نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية، تقريرا حول التلاعب الإعلامي تجاه حادثة غرق إيلان الكردي، قالت فيه إن الصورة الشهيرة التي تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي لا تتضمن المكان الصحيح الذي غرق فيه الطفل، ونقلت فيه آراء عدد من النشطاء الذين يشككون في عفوية الهالة الإعلامية التي رافقت هذه الحادثة.
وقالت الصحيفة في تقريرها، إن صورة الطفل إيلان الذي وجد ميتا يوم 2 أيلول/ سبتمبر على شاطئ مدينة بودروم التركية، انتشرت في كافة أنحاء العالم في وقت قياسي، ولكنها خضعت للتحريف، من أجل التلاعب بعواطف الرأي العام في أوروبا والعالم.
وذكرت أن عددا من الإعلاميين والمحللين يرون أن هذه الصورة مجرد تمثيلية، وأن الضجة التي رافقتها كانت في إطار حملة بروباغندا إعلامية مبرمجة، مشيرة إلى تغريدة لأحد النشطاء قال فيها إن "هذه الصورة لم تؤخذ بتلقائية، فجسد الطفل تم إخراجه من الماء قبل أخذها، وبالتالي فإن ما حدث ليس عفويا".
وادعت أنه بعد أيام من نشر صورة إيلان؛ ظهرت صورة أخرى تبين أن جسد الطفل إيلان تم تحويله من مكانه بدراية كبيرة، لتضخيم تأثير مأساة وفاته غرقا.
ونقلت "لوموند" آراء بعض المهتمين بهذه القضية، الذين يعتبرون أن التلاعب بجسد إيلان "أمر مؤكد، كانت الغاية منه إخراج صورة مؤثرة، لتحميل السياسيين المسؤولية الكاملة عن الحادثة".
ونشرت الصحيفة صورة أخرى, يظهر فيها الطفل إيلان قرب رجل شرطة تركي، قال عنها مدير التصوير في الوكالة، أحمد السيل، إنها التقطت من طرف رجل شرطة في المكان الذي وجد فيه الطفل الكردي، ولكن بعد تقريب الصورة أكثر تأكد أن هذه الصورة لا تحتوي على نفس الطفل، ليتبين لاحقا أنه شقيق إيلان.
ونقلت الصحيفة تغريدة للصحفي الفرنسي فرنسوا أورسيفال، يتساءل فيها عن كيفية معرفة هوية صاحب الصورة في وقت وجيز.
ولكنها قالت إن الإجابة عن هذا التساؤل بسيط للغاية، حيث إن المصورة نيليفياي دومين أخذت هذه الصورة في الساعة السادسة صباحا، في الوقت الذي كان فيه الوالد في مدينة بودروم يبحث عن أفراد عائلته، الذين فارقهم أثناء سقوطهم في البحر، وعندما لم يجدهم؛ ذهب لإخبار مستشفى المدينة، وبعد انتشار الصورة تمت معرفة هوية إيلان من طرف إدارة المستشفى.
وأشارت إلى حديث صحيفة "وول ستريت جورنال" عن تضارب الروايات التي نقلها عبدالله الكردي، والد الطفل إيلان، الذي قال في بادئ الأمر إنه وصل إلى الشواطئ التركية سباحة ثم اتجه نحو المستشفى، وفي رواية أخرى قال إنه تم إنقاذه من طرف خفر السواحل.
وقالت "لوموند" إن هناك عدة شبهات تحوم حول سبب عدم ارتداء الطفل الصغير "سترة نجاة"، في حين كان الأب وبقية الركاب يرتدونها، ونقلت في هذا السياق تغريدة نشرها الموقع الفرنسي "أف آر دوسوش"، تعجب فيها من هذا الأمر، ولكن والد إيلان كان قد أخبر الشرطة بأن الجميع كانت لهم سترات نجاة، لكن القارب انقلب فجأة في عرض البحر، بسبب وقوف بعض الأشخاص على جانبه، ما جعل الطفلين يفلتان من بين يديه.
وواصلت الصحيفة نشر التغريدات المتعلقة بهذه القضية، التي تحدثت عن عدم معقولية العبور من سوريا إلى الشواطئ التركية مع طفلين في سن صغيرة، وسط أجواء بحرية خطرة وغير ملائمة.
وذكرت أن سبب لجوء عائلة إيلان لأوروبا ليس معاناة والده من مشاكل في الأسنان، كما روجت لذلك بعض وسائل الإعلام، إذ إن هذه الرواية دحضتها أخته تيما في ندوة صحفية، حيث أكدت "أن ذهابه لأوروبا كان من أجل أبنائه، ليضمن لهم مستقبلا أفضل، ومسألة مرضه كان سينظر فيها لاحقا" وهو ما أكده جد إيلان أيضا.