"دار الكلمة" تصدر كتابًا حول مستقبل النظام الدولي في عهد "ترامب"

منصور
حجم الخط

غزة - وكالة خبر

أصدرت "دار الكلمة" بغزة، كتابًا بعنوان " مستقبل النظام الدولي في عهد الرئيس الأمريكي ترامب" للباحث السياسي منصور أبو كريم.

وتناول الكتاب مستقبل النظام الدولي في ظل حكم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد ما اتخذ مجموعة من القرارات على المستوى الدولي مسّت مسًا مباشرًا الأمن والاستقرار الدوليين؛ وألقت بتداعياتها على بنية نظام ما بعد الحرب العالمية الثانية. فقد أتخذ الرئيس ترامب مجموعة من القرارات على الساحة الدولية أدت إلى خروج الولايات المتحدة الأمريكية من العديد من الاتفاقيات الدولية، السياسية والعسكرية والقانونية والاقتصادية والبيئة، مثل الخروج من اتفاقية باريس للمناخ واتفاقية "نافاتا" للتجارة عبر المحيط باعتبارها اتفاقيات تحجّم الاقتصاد الأمريكي، والتهدد بالخروج من اتفاقية التجارة الدولية، وخوض حروب اقتصادية مع الصين وأوروبا والهند وتركيا، ومعظم دول العالم، على خلفية فرض رسوم جمركية (حمائية) على السلع الدولية لحماية المنتجات الأمريكية، كما قرر الرئيس ترامب الخروج من منظمة اليونسكو ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وخفض ميزانية الأمم المتحدة، والتهدد بالخروج من حلف الناتو لإجبار دول غرب أوروبا على زيادة ميزانية الدفاع من 2% من الناتج المحلي إلى 4% من إجمالي النتاج المحلي لدول أوروبا من أجل ضمان استفادة شركات السلاح الأمريكية من هذه الزيادة.

وركز على التداعيات السلبية التي نتجت عن القرارات التي أتخذها الرئيس ترامب على الساحة الدولية، والتي تركت أثارًا سلبية على بنية النظام الدولي، خاصة القرارات التي أدت إلى خروج الولايات الأمريكية من منظمة اليونسكو ومجلس حقوق الإنسان، والاتفاق النووي مع إيران، والتهديد بالخروج من معاهدة الحد من الأسلحة النووية التكتيكة مع روسيا، والتي يمكن أن تؤدي إلى اندلاع سباق تسلح جديد، ما يعيد للعالم مظاهر الحرب الباردة من جديد.

وأوضح القرارات السلبية التي أتخذها الرئيس ترامب تجاه القضية الفلسطينية، والتي أدت إلى زيادة حدة التوتر في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بدل المساهمة في حله، فقد أتخذ الرئيس ترامب العديد من القرارات التي يهدف من خلالها لتصفية القضية الفلسطينية عبر إخراج ملفات الوضع النهائي من على طاولة المفاوضات، مثل قراره نقل السفارة الأمريكية للقدس والاعتراف بها عاصمة لإسرائيل، وقرار وقف تمويل الأونروا لشطب قضية اللاجئين، معتبرًا ذلك يمكن أن يساهم في حل الصراع بطريقة مختلفة، وفق المقاربة الجديدة التي تحاول من خلالها إدارة ترامب مأسسة الوضع القائم الذي استطاعت إسرائيل تثبيته خلال فترة احتلالها للأراضي الفلسطينية منذ عام 1967، وحتى الوقت الراهن.

واشتمل الكتاب على أربع فصول وخاتمة استشرافية؛ تناول الفصل الأول ماهية النظام الدولي وخصائصه وأهم سماته خلال فترة الحرب الباردة، وعقب انهيار الاتحاد السوفيتي كمدخل نظري للدراسة. وجاء الفصل الثاني بعنوان: ترامب والنظام الدولي، جمع فيه الباحث كل القرارات التي اتخذها الرئيس ترامب وإداراته على الساحة الدولية وتركت أثارًا سلبية على الأمن والاستقرار الدوليين، مثل تهديده دول حلف الناتو، برفع الغطاء الأمريكي عنهم في حالة عدم رفع هذه الدول ميزانية الدفاع لديهم، وتخفيض موازنة الأمم المتحدة، والحروب الاقتصادية التي فتحها ترامب مع الصين والعالم، والتي تركت تداعيات وأثارًا سلبية على بنية النظام الدولي واستقراره.

وجاء الفصل الثالث بعنوان ترامب والشرق الأوسط، جمع فيه الباحث كل القرارات التي صدرت عن إدارة ترامب تجاه منطقة الشرق الأوسط، وخاصة تجاه القضية الفلسطينية والأزمة الخليجية، وقراره الخروج من الاتفاق النووي مع إيران، ودراسة تأثير هذه القرارات على الأمن والاستقرار الدوليين.

بينما حاول الكتاب في الفصل الرابع والأخير، دراسة مستقبل النظام الدولي في ظل حكم ترامب في ظل القرارات التي صدرت عن الإدارة الأمريكية الحالية، والتي مسّت بنية النظام الدولي مسًا مباشرةً، عبر استعراض تحول مفهوم القوة في العلاقات الدولية من القوة العسكرية للقوة الاقتصادية، عقب دخول روسيا والصين ودول البريكس كقوى اقتصادية طامحة في تغير المعادلة الدولية، بالإضافة لاستعراض الرؤية الأمريكية لإدارة ترامب لمستقبل النظام الدولي في ضوء استراتيجية الأمن القومي التي صدرت على البيت الأبيض في عام 2017. مع وضع مجموعة من المقاربات والسيناريوهات لمستقبل النظام الدولي في ضوء القرارات التي أتخذها الرئيس ترامب على الساحة الدولية.

وقد توصل الكتاب إلى نتيجة مفادها أن النظام الدولي في عهد ترامب يشهد حالة من حالات عدم الاستقرار، في ضوء محاولات الرئيس ترامب التخلي عن أسس العلاقات الدولية والقانون الدولي في تعامل بلاده مع الأطراف الدولية والإقليمية، فهو يسعى لجعل مصالح أمريكا فوق كل اعتبار؛ سواء كان سياسي أو قانوني اقتصادي أو أخلاقي؛ تحت مبدأ "أمريكا أولاً" وهو المبدأ الذي أعلن عنه ترامب عند تنصيبه في البيت الأبيض في بداية العام 2017، بما يجعل الولايات المتحدة الأمريكية قوة عظمي لا تتقيد بأي قوانين أو مواثيق أو أعراف دولية، في إطار نظام دولي جديد أكثر؛ خضوعاً للولايات المتحدة الأمريكية ومصالحها القومية، في إطار مشروع القرن الأمريكي الجديد الذب معدت له إدارة الرئيس جورج بوش الأبن عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م.

ومن المقرر أن يتم تنظيم حفل توقيع الكتاب يوم الخميس الموافق 20 فبراير 2020، حيث سيتم تنظيم الحفل بحضور كل من الأكاديمي الدكتور إبراهيم إبراش، والمفكر غازي الحوراني، ولفيف من المفكرين والباحثين والمختصين بالشؤون الدولية.

 

منصور.jpg