صفقة القرن: إدارة ترامب قررت القضاء نهائياً على حلم السلام

حجم الخط

 بقلم: أمير تيفون ونوعا لنداو



قبل يوم على أداء رئيس الولايات المتحدة اليمين القانونية، في 19 كانون الثاني 2017، وقف الرئيس ترامب على المنصة في قاعة الاحتفالات في واشنطن أمام مئات الآلاف من مؤيديه، وبحث بينهم عن غارد كوشنير. "أين غارد"، سأل بصوت عال. عندما تم أخيراً العثور على صهره ومستشاره الكبير، تحدث ترامب عن مجالات المسؤولية التي ستلقى على غارد في إدارته، ومنها التوصل الى اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين. "اذا لم ينجح غارد في القيام بذلك فلن يستطيع أي شخص فعل ذلك"، أعلن ترامب. "يقولون إن هذه هي الصفقة الأصعب في العالم".
وبعد مرور ثلاث سنوات على ذلك فإن إدارة ترامب يمكن أن تنشر قريبا الخطة التي بلورها كوشنير حول الموضوع الإسرائيلي – الفلسطيني. الخطة التي حظيت باسم "صفقة القرن" يمكن أن تثبت بأن كوشنير بالفعل لم يتمكن من التوصل الى اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين. وهناك شك في أن يكون أصلا يرغب في ذلك. لقد تمت كتابة الصفقة بصيغة تضمن رفض الفلسطينيين لها نهائيا. لم تكن أي جهة فلسطينية على اتصال مع الادارة الأميركية في السنتين الأخيرتين، ويحذّر كبار الشخصيات في السلطة الفلسطينية من أن احتمالية أن تؤدي الخطة الى اعمال العنف في "المناطق" أكبر من احتمالية أن تؤدي الى المفاوضات مع إسرائيل.
في الأشهر الأولى لترامب في البيت الابيض كان الطرف الفلسطيني اكثر تفاؤلا. أحد الاشخاص المقربين جدا من الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن)، قال اثناء زيارة له في واشنطن في آذار 2017 إن خلفية ترامب في عالم الاعمال وطبيعته المتذبذبة والمتقلبة يمكن أن تؤدي الى اختراقة مفاجئة. هذا الأمل عززته لقاءات عباس ورجاله الأولى مع جيسون غرينبلات، محامي ترامب الذي عينه في منصب المبعوث الخاص في الشرق الأوسط، والذي قام بزيارة المنطقة في النصف الاول من العام 2017.
غرينبلات، الذي هو يهودي ارثوذكسي ولا يملك خلفية سابقة للنزاع، تم التعامل معه في اللقاءات الاولى مع القيادة الفلسطينية وزعماء الدول العربية كمن جاء للإصغاء. لقد أكثر من الأسئلة، منها أسئلة أحرجت المضيفين بسبب نقص المعرفة الذي لاحظوه لديه، وترك لديهم الانطباع كشخص لطيف معني حقا ببلورة خطة للسلام. وخلافا لآخرين في الإدارة، ممن كانوا متماهين من البداية كرجال يمين متطرف سيعارضون أي بوادر حسن نية للفلسطينيين، مثل سفير الولايات المتحدة في إسرائيل دافيد فريدمان والمستشار السياسي ستيف بانون، فإن الشعور في رام الله كان أنه مع غرينبلات يوجد ما يمكن التحدث عنه.
في أيار 2017 وصل محمود عباس للقاء مع ترامب في البيت الأبيض، وأغدق عليه الثناء، وقال له أمام العدسات، "معك، سيدي الرئيس، يوجد لنا أمل". وبعد شهر رفع ترامب أكثر سقف تفاؤلات الفلسطينيين: لقد وقع على أمر رئاسي أجّل نقل السفارة الأميركية الى القدس، خلافا لوعده الانتخابي الصريح بنقل السفارة في أسرع وقت ممكن. وأوضح البيت الأبيض بأن التأجيل استهدف "إعطاء فرصة للعملية السلمية".
كانت هذه المرة الأولى والأخيرة، التي وافق فيها ترامب على اتخاذ خطوة قاسية من ناحية سياسية من اجل الدفع قدما بالمفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين. في اليمين اليهودي في الولايات المتحدة، الذي أيد بشكل كبير حملة ترامب الانتخابية، سمعت انتقادات وخيبة أمل. وكان البيت الأبيض قلقا بشكل خاص من المنظمات المسيحية الافنغلستية التي كانت تنتظر بشغف نقل السفارة. وعد ترامب بأنه سيتم نقل السفارة في وقت لاحق، ربما ضمن اتفاق سلام شامل يشمل إسرائيل والفلسطينيين والدول العربية. ولكن هذا الوعد استقبل بتشكك.
