صفقة القرن تضع نتنياهو في حيرة من أمره

صفقة القرن تضع نتنياهو في حيرة من أمره
حجم الخط

ترجمة - وكالة خبر

بقلم: ايتمار آيخنر

بين المطرقة والسندان: رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تحت ضغط شديد من جانب وزراء من اليمين – بينهم وزير الدفاع، نفتالي بينيت، ووزير المواصلات، بتسلئيل سموتريتش – ومن جانب رؤساء المستوطنين، كي يرفع فورا لإقرار الحكومة ضم غور الأردن، شمال البحر الميت والمستوطنات. غير أنه بالمقابل، تعارض الادارة الأميركية الضم، ما من شأنه ان يزيد المعارضة في العالم العربي وفي اوساط الفلسطينيين لصفقة القر، وحسب التقديرات ستوافق فقط على اقرار الصفقة بكل عناصرها، والتي تتضمن دولة فلسطينية ايضا.
منذ الكشف عن صفقة القرن، الاسبوع الماضي، ومعها نية الحكومة بسط السيادة على مستوطنات "يهودا"، "السامرة"، وغور الأردن، بدأت محافل في المستوطنات تفهم بأن الضم يبتعد. في محادثات أجراها رؤساء المستوطنين مع نتنياهو أخذوا الانطباع بأن احتمالات تمرير خطوة بسط السيادة قبل الانتخابات صفرية. وفي محيط نتنياهو أوضحوا، أول من أمس، أيضا بأن احتمالات تبادل الاراضي مع وادي عارة ليست واقعية.

ان الخوف الكبير لدى المستوطنين هو أن تصوت الحكومة في صالح الخطة بكاملها، بما فيها الدولة الفلسطينية. وفي اعقاب ذلك بدأ رؤساء مجالس في "المناطق" منذ أول من أمس، في أحاديث مع وزراء في "الليكود"، بهدف إقناعهم عدم التصويت لصالح الخطة.
أجرى رئيس مجلس "السامرة"، يوسي داغان، جولة محادثات مع عدة وزراء في الحكومة، وهو مقتنع بأن الوزراء سيعارضون اذا ما طرح مشروع القرار لاقامة دولة فلسطينية الى جانب بسط السيادة. "توجد معارضة كبيرة لدى العديد من الوزراء في الحكومة للفكرة الغريبة في أن تقرر حكومة يمين بشكل رسمي اقامة دولة ارهاب على جبال يهودا والسامرة، المكان الذي يطل على كل وسط البلاد ومطار بن غوريون، وبالتأكيد بعد النتيجة الرهيبة للطرد من "غوش قطيف" وشمال السامرة"، قال داغان، أول من امس، واضاف: "الكثير من الوزراء اعربوا عن تخوفهم ايضا من ألا ترفع السيادة للتصويت في جلسة الحكومة. يوجد هنا تخوف من تفويت فرصة تاريخية من شأنه ان يكون بكاء للاجيال: تفويت بسط السيادة على المستوطنات في (يهودا) و(السامرة)، والذي قد يؤدي الى خسارة اليمين في الانتخابات".
كما بعث داغان، أول من أمس، برسالة لنتنياهو ناشده فيها العمل على بسط السيادة منذ، هذا الأسبوع، دون أن يأبه للإدارة الأميركية. وكتب يقول، انه "في منتصف الاسبوع الماضي، أعلنت وانت الى جانب الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في حدث احتفالي مثير للعواطف في البيت الأبيض بأنك، هذا الاسبوع، ستبسط السيادة على 30 في المئة من (يهودا) و(السامرة) وذلك في مظاهرة رائعة من دعم غير متحفظ من جانب رئيس الولايات المتحدة لدول إسرائيل والمصالح الاكثر حيوية لها وبالطبع كل هذا بفضل نشاطك المبارك في هذا المجال". وأضاف: "لأسفي نسمع انه بسبب طلب غريب من مستشار الرئيس الأميركي، جارد كوشنير، عدم بسط السيادة في حكومة تصريف أعمال – وكأنه لم يكن أقل من المستشار القانوني للحكومة، تفكر دولة إسرائيل بتأجيل بسط السيادة بقرار حكومي لموعد غير محدد. بودي أن اعرب باسمي، وباسم السكان وباسم المعسكر الوطني وكل الاستيطان عن قلقنا العميق من هذا التأجيل. كل تأجيل من شأنه ان يؤدي الى اضاعة المبادرة وبالتالي خسارة القوة الانتخابية لليمين وانتصار اليسار في الانتخابات القادمة. المشاعر القاسية وخيبة الامل في معسكر اليمين قد تؤدي الى ردود فعل قاسية".

ما يعزز مخاوف المستوطنين هو المقابلة مع كوشنير، الذي قال للصحافي عمرو أديب وبثت في التلفاز السعودي، متوجها مباشرة الى الفلسطينيين في محاولة لتسويق صفقة القرن لهم: "تعالوا الينا وقولوا ما تريدون ان تضيفوه أو تغيروه. الخريطة في الوثائق الأميركية ممكن بالتأكيد أن تتغير وهي قابلة للمفاوضات. ان النية الأميركية الكامنة خلف الخريطة هي وقف وصد التوسع الاستيطاني. الخريطة، التي عرضت في الخطة هي خريطة عمومية، وسيستغرق الأمر ما لا يقل عن شهرين للانتقال من خريطة أفكار الى خريطة فنية تبحث في كل طريق، كل تلة وكل إنش".

"هذه فرصتكم الأخيرة للوصول الى دولة"، أوضح كوشنير للفلسطينيين، وأطلق تلميحا شديد الوضوح لأبو مازن دون أن يذكره بالاسم: "عندما يحاول أحد ما عقد صفقات لعشرين سنة ويفشل، فإن الناس تغيره بشخص آخر".

أما من تطرق لابو مازن فقد كان رئيس الدولة، روبين ريفلين. قبل أيام في اجتماع الجامعة العربية في القاهرة قال ابو مازن، ان اغلبية المهاجرين من الاتحاد السوفياتي واثيوبيا ليسوا يهودا. وأول من أمس، في حدث الميثاق ضد العنصرية قال ريفلين: "أيها الرئيس عباس، دخيلك، لن يغير أحد طبيعة دولتنا كطبيعة يهودية ولن يغيرها أحد كطبيعة ديمقراطية. نحن دولة ديمقراطية يعيش فيها كل مواطنينا وطبيعتها هي يهودية للسبب البسيط: ليس لليهود دولة اخرى، وقد عادوا الى بلادهم. أنا ولدت قبل 80 سنة. عندما ولدت كان في البلاد ربع مليون يهودي. اليوم انا رئيس دولة فيها 9 ملايين مواطن و7 ملايين يهودي، ممن يشعرون يهودا بكل معنى الكلمة. ممن ينطقون بالعبرية، ممن ينطقون بالعبرية وبالعربية ايضا، يعيشون هنا ويشعرون بأن هذه الدولة بطبيعتها يهودية، لأن الشعب اليهودي عاد الى وطنه الوحيد، لأنه ليس له بلاد اخرى. وقد جاء هنا ليعيش بسلام مع كل من ولد ويعيش في هذه البلاد".

عن "يديعوت"