كشف رئيس معهد أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب، عاموس يادلين، إلى أن استراتيجية "إسرائيل" في تعاملها مع الوضع الفلسطيني، تتلخص في استمرار الانقسام بين الضفة الغربية وقطاع غزة، والتوصل إلى تسوية بأقل ثمن ممكن، وضرورة العمل على التهدئة الأمنية في هذه الجبهة.
وأشار الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "يادلين"، في حوار مع صحيفة "معاريف" العبرية اليوم السبت، إلى أن المشكلة الحقيقية أمام "إسرائيل" لا تكمن في سوريا، وإنما من مصانع الصواريخ في لبنان، وهي فرصة للتحذير من التوجهات الإيرانية لاستكمال برامجها النووية.
وقال: "أكدنا أن إيران هي الخصم الحقيقي الأساسي لـ"إسرائيل"، وهي تدير مع "إسرائيل" معركتها في كلا مجالين: المجال النووي، والذراع التقليدي القائم على الوجود العسكري في سوريا من جهة، ومن جهة أخرى بناء مصانع الصواريخ الدقيقة في لبنان، وربما في العراق".
وأوضح أنه بعد أن شعرت إيران بزيادة ثقتها بأمنها القومي عقب عدم الرد الأمريكي على إسقاط الطائرات الأمريكية من دون طيار، وانتشار قناعات في المنطقة بأن دونالد ترامب يريد الانسحاب من الشرق الأوسط، جاءت المفاجأة الأمريكية باغتيال قاسم سليماني، مما يتطلب إعادة التفكير الإسرائيلي من جديد، متسائلًا: "فهل الإيرانيون مستعدون لتقبل هذه الضربة الكبيرة، أم أن الأمريكان سينسحبون فعليا من المنطقة".
وأضاف أن إيران في حالة تسلح وجاهزية ومواصلة عمل لحيازة سلاح نووي منذ 2008، ومنذ ذلك الوقت لم تحدث تراجعا، بل تقدما، ولذلك فإن تقدير جهاز الاستخبارات الأخير الذي تحدث أن إيران خلال عامين ستكون حائزة على السلاح النووي فاجأني كثيرا، فالإيرانيون يريدون الاقتراب أكثر من أي وقت مضى من تحقيق هذا التطلع، دون أن يدفعوا أثمانا مقابل ذلك.
وتابع: " إسرائيل دعمت الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي، لكني سألت نفسي: ماذا سنفعل لو واصل الإيرانيون جهودهم لحيازة السلاح النووي؟".
وأفاد بأن التهديد الحقيقي على "إسرائيل" لا يأتي من سوريا، بل من لبنان، ومصانع إنتاج الصواريخ الدقيقة، وكميتها الكبيرة، مما يتطلب من الجيش الإسرائيلي اتخاذ قرار واضح عن الاستراتيجية التي ستقوده نحو معالجة هذا التهديد.
وقال: "صحيح أن الأمر ليس مستعجلا حتى الشهر القادم، لكني لا أريد الاستيقاظ في 2022 حين يكون لدى حزب الله مئات، وربما آلاف الصواريخ الدقيقة، وهذه مهمة رئاسة أركان الجيش الإسرائيلي".
وفيما يتعلق بعدم وجود حكومة إسرائيلية مستقرة، وعدم قدرتها على اتخاذ قرارات استراتيجية بعيدة المدى، وتأثيرها على استراتيجيتها للتعامل مع التهديدات الماثلة، فإنه بالنسبة لإيران، فإن "الاستراتيجية لم يتم تحديثها بعد بسبب ما عشناه من ثلاث معارك انتخابية متلاحقة خلال عام واحد".
وختم قوله: "إن كان لدى إسرائيل حلمان أساسيان: تزعزع النظام الإيراني بسبب الضغوط الاقتصادية، وأن يتخذ الإيرانيون قرارا أحمق، ونتيجة لذلك يقوم ترامب بمهاجمتهم، لكني أعتقد أن هذه الاستراتيجية الإسرائيلية القائمة على الأحلام ليست واقعية".