قال عضو مكتب العلاقات الدولية في حركة حماس د. باسم نعيم، إنّ خطاب الرئيس محمود عباس، أمام مجلس الأمن أمس، لا يرتقي لتطلعات وطموحات الشعب الفلسطيني.
وأضاف نعيم في تصريح خاص بوكالة "خبر" يوم الأربعاء: "أنّه كان بالإمكان أنّ يكون الخطاب أقوى وسقفه أعلى، وأنّ يُعلن الرئيس تحلل الشعب الفلسطيني من مُصيبة "أوسلو" وأنّ يُوقف التنسيق الأمني كإجراء واضح ومحدد مع الاحتلال الإسرائيلي".
وتابع: "آن لهذه العلاقة الغير متوازنة والتي تضر بالشعب الفلسطيني أنّ تنتهي"، مُستنكراً في السياق ذاته حديث الرئيس عباس عن استعداده لاستئناف المفاوضات.
وتساءل نعيم: "عن أي مفاوضات يتحدث؟"، مُردفًا: "نحن نعيش في حلقة مدمرة ومضللة لمستقبل شعبنا الفلسطيني وخياراته، وهي أنّ نبيع الوهم لأنفسنا حول طرف لا يرغب في السلام ولا يتطلع إلى حل سياسي مطلقًا".
وأردف: "الاحتلال يستخدم المفاوضات كغطاء للاستمرار في تنفيذ مخططاته لتصفية القضية الفلسطينية"، مُضيفاً: "للأسف مدعومًا وبقوة من الطرف الأمريكي الذي ينبغي أنّ يكون محايدًا، بالإضافة إلى التواطؤ الدولي".
وأكّد الرئيس عباس، في كلمته أمس أمام مجلس الأمن الدولي، الرفض الفلسطيني لخطة صفقة القرن الأميركية، مُعتبراً أنّها "تُحوّل شعبنا ووطننا إلى دولة ممزقة".
وأشار إلى "أنّ الصفقة لا يُمكن أنّ تُحقق السلام والأمن، لأنّها ألغت قرارات الشرعية الدولية وسنواجه تطبيقها على الأرض"، مُستدركاً: "يكفي أنّ نرفض هذه الصفقة لأنّها تُخرج القدس من السيادة الفلسطينية وتُحوّل شعبنا ووطننا إلى دولة ممزقة".
وقال الرئيس وهو يعرض خريطة كبيرة لدولة فلسطين كما تقترحها واشنطن: "نُؤكّد على الموقف الفلسطيني الرافض للصفقة الأميركية - الإسرائيلية، ونحن نرفض الصفقة لما تضمنته من مواقف أحادية الجانب ومخالفتها للشرعية الدولية".
وسأل الحضور: "من يقبل منكم أنّ تكون دولته هكذا؟"، مُردفاً: "جئتكم للحديث باسم 13 مليون فلسطيني يُطالبون بالسلام العادل فقط".
لقاء الرئيس مع أولمرت
وقال نعيم: "إنّ ما يجمع غزّة بالسيد الرئيس أكثر مما يجمعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت وغيره من مجرمي العدو".
وأضاف: "من المؤسف جدًا في هذه اللحظة بالذات أنّ يلتقى الرئيس عباس برجل ساهم مباشرةً في قتل الآلاف من الفلسطينيين وجرح العشرات منهم، بالإضافة لتدمير بيوتهم وحصارهم؛ دون مراعاة حقوقنا الوطنية ومشاعر شعبنا".
واستدرك: "زيارة الرئيس عباس إلى غزّة والدعوة إلى لقاء وطني، أسهل وأقرب من مثل هذه اللقاءات التي تُساهم في تسويق الوهم وبيع السراب".
وختم نعيم حديثه، بدعوة الرئيس عباس إلى الإعلان عن بدء خطوات جدية في اتجاه رفع العقوبات المفروضة عن الشعب الفلسطيني، وإطلاق حوار لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة، أو بالحد الأدنى لقاء وطني جامع لوضع خطة لمواجهة "الصفقة".
وكان الرئيس عباس قد جدّد في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت، في نيويورك، مساء الثلاثاء، التأكيد على رفضه لخطة ترمب للسلام، وذلك لتنكرها لقرارات الشرعية الدولية وحل الدولتين، مُوضحاً أنّها لن تكون أساساً لأي مفاوضات مستقبلية.
كما أكّد الرئيس استعداده لاستكمال المفاوضات من حيث انتهت مع أولمرت، على أساس قرارات الشرعية الدولية، وليس وفق خطة الضم الأميركية "الإسرائيلية".
وأنهى الرئيس كلمته، بالقول: "شعبنا يُريد دولة فلسطينية مستقلة تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل بأمن وسلام وعاصمتها القدس الشرقية، ومهما كانت الأوضاع مع إسرائيل لن يتن اللجوء إلى العنف"، داعياً الإسرائيليين إلى رفض المواقف المتطرفة التي لا تؤدي لشيئ.