كشف عنهما

جنرال إسرائيلي: نواجه فرضيتين خطيرتين أمام  حركة حماس في غزة

جنرال
حجم الخط

القدس - وكالة خبر

أكد الجنرال الإسرائيلي ميخال ميليشتاين، اليوم السبت، على أن الاحتلال الإسرائيلي يواجه فرضيتين خطيرتين حساستين أمام  حركة حماس في قطاع غزة.

وأوضح ميليشتاين الخبير العسكري الإسرائيلي في مقاله بصحيفة يديعوت أحرونوت: "إما توسيع دائرة التفاهمات الإنسانية، أو التحضير لعملية عسكرية واسعة، وإلا فإنها ستبقى تواجه ما تشنه "حماس" من سياسة المعركة بين الحروب التي تضع العديد من الصعوبات على "إسرائيل" لحسم خياراتها تجاه غزة".

وقال إن "إسرائيل" تعيش واقعاً غريباً في قطاع غزة في الشهر الأخير، من خلال زيادة وتكثيف إطلاق البالونات الحارقة من القطاع باتجاه المستوطنات الجنوبية في منطقة غلاف غزة، والنقطة الجديدة في الواقع الميداني، أن من يقف خلف هذا التصعيد هي حركة "حماس"، وليس أحد سواها.

ولفت إلى أن "حماس" مطالبة بكبح جماح باقي التنظيمات الفلسطينية، والنظر إليها شريكاً محتملاً لتسوية بعيدة المدى في غزة، فإن الواقع غير المحتمل فيها يتطلب من "إسرائيل" بحث آلية اتخاذ القرارات لدى دوائر صنع القرار في "إسرائيل"، بشقيها المستوى الأمني والسياسي، وبموجبها التعرف على كيفية نجاح حماس في حسم خيار التسوية بعيدة المدى".

ونوه إلى أنه يبدو مهماً معرفة صعوبات "حماس" في فرض سياستها على باقي التنظيمات المسلحة في غزة، لكن التصعيد الحالي يشير إلى أن هناك أحداص في غزة معني بهذا التصعيد، الحديث لا يدور فقط عن القدرة، وإنما الإرادة، واليوم "حماس" لا يبدو أنها تريد وقف هذا التصعيد، لأن الوضع في غزة يشير لوجود فجوات حقيقية بين "إسرائيل" و"حماس".

وشدد على أن "إسرائيل" تسعى لإيجاد تسهيلات معيشية في القطاع، فيما "حماس" تسعى من خلال البالونات الحارقة لتحصيل المزيد من هذه التسهيلات، وربما هناك فرق جوهري أساسي بين ما تعتبره "إسرائيل" "تهدئة"، التي تعني بالنسبة لها هدوءا أمنياً كاملاً، وبين ما تعتبره "حماس" بأن التهدئة تعني عدم خوض أيام قتال دامية، أو جولات تصعيد، أو عملية عسكرية واسعة النطاق".

وأكد ميليشتاين على أن هذا الاختلاف الجوهري بين الجانبين، دفع "حماس" لأن تخوض من جديد ما يمكن وصفه "المعركة بين الحروب"، مما يضع صعوبات كبيرة على "إسرائيل" في الرد عليها، مما يتطلب من "إسرائيل" وساستها إيجاد صورة أوضح للواقع المستقبلي في غزة، لأن الحديث في "إسرائيل" عن رغبة "حماس" بالهدوء أصبح كلاما فارغا ليس له رصيد، وفاقدا للمصداقية.

وذكر: "إننا في هذه المرحلة لا نجد أنفسنا أمام مرحلة هدوء، ولأننا نعيش عشية انتخابات إسرائيلية قادمة، فقد نكون في مرحلة تحضير التوصل إلى تفاهمات أوسع في مرحلة قادمة".

ولفت الجنرال الإسرائيلي، إلى أنه على المستوى الاستراتيجي من الأهمية بمكان إشراك الجمهور الإسرائيلي بحوار مهم بشأن التعامل المستقبلي مع غزة، لأنها مشكلة تبدو من دون حلول، على الأقل في المدى المنظور للعين، صحيح أننا قد ندخل بعض التحسينات الإنسانية في القطاع، لكننا لن نتجاهل المشاكل الأساسية في القطاع التي تواصل التنامي والتعاظم مع مرور الوقت، وتترك تأثيرها على الواقع الأمني".

وأكد على أننا في مرحلة أقل من شهر على الانتخابات الإسرائيلية، ولا يبدو أن "إسرائيل" تستطيع اتخاذ قرار واضح بشأن الخيارين الأساسيين، سواء الذهاب لتسوية إنسانية معيشية تشمل تغييرا استراتيجيا تجاه التعامل مع غزة، والثاني تنفيذ عملية عسكرية واسعة ضد "حماس" في القطاع، وقد تؤدي لضرب البنى السلطوية لحماس وتمهد الطريق لتسوية بعيدة المدى في غزة.

وأشار إلى أن هذا السيناريو أكثر ترجيحا من التهدئة، والحكومة الإسرائيلية المستقبلية مطالبة باتخاذ قرار فور إقامتها بشأن السياسة الاستراتيجية تجاه قطاع غزة، رغم أن مثل هذا النقاش جرى في السنوات الأخيرة، لكنه لم يصل إلى حسم نهائي داخل "إسرائيل".