"القائمة المشتركة" تسعى للفوز بـ 15 مقعداً في انتخابات الكنيست القادمة

حجم الخط

بقلم: آدم راسغون


قبل عدة أسابيع من تحديد الكنيست موعداً للجولة الثالثة من الانتخابات العامة خلال عام واحد، كشف عضو الكنيست، أيمن عودة، عما يمكن للقائمة المشتركة أن تحققه في الانتخابات الجديدة بحسب اعتقاده.

في مقطع فيديو نُشر على “فيسبوك”، قال عودة، رئيس تحالف الأحزاب العربية: “أريد أن أسألكم: كم عدد المقاعد التي سنحصل عليها؟ أقول لكن إن بإمكاننا الفوز بـ15”.
إذا فازت القائمة المشتركة بـ 15 مقعداً في الانتخابات القادمة في 2 آذار، ستكون هذه أعلى نتيجة يحققها هذا التحالف.

في سلسلة من المقابلات مع “تايمز أوف إسرائيل”، ناقش محللون وأحد أعضاء الكنيست الحملة الانتخابية القادمة للقائمة المشتركة وسعيها إلى زيادة تمثيلها في البرلمان.


هل هذا ممكن؟
يقول أريك رودنيتسكي، وهو خبير في السياسة العربية في إسرائيل في المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، إنه سيكون من المعقول افتراض أن القائمة المشتركة سوف تفوز بمقاعد أكثر في انتخابات آذار من تلك التي فازت فيها في أيلول.

وأضاف: “أظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة أن القائمة المشتركة ستفوز بـ 13 مقعداً. في الماضي، أعطتهم الاستطلاعات أقل مما حققوه في الانتخابات الفعلية… لذلك أعتقد أن هناك أساساً جيداً للافتراض بأنهم سيفوزون بمقعد واحد إضافي على الأقل”.

في الانتخابات التي أجريت في نيسان 2019، انقسمت القائمة المشتركة لقائمتين – “القائمة العربية الموحدة - التجمع” و”الجبهة - العربية للتغيير” – وفازت القائمتان معا بعشرة مقاعد. بعد خمسة أشهر فقط، في انتخابات أيلول، توحدت الأحزاب من جديد في قائمة واحدة وفازت بـ 13 مقعداً.

لكن رودنيتسكي يقول إن العامل الرئيس في ما إذا كانت القائمة المشتركة ستزيد من تمثيلها هو خطاب حزبي “أزرق أبيض” و”العمل - غيشر - ميرتس” تجاه مواطني إسرائيل العرب.
وقال: “تواصل بيني غانتس وعمير بيرتس وآخرين في حزبيهما مع الجمهور العربي قد يؤثر بشكل كبير على إقبال الناخبين”.

وأضاف: “إذا كان المجتمع العربي يعتقد أنه سيكون له حلفاء في حكومة مستقبلية، فإنه سيصوّت بأعداد أكبر وستستفيد القائمة المشتركة من ذلك بشكل أساسي”.

وأشار رودنيتسكي إلى تصريحات أدلى بها غانتس خلال حدث أقيم في الناصرة في أواخر كانون الأول – والتي قال فيها إنه سيعمل من أجل المساواة بين العرب واليهود – كمثال على نوع الخطاب الذي يمكن أن يحفز الجمهور العربي في إسرائيل على الخروج والتصويت في يوم الانتخابات بأعداد أكبر.

في نيسان وصلت نسبة إقبال المواطنين العرب على التصويت إلى 49.2%؛ لكن في أيلول ارتفعت إلى 59.2%.

اعتبر الكثيرون أن الارتفاع في عدد مواطني إسرائيل العرب الذين أدلوا بأصواتهم في أيلول كان نتيجة إعادة توحيد القائمة المشتركة، بالإضافة إلى خطاب رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، التحريضي ضد الجمهور العربي في إسرائيل في الفترة التي سبقت الانتخابات.

ا
لابتعاد في حدود المعقول
على النقيض من ذلك، يرى أمجد شبيطة، وهو مدير مشارك لمنظمة “سيكوي”، وهي منظمة غير حكومية تعمل على تعزيز المساواة بين اليهود والعرب، أن قيام “أزرق أبيض” و”العمل - غيشر - ميرتس” بإبعاد الحزبين عن الجمهور العربي باعتدال من شأنه أن يبشر بالخير للقائمة المشتركة.

وقال شبيطة: “إذا ابتعد ’أزرق أبيض’ و’العمل - ميرتس’ عن الجمهور العربي في حدود المعقول، فسوف تستفيد القائمة المشتركة بشكل كبير لأنها ستلتقط الكثير من الناخبين الذين صوتوا في السابق لهذه الأحزاب”، وأضاف: “ومع ذلك، إذا بدؤوا بمهاجمة القائمة المشتركة بشكل مستمر وجعلوا الجمهور العربي يعتقد أنه لا يوجد هناك بديل لنتنياهو – لدرجة أنهم لا يرون أي جدوى في التصويت – فإن القائمة المشتركة ستخسر كثيراً”.

