الصفقة لن تنهي الصراع

هنية يتحدث عن "صفقة القرن" وسلاح المقاومة ويوجه رسالة للسلطة

هنية
حجم الخط

غزة - وكالة خبر

تحدث رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية اليوم الأربعاء، عن صفقة القرن، مؤكداً على الرفض المطلق لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وأنها عدوان أمريكي وغطرسة إسرائيلية.

وقال هنية في حوار نشره الموقع الرسمي لـ"حماس" إنّ الرد عليها يأتي ببرنامج موحد لتحرير الضفة، وإقامة دولة قادرة على الدفاع عن نفسها وبدون أي اشتراطات، مضيفاً أن الخطة جاءت لإنقاذ نتنياهو وترمب من إمكانية خسارتهما الانتخابات القادمة على حساب حقوق شعبنا. 

وشدد على أن خطة ترامب تمثل وجهة النظر الإسرائيلية، وتصفي الحقوق الأساسية لشعبنا الفلسطيني التي كفلتها الشرعية الدولية، وفي مقدمتها حقنا في دولة مستقلة ذات سيادة كاملة وعاصمتها القدس، وحق شعبنا في العودة إلى أرضه التي ُهجر منها بالقوة، والتأكيد على حقنا في جميع ثرواتنا الطبيعية بما فيها المياه والغاز الذي يعمد الاحتلال سرقته. 

انتهاك القوانين الدولية

وقال: "إننا لا نقبل أن تُعرض القدس في البازار الأمريكي الإسرائيلي، أو أن يتحول أبناء شعبنا إلى مقيمين لا مواطنين، ويعيشون في معازل متفرقة، يحكمهم نظام فصل عنصري، على غرار ما كان موجودا في نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا". 

وأوضح أن الخطة الأمريكية تنتهك كل القوانين والقرارات والأعراف الدولية، وهذا لا يعرض قضيتنا فقط للخطر، بل يهدد الأمن والسلم الدوليين، وي فتح الباب أمام جميع الخيارات لأنها تغلق أمام شعبنا باب الأمل في مستقبل أفضل؛ ما يدفعه إلى دائرة الإحباط واليأس من قدرة المجتمع الدولي على نصرته وإنصافه وتحقيق أحلامه.

وأضاف هنية أن هذه الخطة تصب الزيت على النيران المشتعلة في الإقليم، على اعتبار أن القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي يعتبر قضية مركزية لشعوب المنطقة، فالاحتلال الإسرائيلي أحد أهم أسباب الاضطراب فيها.

وحذر من التعاطي مع هذه الخطة أو دعمها، مطالباً بمقاطعتها، واعتبارها لم تكن، والعمل بجدية على اتخاذ كل ما يلزم من سياسات وإجراءات لمنع تنفيذها بما في ذلك كل سبل المواجهة. ا قاسية، فإسرائيل ليست قادرة على هزيمة الفلسطينيين، ولن تكون قادرة .

وشدد هنية على أن  من يوافق على هذه الصفقة سيدفع أثمانً على الانتصار لقوى إقليمية على أخرى، وليست أمان أو ملجأ لأحد، شاكراً الدول والهيئات والنخب والجماهير التي رفضت الصفقة، كما شكر أصحاب فكرة الفجر العظيم، وسكان القدس و غزة والضفة والشتات.

برنامج موحد 

وقال هنية إنّ "الرد على الخطة يأتي ببرنامج موحد لتحرير الضفة، وإقامة دولة قادرة على الدفاع عن نفسها وبدون أي اشتراطات، مشدداً على أن سلاح المقاومة غير قابل أن يوضع في أي خطة أو تسوية.

وأوضح "سنستمر في استراتيجية بناء القوة لتشمل الضفة والقدس حتى نستطيع أن نحرر به وطننا، ونؤمن حق العودة لشعبنا، مطالباً السلطة بإلغاء الاتفاقات والتنسيق الأمني، وتدشين مقاومة شعبية واسعة النطاق ترفع كلفة الاحتلال، وكذلك إطلاق يد الجماهير في الضفة، كما طالبها برفع "العقوبات" المفروضة على الشعب الفلسطيني في غزة".

وشدد هنية على أن حركة حماس "مع موقف الأخ أبو مازن (الرئيس الفلسطيني محمود عباس ) الرافض للصفقة، لكن نريد أن يتحول القول إلى فعل، داعياً السلطة إلى أن تكون هذه الخطة فرصة لإغلاق باب التسوية؛ لأنها دليل على انهيار هذا المشروع.

وطالب السلطة بتقديم بلاغات جديدة للمدعية العامة في المحكمة الجنائية الدولية بشأن أي قرارات إسرائيلية جديدة بضم أراضي في الضفة الغربية والقدس، كما طالب السلطة بدعوة الدائرة التمهيدية للمحكمة الجنائية بسرعة البت في الطلب المقدم من المدعية العامة في المحكمة بشأن الاختصاص الإقليمي للمحكمة فيما يتعلق بفلسطين.

وشدد على ضرورة دعوة الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان إلى استصدار قرار يؤكد حق اللاجئين الفلسطينيين الذين ُهجروا من ديارهم في العام 1948، في العودة والتعويض وفقا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194.

الصفقة لن تنهي الصراع

وقال إنّ "هذه الصفقة لن تنهي الصراع، بل تدشن مرحلة جديدة فيه، وحقوق الشعب لا ينزعها تآمر الأعداء ولا تواطؤ الإخوة".

وأضاف أن الصفقة تستهدف الكل الفلسطيني، والكل وشدد هنية على قدرة الفعل الفلسطيني على مخالفة التوقعات زمنياً وجغرافيا، مبينًا الفلسطيني سيسعى لإسقاطها، غزة والضفة والقدس وأماكن اللجوء والشتات.

وتابع: "أن حركة حماس تتطلع ومع كل الأحرار إلى إنهاء هذا الظلم التاريخي الواقع على شعبنا"، مبدياً استعدادها كجزء من الشعب الفلسطيني للتعاون مع المجتمع الدولي لحل الصراع بكل السبل الممكنة والخيارات التي تقرها القوانين الدولية للشعوب في مواجهة الاحتلال.