في الأشهر التالية قام غرينبلات وكوشنير بعدة زيارات في المنطقة. وقد حرصا فيها على تقليص التوقعات. وهما لم يعطيا أي مواعيد لنشر الخطة، ورفضا اعطاء أي تفاصيل عن مضمونها. وبموازاة عملهما الهادئ وجدت إسرائيل نفسها في دوامة سياسية وقانونية بسبب التحقيقات مع رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، حول الفساد، في حين أن الفلسطينيين بقوا منقسمين بين السلطة في رام الله و"حماس" في غزة.
في جولة في كيبوتس "ناحل عوز" صرح غرينبلات تصريحا جوهريا عندما قال، إن ادارة ترامب تريد رؤية السلطة الفلسطينية تعود الى الحكم في غزة. ولكن عندما أراد الفلسطينيون وجهات أمنية في إسرائيل أن يناقشوا بالتفصيل هذه الفكرة، تبين أنه لا يوجد لدى الإدارة الأميركية أي خطة ملموسة. "لقد تولد الانطباع بأن لديهم نوايا حسنة، لكن لا توجد لديهم أي فكرة عما يحدث هنا حقا"، قالت جهة إسرائيلية كبيرة سابقة التقت مع غرينبلات في تلك الفترة.
 في خدمة الحملة الانتخابية
في واشنطن في هذه الأثناء، ازداد الضغط السياسي على ترامب كي لا يؤجل مرة أخرى نقل السفارة الأميركية الى القدس. في تشرين الاول 2017، في نقاش حاسم للموضوع مع عدد من الشخصيات الرفيعة في الادارة (الذين تقريبا استقالوا جميعهم أو تمت اقالتهم) عبر ترامب عن غضبه لأنه طلب منه أن يخرق مرة أخرى وعده الانتخابي. وخلافا لموقف وزراء الدفاع والخارجية في تلك الفترة، قرر الرئيس عدم التوقيع على التأجيل. وبدلا من ذلك أعلن بشكل علني في البيت الأبيض عن نقل السفارة.
احتمالية أن يتوصل كوشنير وغرينبلات الى اتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين، التي كانت ضعيفة منذ البداية، هبطت في ذلك اليوم. الفلسطينيون اعلنوا عن قطع أي اتصال مع ادارة ترامب. ولم ترغب الدول العربية في الضغط على الفلسطينيين من أجل تغيير موقفهم. وجّه كوشنير الصحافيين، وقال بغطرسة كبيرة، إنه مقتنع بأن المقاطعة سيتبين أنها مؤقتة. وقدر أنه خلال بضعة اشهر ستتجدد المحادثات وسيكون بالامكان التوصل الى وثيقة مبادئ لمفاوضات مباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين.
تبين هذا التقدير أنه خاطئ كليا. لقد مرت سنتان والقطيعة التامة بين واشنطن ورام الله ما زالت مستمرة. في الوقت الذي حدثت فيه القطيعة لم يكن لدى الإدارة أي وثيقة مكتوبة، وخلال بضعة اشهر حاولت إقناع الفلسطينيين بوقف المقاطعة، حتى أن ترامب أعلن في لقاء انتخابي بأن "إسرائيل حصلت على القدس والآن جاء دور الفلسطينيين للحصول على شيء ما". ولكن الفلسطينيين اعتقدوا أن هذه الاقوال لا معنى لها، حيث إن الجناح المتطرف في الإدارة برئاسة فريدمان هو الذي يملي بالفعل السياسة.
في الوقت الذي قلصت فيه الولايات المتحدة كل ميزانيات المساعدة للفلسطينيين، استمر كوشنير وغرينبلات في بلورة الوثيقة. ولم يكن للفلسطينيين أي تأثير على الخطة، لكن في الطرف الإسرائيلي، لعب السفير في الولايات المتحدة رون ديرمر، دورا رئيسيا. في النقاشات في الادارة وفي المحادثات مع المراسلين أوضح كوشنير بأنه خلافا للتصريحات العلنية فإن الخطة لم تستهدف حقا الدفع قدما باتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين، بل تشكل اساساً لزيادة التعاون بين إسرائيل والدول العربية. وليس واضحا اذا كان هذا هو الهدف من البداية، وأن الحوار مع الفلسطينيين خلال العام 2017 كان تمثيلية فقط. أو أن الهدف تم تغييره ردا على التطورات السياسية. ومهما كان الأمر فإنه قبل نهاية العام 2018 بدأت الإدارة بإبلاغ الصحافيين أن الخطة سيتم نشرها خلال أسابيع، رغم القطيعة مع الفلسطينيين. "نحن في الحقيقة لسنا بحاجة اليهم"، اعترف كوشنير في احد هذه التوجيهات.
