ماذا بعد قرار السلطة والجامعة العربية رفض صفقة القرن ؟!!

حجم الخط

بقلم د.عبد الحميد العيلة

 

 بعد تسجيل نقطة هامة في جامعة الدول العربية برفض صفقة ترامب نتنياهو لأنها لا تلبي الحد الأدنى لحقوق الشعب الفلسطيني وتكريس الإحتلال لكل الأراضي الفلسطينية ولا تتماهى مع قرارات الأمم المتحدة ومبادرة السلام العربية .. وبالتأكيد سيتم تسجيل موقف إضافي أفريقي وللمؤتمر الإسلامي برفض هذه الصفقة .. لكن ماذا بعد أن وجهت الجامعة العربية رسالة لأبومازن بتوحيد الصف الفلسطيني لمجابهة هذه الصفقة بشكل وحدوي وطي صفحة الإنقسام الداخلى والعمل السريع على إعادة الوحدة الوطنية ؟!! ..

ولا شك أن ما دفع نتنياهو الإقدام على تنفيذ هذه الصفقة البغيضة هو حالة الإنقسام الذي عاشها الشعب الفلسطيني لأكثر من عشرة سنوات ..

فهل أبومازن سيعلن رسمياً عن إنهاء حالة الإنقسام في كل مكونات الشعب الفلسطيني بعد عودته من رحلته الخارجية ؟!! وهل سيتخذ خطوات جريئة بوقف كل الإجراءات الذي أخذها ضد قطاع غزة من قطع الرواتب وإعادتها كاملة لكل موظفي السلطة المدنية والعسكرية ؟!!.. ولا بديل عن سلطة واحده تدير شئون الوطن ..

وهل سيستجيب أبومازن لرسالة محمد دحلان عضو المجلس التشريعي الداعي لوحدة حركة فتح والتصدي سوياً لهذه الصفقة ؟!! وهل حركة حماس ستستجيب للكل الفلسطيني بإنهاء الإنقسام وأن تكون سلطة واحده هدفها الرئيسي هو التصدي للإحتلال بكل الوسائل المتاحة خاصة وأن الشعب الإسرائيلي يحكمه اليوم التيار اليميني المتطرف ولا يبحث عن أي سلام لا فلسطيني ولا عربي ؟!!..

الحقيقة المرة أننا إنشغلنا في الإنقسام وتركنا العدوي الصهيوني يبتلع الأرض ببناء المستوطنات وهدم أحياء وبيوت كثيرة والهدف منها فرض الأمر الواقع على الشعب الفلسطيني .. فإن كان اليمين متطرفاً فعلينا أن نكون أكثر تطرفاً في إستعادة حقوقنا ولا نستكين للضعف والهوان ونكتفي بخطوات إنهاء أوسلو والتنسق الأمني .. يجب أن تكون خطوات تصعيدية ضد الإحتلال كي لا يشعر بالراحة ونحن نعيش حالة من الذل والمهانة ..

والشعب الفلسطيني صاحب أكبر إنتفاضة إستمرت لسنوات كان من ثمارها أن رضخ رابين للإعتراف بوجود شعب فلسطيني له حقوق وممثله الوحيد هو الشعب الفلسطيني .. وعلينا الحذر .. الحذر بقيام دولة الكيان بإجراء بعض التسهيلات سواء لغزة أو الضفة أو الإعلان أن هذه الصفقة مرتبطة بالتفاوض وممكن تغيير بعض النقاط فيها لصالح الشعب الفلسطيني كفانا أكثر من عشرين عاماً ونحن نتفاوض ولم نجني إلا مزيداً من مصادرة الأراضي وبناء المستوطنات إلى أن وصل بنا الحال بعرض 11 ‎بالمئة‎ من حدود فلسطين التاريخية بعد أن قبلنا 22‎‎ بالمئة فالعرض القادم غزة فقط فالقدس والضفة ستصبح ضمن الكيان الصهيوني ..

الحل واحد ووحيد هو إنتفاضه ثالثة ستجعل كل العالم يقف معنا بعد أن وافقنا على السلام وتنكر الكيان الصهيوني لهذا السلام .. لا حل أمام الشعب الفلسطيني إلا الإنتفاضة ودون ذلك فإنتظروا نهاية حقوق الشعب الفلسطيني وسيفرض علينا مصير الهنود الحمر قريبا جدا.