معركة قاسية مع المخطط الامبريالي الصهيوني والمتعاونين معه في أوساط شعبنا، والمنطقة العربية، فهل لدى فتح عصا موسى لتسحر الساحر ؟!! . ..أو تذهب الى الهاوية ، وتلهف الاسلام السياسي للوصول الى السلطة واستخدام آليات وأدوات مدعومة ماديا ومعنويا وبتشريعات دولية جديدة تشكل حالة كانت غير محسوبة وهي مناطق الفراغ التي تركتها فتح والحركة الوطنية وهذا الذي لم تستيقظ لها حركة فتح وفصائل العمل الوطني فهل حركة فتح قادرة على تغيير وتعديل مسارها وبشكل تزامني استباقي للخروج من الأزمة ، وأزمة شعبها ، أم سيسبق القطار هذا التزامن وتبقى حركة فتح في مجلدات كتب التاريخ وفي مكتبة السيد عباس الشخصية وزوارها من لجنة مركزية وهنة .
ونطرح تساؤل -:
هل هذا الواقع سيفرز تجديدا للثوب الادبي والاخلاقي لفتح في مسيرة تجربة لها من التراكمات بين الاخفاقات والنجاحات ولتواكب متغيرات تفرضها رمال متحركة في دول الاقليم العربي وبرمجيات اسرائيلية تهويدية للضفة والقدس والخليل وحل اقتصادي اداري في الضفة وغزة وصلة وثيقة بالامن والاقتصاد الاسرائيلي وبخطة ممنهجة بشكل دقيق وبانطلاقة تبنى عليها معادلة فلسطينية جديدةا في داخل فتح ووضع معالجات لكافة الازمات على مستوى الفهم السياسي للمرحلة والفهم الذاتي لازماتها وابتعادها عن ادبياتها والذي لا يخرج عن الثوابت واحداث مراجعات جادة للسلوك التنظيمي والامني والثقافي والسلوكي لفتح ومن خلال برنامج جاد ايضا تعود فيه فتح لحاضنتها الشعبية على المستوى الذاتي والاقليمي والدولي أم مقبلين على وضع متشرذم مجزأ تتوه فيه قضية اللاجئين والقدس وفلسطينيي الشتات عشرات السنين بل تتوه فيه الخريطة الجغرافية لفلسطين وربما للأبد وتبقى الحركة كادبيات وفكرة حاولت ولم تنجح بعوامل مخلفة من الفساد الداخلي والخارجي والأيام القادمة ستجيب على ذلك.