الوثيقة التي بلورها كوشنير كان يجب، حسب رأيه، أن تتضمن عدة "تنازلات إسرائيلية"، من أجل منع إحراج العالم العربي. ولكن معظم الخطة تتوافق مع رؤية اليمين المتدين في إسرائيل. الاعتراف بالمستوطنات كأراض إسرائيلية، سيطرة إسرائيلية كاملة على جميع القدس، واشتراط اقامة الدولة الفلسطينية بعدد من الطلبات لا يتوقع أن يوافق عليها أي زعيم فلسطيني. وفي الادارة فهموا أن الفلسطينيين سيرفضون الوثيقة، وأيضا الاردن ودول عربية اخرى. لقد أملوا بأن توافق عليها إسرائيل، وأن عددا من الدول العربية لن يرفضها تماما.
مثل أي مشروع في البيت الأبيض، أيضا استهدفت خطة كوشنير خدمة الحملة الانتخابية لترامب. كان من المقرر نشرها في بداية العام 2019، والحصول على رفض فلسطيني ومباركة نتنياهو للخطة الاكثر تأييدا لإسرائيل على الاطلاق. التحذيرات بخصوص التأثير المتوقع على العلاقة بين إسرائيل والاردن، وعلى استقرار المملكة لم تؤثر على كوشنير وغرينبلات.
ولكن فيما بعد، في كانون الاول 2018، تفاجأ الطاقم الأميركي بالتحديد من جانب إسرائيل. الحكومة برئاسة نتنياهو تم حلها ووجدت الادارة نفسها أمام معضلة: هل تبادر إلى نشر الخطة رغم الانتخابات أو الانتظار إلى ما بعد 9 نيسان؟ في البداية أعلنوا أن البرنامج الزمني لن يتأثر بالتطورات السياسية، لكن بعد ذلك صدر بيان معدل أوضح أن صفقة القرن ستنتظر.
في 10 نيسان وعند معرفة النتائج سارع ترامب لتهنئة نتنياهو، وأعلن أن الخطة ستنشر "في اقرب وقت". في البيت الأبيض ثارت في هذه المرحلة معضلة اخرى: هل يجب نشر الخطة قبل تشكيل الحكومة أم الانتظار حتى انتهاء الاتصالات الائتلافية. كوشنير وغرينبلات، اللذان طوال الوقت أصدرا تصريحات تستخف بالخبراء في الموضوع الإسرائيلي – الفلسطيني، الذين عملوا مع ادارات سابقة، أجريا بصورة نادرة مشاورات حول هذه المسألة مع عدد من هؤلاء الخبراء. وقد سمعوا منهم مواقف متناقضة. عدد منهم قال إن النشر خلال المفاوضات الائتلافية يمكن أن يؤدي الى تشكيل حكومة وحدة، سيكون سهلا عليها الموافقة على الخطة، بما في ذلك التنازلات المطلوبة من إسرائيل. وبعضهم قالوا، إنه من الأفضل الانتظار حتى تشكيل الحكومة دون التدخل في العملية. وفي هذه الاثناء يجب اعداد الارضية في العالم العربي. وهذا هو الموقف الذي تم تبنيه في نهاية المطاف.
في 30 أيار وصل كوشنير وغرينبلات الى القدس في زيارة أملا فيها التنسيق نهائيا مع نتنياهو موعد النشر. وبدلا من ذلك وجدوا انفسهم في قلب ازمة سياسية غير مسبوقة ذهبت فيها إسرائيل للمرة الاولى في تاريخها الى حملة انتخابات ثانية خلال سنة. الانتخابات الثانية كانت ضربة قاسية للطاقم الأميركي. في هذه المرحلة اتخذ قرار بعدم نشر الوثيقة الكاملة، بل تقسيمها إلى قسمين – اقتصادي وسياسي. القسم الأول نشر في حزيران، كإعداد لـ"مؤتمر اقتصادي" نظمته الادارة الأميركية في البحرين، ولم يشارك فيه ممثلون رسميون من إسرائيل والسلطة الفلسطينية، ولم يترك أي أثر في المنطقة. القسم الاقتصادي نشره البيت الابيض بدون انذار مسبق في صباح يوم السبت، حسب التوقيت في الولايات المتحدة. وبعد يومين اختفى الموضوع نهائيا من العناوين في الولايات المتحدة. وقبل اسبوع على الانتخابات في ايلول تم ابلاغ المراسلين باستقالة غرينبلات بسبب رغبته في "قضاء وقت أطول مع عائلته". وفي البيت الابيض لم يكلفوا انفسهم عناء تعيين بديل رسمي له. وفعليا، منذ ذلك الحين فإن اليد اليمنى الدبلوماسية لكوشنير هو آفي بيركوفيتش، المحامي (30 سنة) الذي ليست له أي تجربة سياسية.
