"هم يبكي وهم يضحك"، جملة أختصرت واقع آلاف الغزيين عقب إعلان وسائل الإعلام المحلية عودة أزمة الغاز إلى مدار المشاكل في قطاع غزة، بعد أن توقفت لفترات قليلة، بنية إستعادة القوة والانطلاق مجدداً في سباق شرس مع أزمات الكهرباء والوقود، على أن يكون الفائز هو الشخص الوحيد الذي شهد أخر أنفاس المواطن الغزي.
حينها أختلفت ردود الفعل بين أوساط المجتمع، وأنقسمت الأراء، ليس بين مؤيد ومعارض، وأنما بين معارض وأخر ساخر غير مبالٍ، يتمتع بفكاهية الشعب المصري المعروف بخفة الدم خاصة وقت الأزمات والأيام الصعبة، ومازال مستمراً في الحياة وكأنه شئ لم يحدث! لا نود الحديث عن دور المعارض كثيراً، فدوره معروف تماماً وهو إصدار بيانات صحفية تستنكر بشدة ما يحدث وتتوعد بمحاسبة المحتكرين، وكل من يفتعل هذه الأزمات في القطاع، ولكن ما نرغب في تسليط الضوء عليه، إلى أي مدى وصل المواطن الغزي في اللامبالاة وأخذ الأمور بسخرية كبيرة، رغم أنها تشكل أزمة كبيرة في حياته. وسرعان ما نتفاجئ بأحد المواطنين ينشر تنويهاً هاماً، يقول فيه:" بيجي ناس تخطب من بيوت ناس أخرين على أساس إنه إبنهم موزع غاز أو عامل بمحطة غاز، و هما كذابين بكون إبنهم يا دكتور يا مهندس يا محامي، نصيحة إسأل بالأول قبل ما تتورط".
وعلى ذات الصعيد، قام شخص أخر برفع مقطعاً مصوراً على مواقع التواصل الاجتماعي، بداخله أشخاص ملتفين حول أنبوبة غاز وهم يحاولون إسعافها لتعود إلى الحياة مجدداً، كما يفعل الأطباء مع من تصل حالاتهم لأقصى درجات الخطورة، ولكن من المؤسف أنها ماتت! وفي مشهد أخر، يقومون بتغسيلها وتكفينها وأخذ العزاء.
الجميع يعلم جيداً بمقولة" ضربة على الرأس بتوجع وضربتين بتكسر"، هنا أثبت الشعب الغزي بطلان العبارة، على اعتباره أكثر شعوب العالم تلقي للضربات، ولا يزال متماسكاً قدر الإمكان، باعتقادك ما السبب! هل بفعل حلاوة الروح، أم أنه صامد منتظراً الفرج القريب على أحر من الجمر؟ كما ولا ننسى سؤال المحتكر، هل هدفك من افتعال أزمة في الوسط يستحق؟.