نـتـنـيـاهـو يـشـنّ حـربـاً عـلـى إسـرائـيـل!

حجم الخط

بقلم: الون فوكس


بنيامين نتنياهو يحتاج الى الوقت. فليست الحصانة هي التي طلبها، وعلى اي حال لن يحصل عليها حتى نيسان، هذا اذا كان سيحصل، إلا على زمن لاستنفاد فرصة التسوية القضائية.
يحتمل ان يكون يؤمن بنظرية الفوضى والتي بموجبها يكون تغيير صغير في أحد العناصر يؤدي بجهاز حساس لأن يتصرف بشكل مختلف تماما، ويحتمل ان يكون لديه ايمان اسطوري بقوته في أن ينجح حيثما فشل مرتين في الانتخابات. وهو بالتأكيد يتصرف هكذا، ولكن التوجه الى الانتخابات ينطوي على امكانية الخسارة، ومعها فقدان الذخر التفاوضي الوحيد الذي لديه حينما يأتي للبحث في الصفقة: مكانة رئيس الوزراء.
في حالة تقديمه الى المحاكمة وفي غياب الحصانة وفقرة التغلب ومكانة رئيس الوزراء، فإن الدفاع عنه في المحاكمة سيكلف ملايين الدولارات، وفي نهايته يحتمل أن يدان ويحبس ويرى العالم من الخارج بعد خمس سنوات في سن الـ 75.
إن من يطلب الحصانة حقا، مهما كانت دوافعه، وهو يعرف انه لا توجد اغلبية للحصانة في الكنيست الحالية ويعول على تلك التي تنتخب في اذار، لا يخرج في هجمات، تشفيرات، وتهديدات منفلتة العقال ضد جدعون ساعر والنواب الذين أيدوه. فكل يد ستقرر في الكنيست القادمة. وهو يعرف ان افيغدور ليبرمان منع مرتين حكومة حصانة، والآن، بعد أن رفعت ثلاث لوائح اتهام، فلن تكون اي حكومة حصانة. فإما تسوية قضائية وإما محاكمة. لا توجد امكانية ثالثة.
كما أن نتنياهو يعرف جيدا بأن الاستعراض العابث الذي يسمى «مستوى آخر» لن يقف الى جانبه في الاشهر القادمة. فبوتين نقل بطاريات «اس 400» الى سورية، وهو يسمح لإيران بحرية عمل ويقيد إسرائيل في نشاطها، وترامب تملص مرتين من اللقاء معه وهو غير سعيد، على اقل تقدير، من محاولات نتنياهو تسريع المواجهة مع إيران. لقد نفى وزير الخارجية بومبيو علنا ادعاء نتنياهو وكأنه تحدث معه عن ضم اجزاء من «يهودا» و»السامرة». والرئيس الفرنسي، ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني جونسون والمستشارة الألمانية ميركل لم يسمحوا له بالحضور بلا دعوة الى مؤتمر «الناتو».
يخدع نتنياهو نفسه ويخدع مؤيديه بقصة ملفقة وموهومة عن مؤامرة كبيرة ضده. هو الذي كان عمليا قد نسجها ضدهم وضد سيادتهم. وهذا لا يتمثل فقط في «الدولة هي أنا» للويس الرابع عشر، بل ان هذا هو «الشعب هو أنا، وانا هو الشعب»، والشعب وحده هو الذي يقرر. وهو لم يهرب من العدالة، بل يطلب الدفاع ضد انعدام العدالة الذي تسعى النخب لأن تحيقه به. رئيس وزراء رائع، وقع ضحية لحملة حقيرة ضده، حيث يسعى زعما وعلنا للحصول على حصانة ضد «انقلاب سلطوي» بخلاف «ارادة الشعب»، الذي لم ينتخبه مرتين، وضد وحش «الموظفية» والنيابة العامة المسمى «الدولة العميقة» و»انعام النية الطيبة» في لوائح الاتهام. هذه هي القصة تجاه الخارج، ويحتمل ان يكون هو نفسه يؤمن بها. ولكنه لا يطلب الحصانة لأنه «لم يكن شيئاً». انه ببساطة بحاجة يائسة الى الوقت.
نتنياهو هو بالفعل زعيم مميز: رئيس الوزراء الاول في تاريخ الديمقراطيات الذي شن حربا على دولته، على مؤسساتها، سياقاتها، حماة الحمى فيها، الجهاز القضائي، الشرطة، الاعلام، الديمقراطية كلها. هذا لا يفعله من يسعى لأن يقف على رأس الدولة، بل من يفهم بأن هذا قد انتهى.

عن «يديعوت»