قال نائب أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح، د. فايز أبو عيطة، إنّ الشعب الفلسطيني يتعرض لأكبر مؤامرة تتجسد في ما تُسمى بـ"صفقة القرن" الأمريكية.
وأضاف أبو عيطة خلال حديثه لبرنامج "ملف اليوم" عبر شاشة تلفزيون فلسطين: "أنّ الحشد الدولي ولقاء زعماء العالم بالرئيس محمود عباس فوق أرض فلسطين في ظل الحديث عن صفقة القرن، بمثابة حشد سياسي للقيادة الفلسطينية في مواجهة هذه الصفقة".
وتابع: "زيارة زعماء العالم إلى أرض فلسطين عبارة عن رفض دولي لصفقة القرن"، مُعبراً عن تقديره للقيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس عباس، التي أعلنت رفضها للمؤامرة التصفوية.
وأشار إلى أنّه تم رفض "صفقة القرن" قبل الإعلان عنها، حيث إنّ الموقف الفلسطيني واضح برفض هذه الصفقة منذ بدء تنفيذها عملياً بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مدينة القدس عاصمةً لـ"إسرائيل" ونقل السفارة الأمريكية إليها.
وأكّد على أنّ الإدارة الأمريكية لا تُريد تطبيق حل الدولتين، وتسعى لإتمام صفقة لصالح "إسرائيل" بناءً على علاقات شخصية بين "ترامب" و"نتنياهو"، لافتاً إلى أنّ الموقف الشعبي الفلسطيني داعم لمواقف القيادة وقراراتها برفض الصفقة المشبوهة والتمسك بالقرارات الدولية.
واستدرك: "إذا تم الإعلان عن صفقة القرن خلال الأيام المقبلة، ستتخذ القيادة الفلسطينية سلسلة إجراءات، حيث سيتم الدعوة لعقد اجتماع عاجل لقيادة منظمة التحرير وحركة فتح لبحث الرد على هذه الصفقة"، مُوضحاً أنّ كافة اجتماعات مركزية وثوري حركة فتح عنوانها مواجهة المؤامرة السياسية الكبرى التي تتجاوز الحقوق المشروعة لشعبنا وتُريد ترسيخ الاحتلال وفصل الضفة عن غزّة وإقامة دويلة في القطاع.
وشدّد على أنّ الحكومة "الإسرائيلية" اليمينية المتطرفة تُريد فرض سياسة أمر واقع بتعزيز الاحتلال للأراضي الفلسطينية وليس الانسحاب منها، لذلك أعلنت الفيادة الفلسطينية وقف المفاوضات مع الاحتلال ومواجهة هذه الحكومة، والعمل مع دول الإقليم على فضح الممارسات "الإسرائيلية".
الانقسام الفلسطيني
قال أبو عيطة: "إنّ استمرار الانقسام وتكريسه من قبل حركة حماس، يُساهم في دعم المخطط الانفصالي وهو أحد بنود صفقة القرن"، مُنوّهاً إلى أنّ الأحزاب الإسرائيلية تتحدث الآن عن إقامة دولة فلسطينية في قطاع غزّة، وبالتالي نسف المشروع الوطني.
وتابع: "مواجهة صفقة القرن تتطلب تحقيق الوحدة الوطنية بشكلٍ فوري، حيث إنّ الصفقة تقوم على فصل الضفة الغربية عن قطاع غزّة، وهذا الأمر لن يحدث بسبب وحدة شعبنا، ولن يتم السماح لأي فوى بفسخ وحدته"، داعياً حركة حماس إلى الكف عن السيطرة على القطاع لمواجهة المخطط الأمريكي الإسرائيلي لتصفية القضية الفلسطينية، وإضعاف حركة فتح والقيادة لتمرير الصفقة.
وأردف أبو عيطة: "نحن في إطار حركة فتح قد نختلف أو نتفق على أمر ما، ولكنّ لنا مظلة واحدة هي الرئيس محمود عباس"، مُشدّداً على أنّه لن يتم السماح لأي أحد بالعبث بمقدارات الحركة التي هي رصيد للشعب الفلسطيني.
كما طمأن الشعب الفلسطيني بأنّ حركة فتح قادرة على تجاوز أي أزمات قد تعترضها، مُضيفاً: "فتح نجحت في جميع الاختبارات وانتصرت بها بإرادتها وإيمانها المطلق بأيدلوجية شعبنا الوطنية".
ولفت أبو عيطة إلى أنّ حركة فتح هي الوجه الآخر للشعب الفلسطيني، فهي إطار يتسع لكل أبناء شعبها وهذا الأمر عامل فخر واعتزاز بالانتماء لهذه الحركة التي استطاعت أن تقود نضال شعبنا منذ عام 1965م.