كشفت وسائل إعلام عبرية، عن مخاوف إسرائيلية من استهداف مطار اللد "بن غوريون" في تل أبيب خلال الحرب المقبلة، ما سيجعلها منطقة معزولة عن العالم الخارجي.
وقال موقع "واللا" العبري في تقرير نشره الخبير العسكري أمير أورن، اليوم الإثنين: "الرسالة الإسرائيلية من إسقاط الطائرة الأوكرانية في أجواء طهران الأسبوع الماضي، تعني أن مطار "بن غوريون" في الحرب القادمة سيتم إغلاقه، وقد تلقت "إسرائيل" مثل هذه الرسالة في حروب سابقة مع تنظيمات معادية تمتلك قدرات صاروخية ثقيلة ودقيقة، مما جعل فضاءها الجوي ذا مخاطر متزايدة أكثر من الماضي".
وأشار إلى أنّ سقوط الطائرة أعطت "إسرائيل" فرصة استخلاص الدروس والعبر للتحضير للحرب المقبلة، سواء ضد حزب الله أو حماس أو سوريا أو إيران، متسائلًا: "من يعلم فربما يشترك الجميع في هذه الحرب؟".
وأوضح أنّ المطارات المدنية داخل "إسرائيل" سيتم إغلاقها خلال الحرب المقبلة، وفي مقدمتها "بن غوريون"، مع العلم أنّ "إسرائيل" عاشت في الحرب الأخيرة مع غزة "الجرف الصامد" في صيف 2014 مثل هذه التراجيديا، حين سقط صاروخ أطلقته حماس على بعد كيلومتر ونصف خارج جدار المطار، ما دفع شركات الطيران العالمية لوقف رحلاتها الجوية لمدة يومين، وشكل ذلك إنجازًا عسكريًا لحماس.
وتابع: "ما حصل مع حماس في حرب 2014 نموذجاً لما قد يحصل في الحرب القادمة، سواء مع العدو الشمالي في لبنان، أو الشرقي مع إيران - على حد تعبيره- وهما المدججتان بترسانات صاروخية هائلة، أما اليوم، بعد خمس سنوات من حرب (الجرف الصامد) يبدو المجال الجوي الإسرائيلي أكثر خطورة، وبات تعرضه لتهديدات أكثر يسرًا من السابق، في ظل امتلاك أعداء "إسرائيل" لمنظومات صاروخية من طرازات مختلفة". على حد زعمه.
وكشف النقاب أن "المنظمات والدول المعادية قد تستهدف المطارات الإسرائيلية من خلال صواريخ "أرض-أرض"، "أرض-جو"، "طائرات مسيرة دون طيار"، "طائرات حربية يمكنها التمويه كطائرات مدنية"، وغيرها من الوسائل القتالية المتاحة في الأسواق المدنية.
وأوضح أنّ "إسرائيل" أعلنت أنّها في الحرب القادمة ضد لبنان سوف تستهدف منشآته التحتية، كي تُجبر الحكومة اللبنانية حزب الله على وقف الحرب، وحين تتحدث "إسرائيل" عن استهداف البنى التحتي اللبنانية فهي تعني ضمناً مطار بيروت، في حين دأب حسن نصر الله مؤخرًا على تكرار تهديداته باستهداف مفاعلات الأمونيا في خليج حيفا، من خلال الصواريخ، وربما يتم توجيهها نحو مطار "بن غوريون".
وأضاف: "في الحرب القادمة ستضطر شركات الطيران العالمية لإلغاء رحلاتها الجوية باتجاه المطارات الإسرائيلية، وشركات التأمين ستتنصل من مسؤولياتها المالية والتعويضية، مع العلم أن نقل المطار المدني باتجاه جنوب "إسرائيل" قد لا يفيد كثيراً، لأن هناك مطارات في مرمى القذائف الصاروخية، وقد تصيبها، كما يصيب موانئ البحر المتوسط من استهدافات، وفي هذه الحالة فإن السفن التجارية سوف تبتعد كثيراً عن موانئ حيفا وأسدود، باستثناء ميناء إيلات".
كما أكّد على أنّ "إسرائيل" ستجد نفسها منقطعة عن كل العالم في أسبوع واحد من الحرب الضارية، وفي حال استمرت الحرب أسابيع متواصلة، كما في لبنان 2006 أو غزة 2014، فسيكون لذلك تبعات خطيرة على منشآتها الحيوية.
وختم تقريره، بالقول: "إنّ الجيش الإسرائيلي، وفي القلب منه سلاح الجو، على قناعة أنّ قواعده سيتم استهدافها في المواجهة المقبلة، ما سيجعله في حالة استنفار مكثفة على مدار الساعة"، مُوضحاً أنّ هذه المعطيات ليست جديدة على الورق وفي الحواسيب، لكنّ بالانتقال إلى أرض الواقع، فقد تدفع "إسرائيل" أثماناً من الدماء عشية اندلاع حرب مع لبنان أو غزّة.