انتقد جنرال إسرائيلي، أمس الأحد، اندفاع المسؤولين الإسرائيليين، نحو ضم غور الأردن.
وقال رئيس جهاز الموساد الأسبق داني ياتوم في تصريح لصحيفة "معاريف": "إن أي خطوة لضم غور الأردن، ومناطق سي، وأي منطقة أخرى في الضفة الغربية، سيكون لها تأثيرات بعيدة المدى، وأي خطوة إسرائيلية أحادية الجانب من شأنها أن تسمم الوضع القائم".
وتابع: "مع أني أيدت خطة الانسحاب أحادي الجانب من قطاع غزة زمن أريئيل شارون، لكن ليس لها تلك التبعات المتوقعة في أي خطوة أحادية بالضفة الغربية".
وأضاف العضو السابق بحزب العمل، أن "إسحاق رابين رئيس الحكومة الراحل دعم إبقاء غور الأردن تحت السيطرة الإسرائيلية، واعتبره جبهة استراتيجية لدولة إسرائيل، لكنه لم يقم بذلك على شكل خطوة أحادية الجانب، لأن رئيس الوزراء الأردني آنذاك اعتبر أي خطوة تخص الغور ستكون خطيرة جدا على مستوى المنطقة".
وذكر ياتوم، أن ضم "إسرائيل" لـ20% من مساحة الضفة الغربية، ستعمل على إيصال العلاقات مع السلطة الفلسطينية إلى مزيد من التطرف، وربما تصل الأمور إلى حد انهيار السلطة الفلسطينية ذاتها، وقد نصل مرحلة السيطرة العسكرية الكاملة على الضفة الغربية، مؤكدًا على تعارض ذلك مع مصالح إسرائيل.
ولفت إلى ترابط أهل الأردن بسكان الضفة، ووجود علاقات عائلية وثيقة بين الجانبين، وأن الملك عبد الله الثاني لن يستطيع الوقوف صامتًا إزاء أي خطوة أحادية الجانب دون مفاوضات، فالأردنيون موجودون داخل الأحياء الفلسطينية بالضفة الغربية.
وأشار إلى طلب سابق للملك حسين من رابين أن يكون منخرطًا في جميع المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، ووعده رابين بذلك، وحسنًا فعل.
وأكد على أن الأردن معنية بمعرفة من سيكون الطرف المسيطر على الجانب الثاني من النهر، لإجراء التعاون الكامل معه، مشددًا على ضرورة إعادة غور الأردن إلى المملكة الأردنية لصناعة السلام.
وبيّن أن مواصلة إيمانهم بالسلام يمكن لهم السيطرة عدة سنوات على الغور، ومع مرور الوقت يمكن نقل المسؤولية عنها إلى قوة دولية متوافق عليها.
وأوضح أن "هذه القوة لن تمنع اندلاع حرب بين الأردن وإسرائيل، لكنها تستطيع تأمين الحدود من تسلل خلايا مسلحة داخل إسرائيل من خلال الحدود الأردنية، ومنع تهريب الأسلحة والصواريخ من الحدود العراقية والإيرانية، على أن تكون هذه القوة الدولية بإشراف أمريكي، هذا لا يعني ان نضع أمن إسرائيل بأيدي الجنود الأمريكيين، لأنه يتعارض مع العقيدة العسكرية التي وضع أسسها ديفيد بن غوريون".
وأشار إلى أن مقصوده بالقوة الأمريكية أن تكون بجانب قوات فلسطينية وأردنية، تجري جولات أمنية على طول الحدود المشتركة مع الضفة الغربية، لأن كل من يفكر بأن الوضع الأمني لإسرائيل سيكون أفضل بعد ضم غور الأردن، سيكون مخطئًا.
وأضاف أن الجيش الإسرائيلي قد يكون قريًبا من اتخاذ قرار بإعادة احتلال كل الضفة الغربية؛ لأن قرار ضم غور الأردن ومناطق أخرى، سيخرج الفلسطينيين في مظاهرات شعبية عارمة.
ولفت إلى تسببه أيضًا بإضعاف المملكة الأردنية بسبب انتشار حالة الفوضى وعدم النظام الذي قد يحل فيها، مما قد يسمح لدخول النفوذ الإيراني إليها، مؤكدًا على أن إسرائيل في هذه الحالة لن تجد الأردن جارة لها، وإنما مليشيات مؤيدة لإيران، وربما تجد إيران ذاتها.