ضــم الضـفـة الغربيـة يـوجــب إســقـــاط ملــك الأردن

حجم الخط

بقلم: روغل ألفر


مرة أخرى يتبين أنه لا يوجد لليمين في إسرائيل حل لمسألة حقوق المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية بعد عملية الضم المخطط لها سوى إسقاط النظام الهاشمي في الأردن.
ومرة أخرى يتبين أن اليمين في إسرائيل وإيران لهم مصالح مشتركة.
لنبدأ من النقطة الثانية. توجد لليمين في إسرائيل حاجة حقيقية لإيران قوية، تمتد في الشرق الأوسط، لأن هذا الأمر سيساعده على تحقيق طموحاته السياسية.
عدائية إيران توحد الدول السنية المعتدلة للتحالف مع إسرائيل ضد إيران، على حساب التضامن العربي مع الوطنية الفلسطينية ومع توق الفلسطينيين إلى إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية.
من هنا فان العدائية الإيرانية تضعف الفلسطينيين. وتدعم إيران أيضا وتمول وتوجه «حماس» و»الجهاد الإسلامي» في غزة، وبهذا فإنها تعزز الانقسام بين رام الله وغزة وتضعف السلطة الفلسطينية، التي من شأن إسرائيل أن تجري معها المفاوضات. تعتبر هذه مصالح بارزة لنتنياهو ولليمين في إسرائيل.
إضافة إلى ذلك، حسب عاموس هرئيل («هآرتس»، 8/1) «طهران معنية منذ سنوات بضعضعة الاستقرار في الأردن».
أي صدفة هذه؟ أيضا اليمين في إسرائيل معني منذ سنوات بضعضعة الاستقرار في الأردن. يدعي هرئيل بأن انسحابا أميركيا جزئيا من المنطقة سيساعد إيران في زيادة نفوذها في العراق، وعن طريق ذلك في الأردن.
هكذا ستكون النتيجة أن دونالد ترامب، الذي يفعل كل ما في استطاعته من أجل تحطيم الفلسطينيين منذ توليه منصبه، سيساعد اليمين في إسرائيل على تحقيق خطة الضم أيضاً عن طريق إخلاء قواته من العراق.
ويجب علينا معرفة أن إسقاط النظام الحالي في الأردن هو شرط ضروري لتطبيق خطة الضم الإسرائيلية.
ما يقودنا إلى النقطة الأولى، التي احتاجتها كرنيه الداد في مقالها في «مكور ريشون» بعنوان «اسمحوا للفلسطينيين بالتصويت في انتخابات السلطة الفلسطينية» (5/1).
وحسب الداد، فإنه بعد «ضم يهودا والسامرة... سيكون على الفلسطينيين الاختيار، من يريد البقاء بهدوء يجب عليه أن يكون لطيفا ويتنازل عن طموحاته القومية، فأهلا وسهلا. ومن يريد العمل في الإرهاب ويحلم بفلسطين الكاملة سيتم طرده وطرد عائلته».
أي ترانسفير، تطهير عرقي. الحل الناجح منذ 1947 الذي مكن من إقامة دولة اليهود بدلا من الدولة ثنائية القومية، والذي خلق العنصرية التي سمعناها مؤخرا في أقوال الحاخام الرئيس اسحق يوسف ضد «المهاجرين الأغيار» من الاتحاد السوفييتي سابقا.
انظروا بأي انفتاح وعفوية تتم مناقشة الترانسفير. شرعيته مفهومة جدا بحد ذاتها في نظر اليمين إلى درجة عدم وجود حاجة إلى تبريرها.
وماذا بشأن من «يريد البقاء بهدوء ويكون لطيفا ويتنازل عن طموحاته القومية»، حسب تعبير الداد الكولونيالي؟ هي تدرك الخطر: «إذا قمنا بضم يهودا والسامرة فسنجد أنفسنا أقلية في دولتنا».
الحل هو «عندما سيأتي الانقلاب الضروري في الأردن الذي فيه الحاكم هو أقلية بدوية تسيطر على أغلبية السكان الفلسطينيين»، فان الفلسطينيين في «يهودا» و»السامرة» سيصوتون في الانتخابات للبرلمان في عمان.
من هنا، لا توجد أي فائدة للضم الذي يخطط له اليمين دون إسقاط النظام في الأردن وتحويله إلى فلسطين.
وطالما أن الملك عبد الله بقي على كرسيه، يوجد خطر من أن يؤدي الضم إلى دولة ثنائية القومية فيها يحظى الفلسطينيون بالحق في أن ينتخبوا ويُنتخبوا للكنيست.
البديل الوحيد سيكون دولة ابرتهايد. يفترض اليمين وبحق أن العالم يفضل التضحية بعبد الله على الاعتراف بشرعية دولة ابرتهايد إسرائيلية.
إن ضعضعة النظام في الأردن يتوقع أن تكون مشروعا مشتركا بين المستوطنين وآيات الله والافنجيليين الذين يؤيدون ترامب.

عن «هآرتس»