-خبر-بقلم: يوسي سريد
12 أيلول 2015
لم أعد أحبك يا وطني؛ هذه لم تعد بلادي. من ناحيتي، تستطيعين أن تصرخي أو تصمتي أو تفعلي ما تشائين أيتها البلاد غير المحبوبة. وبدل المحبة قلبي مليء بالخجل. أخجل وهذا برهان على أن الامر ما زال يعنيني ويؤلمني، لكن بشكل أقل. انظري كيف تبدين يا بلادنا الصغيرة.
أنا أخجل من الدولة التي تعتبر كل قطعة قماش علما. والمستعدة للموت من اجل رموزها، وهي ليست مستعدة للموت من اجل مبادئها.
أنا أخجل من دولة غريبة عني، تبيع السلاح لكل قاتل مقابل المال الاسود؛ من يعرف كم من اللاجئين يهربون الآن من البندقية الاسرائيلية الطاهرة؟
أنا أخجل من الدولة التي لا تستطيع تعيين مفتش عام للشرطة أو رئيس للاركان، وكأنه ليس فيها أحد.
أنا أخجل من الدولة التي ترسل جنودها للامساك بولد، وضرب فتاة. أنا كأب كنت سأعض يد الدولة.
أنا أخجل من الدولة التي يصرخ دمها في قرية دوما وتسفك الدماء في القدس. ويقف هنا جوعى يسرقون الحليب من اجل الطفل وتتم محاكمتهم.
أنا أخجل من الدولة التي تطارد المعلمين وتكمم أفواه الصحافيين، وتنفي فنانيها الى الداخل وسيد قشوع الى الخارج.
أنا أخجل من الدولة التي بدأت السنة الدراسية كالمعتاد، لكنها لم تلتفت الى أكثر من 30 ألف طالب مضربين لأنهم "من الأغيار".
وهي ما زالت تزعم أنها ديمقراطية – رغم أن البارونات يسرقون الضريبة والغاز ويسيطرون فيها – وهي منذ وقت ليست يهودية؛ ماذا تعنيني، ماذا تعني يهوديا مثلي؟ وأكثر من أي شيء، أنا أخجل الآن – عشية السنة الجديدة وقبل "يوم الغفران" – لأن أبوابها مغلقة حيث يتوسل لاجئو العالم لفتح الابواب. يخيفوننا بالارقام – بعد قليل سيملؤون البلاد، وسيضافون الى من يكرهنا. لا تنظروا الى الجموع المتدفقة، بل الى من هم بينهم؛ لا تنظروا الى القادمين، بل الى الموجودين.
انظروا الى الاريتيري الذي أصبح أعمى. "وصلت اليه لأن أحدا رآه وهو يبكي في الشارع"، قالت متطوعة في منظمة مساعدة اللاجئين وطالبي اللجوء، للصحيفة. "لأسفنا لا يوجد في اسرائيل من يعتني به. الولايات المتحدة وافقت على استيعابه".
انظروا الى اللاجئة من السودان وابنتها الصغيرة، التي تعاني من مشكلات اقتصادية صعبة وصعوبة في التنفس وعدم القدرة على البلع. لا تستطيع العيش باحترام في اسرائيل. السويد ستستقبلها قريبا، كما قالت متطوعة اخرى.
حالتان من بين 100 حالة تم تحويلهما في السنة الاخيرة الى الامم المتحدة، ولم تجد اسرائيل مكانا لعدد قليل من المرضى.
من هو الذي ينادي هنا في الليل لتقديم ملجأ لعشرات آلاف الأصحاء. لا تُضحكوا حكومتنا التي تبكي بدموع على الولد آيلان كردي الذي غرق في المياه.
"لا نريد سكانا يغيروننا، ويغيرون طابعنا القومي والديني"، قال رئيس حكومة هنغاريا. هذا كلام الفاشي وهذا ايضا مضمون كلام رئيس حكومة اسرائيل. اللاسامي والسامي، يتحدثان اللهجة ذاتها.
نظمت في ارجاء اوروبا في هذا الاسبوع مظاهرات تضامن، وقد توقفت القطارات لاستقبال اللاجئين بالشوكولاتة والموز؛ وأين الخبز والملح؟ بحثت اسرائيل في ذلك الوقت عن روحها الغائبة.
المستشارة الألمانية، انجيلا ميركل، أعلنت أن "ألمانيا لن تحدد عدد اللاجئين الذين سيدخلون إليها، لا حدود لحق اللجوء السياسي". وفجأة اصبحوا هناك مثل اليهود واصبحنا هنا مثل الألمان.
عن "هآرتس"