انقسامنا أوصلنا لهذه المرحلة

أبو مرزوق: إعلان "صفقة القرن" بحضورٍ عربي محطة أمريكية للتآمر على وجودنا الفلسطيني

ابو مرزوق
حجم الخط

بيروت - وكالة خبر

أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق، على أن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لخطة السلام المزعومة "صفقة القرن" بحضورٍ عربي، محطة أمريكية جديدة من محطات التآمر على شطب قضيتنا الفلسطينية.

وقال في تصريح صحفي اليوم الأحد: "حتمًا ستتغير الموازين، ويعود الحق إلى أصحابه، وسيندم إخواننا العرب على مواقفهم بحقنا، وسيتوقف التاريخ أمام هذه المواقف"، متسائلاً: "هل هذا ما يريدون أن يورثوه لأبنائهم؟!".

وأضاف: "ما تم هدفه النيل من القضية الفلسطينية، وبشهود عرب، وهو ما لم يحدث من قبل، ولكن من الخطأ الكبير أن نحوّل الصراع والخلاف بيننا كعرب".

وأشار إلى أن حركة حماس ستطالب الدول العربية بإعلان رفضها الصريح والواضح لهذه الصفقة المشؤومة، التي تهدف إلى تصفية القضية، إضافة إلى مطالبة الدول العربية التي رحّبت بالخطوة الأمريكية، بأن تعيد تفكيرها، وأن تعكس حقيقة نبض شعوبها ونخبها الرافضة لهذه السياسات.

وتابع: "سنطالب تلك الدول بأن تكون عوناً لنا في مشوارنا النضالي، ونحن كفلسطينيين خط للدفاع الأول عنهم، ولا نقبل بأن يفرّط أي طرف، لا فلسطيني ولا عربي، بحقوقنا المشروعة".

وفيما يتعلق بادعاء أن الرفض الفلسطيني الدائم، هو ما أوصل الفلسطينيين إلى هذه النتيجة، ردَّ أبو مرزوق: "هذا قولٌ خاطئ، ولكنَّ ضعفُنا وتفرُّقنا وتمزُّقنا واجتهاداتنا الخاطئة، هو الذي أوصلنا إلى هذه النتيجة، وإننا لا يمكن أن نوافق على شطب حقوق شعبنا في أرضه ومقدساته".

وحول حديث الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، عن نيته زيارة قطاع غزة، للقاء رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، أشار أبو مرزوق إلى أن حركته رحبت بهذا اللقاء.

وبيَّن أن وفداً قيادياً من حركة فتح، سيأتي إلى قطاع غزة؛ لفتح حوار مع حركة حماس، والحركة بدورها ستذلل الصعوبات لأجل أي لقاء فلسطيني- فلسطيني، معبرًا عن أمله أن تنتج عن هذه اللقاءات خطوات حقيقية لإنهاء الانقسام الفلسطيني، ومواجهة خطط التصفية، وداعياً الرئيس عباس إلى التنصل من جميع الاتفاقيات المبرمة مع الاحتلال الإسرائيلي، وتحديداً اتفاق أوسلو وملحقاته الأمنية والاقتصادية.

واستدرك بالقول: "نطالب الرئيس عباس بوقف أشكال التعاون الأمني كافة مع العدو الإسرائيلي، وأن يبادر إلى عقد لقاء وطني للأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، تنبثق عنه رؤية وطنية واستراتيجية عمل واضحة، مع خطوات تعزز موقف مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وصفقة القرن".

وأكد على أن "صفقة القرن" ما هي إلا "تدمير للقضية الوطنية الفلسطينية، وإفشالها لا يمكن أن يكون بالمفاوضات، ولا بالاستمرار في التنسيق الأمني تحت عنوان محاربة الإرهاب، أي مواجهة منسقة مع إسرائيل لمواجهة قوى المقاومة".

ووضع أبو مرزوق عدداً من المقترحات لمواجهة الصفقة، أولها إنهاء مسار التسوية السياسية تحت الرعاية الأمريكية، والوحدة وطنية، وبرنامج مشترك تتم فيه مقاومة الاحتلال لا مساومته.

وتابع بالقول: "لا يوجد في التاريخ انتصار على الاستعمار من دون وحدة وطنية، وبرنامج وطني على طريق طرد الاحتلال والانتصار، فلننتصر على ذواتنا؛ كي تنتصر قضيتنا".

أما ما يتعلق بحديث ترامب عن جعل عاصمة فلسطين أحياء صغيرة شرقي القدس، ردَّ أبو مرزوق بالقول: "ثوابت القضية الفلسطينية ليست موضع استمزاج للآراء، وهي مسألة غير قابلة للنقاش، وفي القلب من هذه الثوابت القدس عاصمة الدولة الفلسطينية".

و شدد على أن الاقتراح الأمريكي لا يساوي الحبر الذي كُتب به، وهو "نكته سمجة تعكس حجم الانحياز الأمريكي إلى (العدو) الإسرائيلي"، مضيفًا أن أكثر ما تحتاجه قوى الاحتلال؛ هو حوار مع المحتلين حتى يعترفوا بالأمر الواقع أي بالهزيمة، ولهذا لا سبيل أمام المظلومين إلا المقاومة، ولا يوجد عربي أو مسلم يستطيع أن يفرط بالقدس، ولعنة القدس لحِقت بكل من تهاون عنها لحظة، واقرؤوا التاريخ".

وحول علاقة حماس مع الأردن، أشار إلى أن حركته منفتحة في علاقاتها مع جميع الهيئات والدول باستثناء الاحتلال الإسرائيلي، "ولكن في الحقيقة لا يوجد أي تطور بالعلاقة مع النظام الأردني".
وختم بالقول: "للأشقاء في الأردن مكانة خاصة؛ للتاريخ المشترك، وللجوار الجغرافي، ولانصهار النسيجين الفلسطيني والأردني اجتماعياً واقتصادياً، ونحن شعب واحد له قضية واحدة هي فلسطين، وما نرجوه أن تكون علاقاتنا على المستوى الرسمي كالمستوى الشعبي".