وصل بيركوفيتش في بداية الشهر الحالي الى إسرائيل للمرة الاولى في اطار منصبه. وهذه الزيارة لم تشمل أي دولة عربية في المنطقة. برنامجه في القدس شمل ثلاثة لقاءات: نتنياهو وبني غانتس والسفير فريدمان. وقبل قدوم بيركوفيتش قالوا في البيت الابيض إن الزيارة استهدفت "جمع معلومات"، وإن التوجه هو عدم نشر الخطة في الوقت القريب. ولكن فور عودة بيركوفيتش الى الولايات المتحدة بدأت تظهر تقارير بأن الادارة تفحص نشر الخطة خلال الحملة الانتخابية.

ثلاثة أرباع الكأس الملآن
في وسائل الاعلام الإسرائيلية وفي وسائل الاعلام الأميركية فإن قرار نشر الوثيقة في الوقت الحالي بالذات، خمسة اسابيع قبل الانتخابات ولحظة قبل أن تبدأ الكنيست بمناقشة طلب الحصانة لنتنياهو، يظهر كتدخل فظ في الانتخابات الإسرائيلية ومحاولة لمساعدة نتنياهو في التهرب من المحاكمة. في البيت الأبيض يرفضون هذه الادعاءات، ويقولون إن القرار ينبع من ضيق الوقت. "يمكن أنه بعد سنة لن نكون هنا"، قالوا في الادارة، "هذه يمكن أن تكون الفرصة الاخيرة". ومع ذلك، بعد الانتخابات في 2 آذار ستبقى لدينا عشرة اشهر على الاقل على ولاية ترامب.
خلافا لمعظم تصريحاته حول ذلك، في السنوات التي تم فيها بلورة الخطة كان نتنياهو متحفظا جدا بخصوصها. في البداية كان يأمل أن تذوي تماماً، وألا يتم عرضها؛ وعندما أدرك بأن هذا لن يحدث حاول التأثير على مضمونها بقدر الامكان، ولا يقل عن ذلك اهمية، التأثير على الطريقة التي ستعرض فيها على العالم. حملة الاقناع تمت بالاساس بمساعدة السفيرين فريدمان وديرمر، اللذين ركزا في الاساس على المواضيع التي سيكون بالامكان تسويقها لليمين في إسرائيل على أنها إنجاز بارز: سيادة إسرائيل على معظم المستوطنات، وليس فقط على الكتل. سيادة في غور الاردن كحدود شرقية لإسرائيل وسيطرة إسرائيل الكاملة في البلدة القديمة في القدس وفي الحرم. وفي مسألة اللاجئين، مثلما اعلن نتنياهو في مرات كثيرة، لن يكون اعتراف مطلق، لكن ربما يتم الاعلان عن نظام تعويضات.
في محادثات مع مصادر مطلعة على تفاصيل الخطة، كما اعطيت للطرف الإسرائيلي، يبدو أنها بالاساس ستقوم بشرعنة الوضع القائم الذي يوجد فيه تفوق إسرائيلي، كما ألمح عدة مرات ترامب نفسه.
أي أن ما يوجد لدى إسرائيل سيبقى لديها، وبالعكس. من جهة جميع المستوطنات ستبقى في أيدي إسرائيل، وغور الاردن سيتم ضمه، ومعظم مدينة القدس، بما في ذلك الاماكن المقدسة، ستكون تحت سيادة إسرائيلية. ومن الجهة الاخرى، ستشمل الخطة إقامة دولة فلسطينية في المستقبل منزوعة السلاح في معظم مناطق الضفة الغربية. وهذه ستكون نقطة مؤلمة بالنسبة لجزء كبير في اليمين الإسرائيلي. اضافة الى ذلك سيتم اخلاء بؤر استيطانية غير قانونية، وسيتم الاعتراف بعدد من الاحياء العربية في القدس عاصمة للدولة الفلسطينية. وسيكون للفلسطينيين نصيب في ادارة الاماكن المقدسة بالتعاون مع الاردن. هذه الخطة ستسمح للطرفين بابراز نصف الكأس خاصته، مثلما قال للصحيفة مصدر كان مطلعا على جزء من التفاصيل.
وهناك أمر واحد يمكن استنتاجه: يبدو أن الادارة الأميركية قد تنازلت تماما عن حلم سلام إسرائيلي – فلسطيني. النشر الآن يتم بادراك واضح بأن الخطة سترفض من قبل الفلسطينيين. قبل سنتين اعتاد كوشنير على القول في لقاءات إنه ينوي خلق معضلة صعبة أمام محمود عباس. "مهمتي ليست تقديم مخرج سهل له"، قال. وفعليا، لا يتوقع أن يكون هناك تردد في كيفية رد الرئيس الفلسطيني. ربما كان هذا هو الهدف الحقيقي طوال الوقت.

عن "هآرتس"