إقامة علاقات مع السودان ستدفع بطرد طالبي اللجوء في إسرائيل

حجم الخط

بقلم: نوعا لنداو

 

التقى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، أثناء زيارته أوغندا، زعيم السودان عبد الفتاح برهان. وورد من مكتب رئيس الحكومة أنه بعد اللقاء في عنتيبة، الذي استمر ساعتين تقريباً، "تم الاتفاق على بدء التعاون الذي سيؤدي إلى تطبيع العلاقات بين الدولتين". وفي محيط رئيس الحكومة ألمحوا إلى أنه إذا أقامت إسرائيل علاقات دبلوماسية مع السودان فهذا الأمر سيمكن إسرائيل من طرد طالبي اللجوء السودانيين.

يترأس برهان المجلس السيادي في السودان، وهو زعيم الدولة منذ عزل الرئيس السابق عمر البشير، في نيسان الماضي. وفي إعلان مكتب رئيس الحكومة ورد أن نتنياهو "يؤمن بأن السودان يتحرك باتجاه جديد وإيجابي"، وأنه طرح موقفه أمام وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو. حسب الإعلان، فإن برهان "معني بمساعدة دولته عن طريق إخراجها من العزلة ووضعها على خارطة العالم".

في السنوات الأخيرة نشرت في إسرائيل وفي العالم تقارير عن احتمالية إقامة علاقات مع دول إسلامية في إفريقيا ومنها السودان ومالي والنيجر. شخصيات إسرائيلية رفيعة تطرقت علناً في مرات كثيرة إلى تسوية العلاقات مع السودان، بالذات بعد عزل البشير.

في العام 2016، كشف في "هآرتس" أن إسرائيل توجهت في السابق للولايات المتحدة ودول أخرى وشجعتها على تحسين العلاقات مع السودان وتقديم بادرات حسن نية لها، على خلفية قطع العلاقات بين الدولة العربية الإفريقية وإيران. اعتبر السودان في السابق مقرباً من إيران، وقد تم تهريب السلاح منه إلى قطاع غزة. وفي العام 2009، هاجم الجيش الإسرائيلي في السودان قافلة شاحنات نقلت وسائل قتالية من إيران.

وقال مصدر إسرائيلي، أول من أمس: إنه "يوجد توجه عام في دول إسلامية، عربية وإفريقية، تريد التقرب من إسرائيل"، مضيفاً: إن التعاون بين الدول يتوقع أن يؤثر على احتمالية عبور رحلات جوية إلى إسرائيل في سماء السودان.

وقبل سفره إلى أوغندا قال رئيس الحكومة: إن "إسرائيل تعود إلى إفريقيا بقوة، إفريقيا عادت إلى إسرائيل. هذه علاقات مهمة جداً على الصعيد السياسي والاقتصادي والأمني. وسيتم التحدث عن ذلك بشكل أكبر".


تحريك الطرد
خلافاً لإريتريا، التي بشأنها وافقت إسرائيل في السابق على أن يسري عليها مبدأ عدم الإعادة، فإن موقف إسرائيل الرسمي بخصوص السودان هو أنه لا يمكن أن يعاد إليها طالبو اللجوء؛ لأنه لا توجد علاقات دبلوماسية معها. وإقامة العلاقات مع السودان يمكن أن تغير موقف إسرائيل، رغم أن المجتمع الدولي بمعظمه لا يقوم بطرد طالبي اللجوء إلى مناطق النزاع في الدولة، رغم الاتفاقات الدولية، التي تنص على أنه يجب فحص طلبات اللجوء بصورة مفصلة.

في خطاب بمركز "الليكود"، قبل أسبوعين، قال نتنياهو: "لقد أوقفنا دخول مليون متسلل من شبه جزيرة سيناء إلى البلاد. هذا فرق كبير. لقد قمنا في السابق بإخراج ثلث الذين ما زالوا يدخلون وسنقوم بإخراج الثلثين الآخرين. ونحن نعمل على ذلك وقريباً ستسمعون أخباراً".

حسب تقديرات ممثلية الأمم المتحدة للاجئين، فإنه يوجد في إسرائيل حوالى 7 آلاف سوداني،
4500 شخص منهم من مناطق النزاع في الدولة، التي إليها لا تقوم معظم دول العالم بطرد طالبي اللجوء. المواطنون السودانيون قدموا حوالى 3400 طلب للجوء في إسرائيل، تقوم الدولة بتأخير البت فيها على مدى سنوات. في كانون الأول 2018، بدأت سلطة الهجرة والسكان بإعادة فحص حوالى 1500 طلب لجوء لسودانيين. وسوية مع ذلك، في تموز الماضي أوقفت السلطات فحص طلبات لجوء لسودانيين بسبب الاضطرابات في الدولة. وهذا الأمر تم بتوجيه من وزير الداخلية، آريه درعي، في أعقاب تقدير وزارة الخارجية بأن التظاهرات التي تم فيها عزل الرئيس عمر البشير خلقت "عدم يقين" بخصوص الوضع في السودان. وتقدير وزارة الخارجية تم تقديمه في الصيف الماضي رداً على التماس قدم للمحكمة العليا ضد تعامل سلطة الهجرة والسكان مع طالبي اللجوء من هذه المناطق.

في ممثلية الأمم المتحدة، قالوا: إنه على ضوء العلاقات بين إسرائيل والسودان والحماية التي منحتها إسرائيل لهذه المجموعة السكانية في الـ 15 سنة الماضية، يجب فحص الوضع بحذر، "أيضاً على ضوء التغيرات السياسية في السودان والأزمات المستمرة بمناطق النزاع وطبيعة العلاقات الدبلوماسية بين الدول". شارون هرئيل، التي هي من كبار الشخصيات في الممثلية، قالت: إنه إذا نضجت الظروف وتمكن اللاجئون من العودة بأمان إلى السودان، فإن الممثلية يمكنها المساعدة في عودتهم "بإرادتهم"، مضيفة: إنه "ما زالت هناك طلبات لجوء معلقة لمواطنين سودانيين، ويجب فحص طلب من ما زال يدعي أنه يوجد خطر على حياته إذا عاد، حسب معايير دولية، وذلك كجزء من ميثاق اللاجئين".

ومن مركز اللاجئين والمهاجرين، ومن رابطة حقوق المواطن، ورد: "من المخجل أنهم في محيط رئيس الحكومة مسرورون من فرصة وهمية بالتنصل من الواجب القانوني والأخلاقي لها بمنح اللجوء للناجين من إبادة شعب. وللأسف، المناطق التي هرب منها طالبو اللجوء من السودان ما زالت نازفة حتى الآن. ونحن نشارك آمال اللاجئين وطموحاتهم إلى اليوم الذي يمكنهم فيه العودة إلى بلادهم بأمان".

عن "هآرتس"