مؤخراً قام حزب “أزرق أبيض” ببعض الخطوات التي تهدف كما يبدو إلى كسب التأييد في صفوف الناخبين من اليمين.

على سبيل المثال، في الأسبوع الماضي قام غانتس بزيارة موقع “مدينة داوود” الأثري في حي سلوان بالقدس الشرقية – الذي تشرف عليه منظمة “إلعاد” اليمينية.

في الوقت نفسه، لم تضم قائمة مرشحي “العمل - غيشر - ميرتس” أي ممثل عربي في المراكز العشرة الأوائل.

يقول عايد كيال، الذي أدار الحملة الانتخابية للقائمة المشتركة في أيلول، إنه من أجل الفوز بـ 15 أو حتى 16 مقعداً، سيحتاج هذا التحالف إلى الحصول على ما بين 550000 - 580000 صوت. في أيلول حصلت القائمة المشتركة على حوالى 470000 صوت.
وقال كيال: “أعتقد أن هذا ممكن. هناك رضا عام في صفوف العرب من القائمة المشتركة لأنهم رأوا في الآونة الأخيرة أنها تعمل جاهدة على إيجاد حلول للكثير من قضاياهم اليومية مثل الجريمة والعنف”.

منذ انتخابات أيلول، لعبت القائمة المشتركة دوراً رئيساً في العديد من الاحتجاجات ضد العنف في البلدات العربية والتقت بمسؤولين كبار في الشرطة الإسرائيلية لمناقشة السبل لمعالجة القضية.

كما ضغط عدد من أعضاء القائمة المشتركة من أجل تجميد “قانون كامينيتس”، الذي شدد من العقوبات ضد البناء غير القانوني.

ويقول قادة المجتمع العربي في إسرائيل إن العديد من المنازل في بلداتهم تم بناؤها من دون تصاريح لأن السلطات تجعل من مهمة الحصول على هذه التصاريح مهمة صعبة للغاية.
اتفق كيال أيضا مع رودنيتسكي على أن طريقة تعامل أحزاب الوسط ووسط اليسار مع الجمهور العربي في إسرائيل سيكون لها تأثير على حظوظ القائمة المشتركة.

وقال: “من المهم أن يؤمن الناس بأن هناك فرصة بأن يقود الحكومة شخص يؤمن بالتغيير”.

التعاون مع السلطات المحلية
يقول منصور عباس، وهو عضو بارز في القائمة المشتركة ورئيس حزب “القائمة العربية الموحدة”، إن بإمكان التحالف كسب المزيد من التأييد من خلال التركيز في حملته على “القضايا الملحة” للمجتمع العربي في إسرائيل.
وأضاف: “علينا التركيز على هذه القضايا التي يواجهها الجمهور العربي كل يوم، وتشمل العنف والجريمة، وهدم المنازل، والتعليم والرعاية الاجتماعية والسلامة في مكان العمل”.
وقال العديد من أعضاء القائمة المشتركة إنه قبل أن يوصي التحالف بغانتس رئيسا للوزراء لدى رئيس الدولة رؤوفين ريفلين في أيلول، أجرى محادثات مع حزب “أزرق أبيض” المعارض بشأن العنف وقانون كامينيتس والتعليم وغيرها من الأمور.
ومع ذلك، صرح عباس بأن إيلاء اهتمام خاص للقضايا التي ذكرها لا يعني تجاهل تلك المتعلقة بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وأضاف: “ما زلنا نريد حل الدولتين وحقوقاً وطنية كاملة للمواطنين اليهود والفلسطينيين وسنستمر في توضيح ذلك، لكن هذه القضايا الأخرى ملحة للغاية وهي قضايا يمكننا إحراز تقدم بشأنها”، مشيرا إلى 94 جريمة قتل شهدتها البلدات العربية في إسرائيل في العام 2019.
وقال: “أعتقد أيضاً أننا إذا أحرزنا تقدماً في القضايا المدنية، فسنكون في وضعية أفضل مع مختلف الأطراف لمناقشة القضايا الوطنية”.
وأضاف عباس إن القائمة المشتركة يمكن أن تكسب المزيد من الأصوات من خلال زيادة التعاون مع السلطات المحلية.
وتابع: “نحن بحاجة إلى بذل جهود أكبر لتجنيد الكوادر لإحضار المصوتين. يمكننا تحقيق ذلك من خلال زيادة التعاون مع رئيس وأعضاء المجلس المحلي. لقد عملنا على هذا التعاون من قبل ولكن ليس على المستوى المطلوب”.

عن "تايمز أوف إسرائيل"