أكّد الناطق باسم حركة فتح د. حسين حمايل، على أنّ عزل صفقة "ترامب" بدأ من خلال التوجه للأشقاء العرب، ثم مؤتمر منظمة التعاون الإسلامي، وبيان الاتحاد الأفريقي فيما يخص "صفقة القرن"، وأيضاً مجلس الأمن الدولي.
وقال حمايل في حوار خاص مع مدير مكتب وكالة "خبر" الفلسطينية في رام الله، الزميل أمجد العرابيد: "نحن كفلسطينيين نجحنا في جعل أمريكا وإسرائيل في زاوية، والعالم أجمع في زاوية أخرى".
وأضاف: "هذه القراءات قد تكون حالياً أمام الهيمنة والغطرسة الأمريكية غير منفذه، ولكنّ على المدى القصير وليس البعيد سيكون هناك عمل جدي على الأرض و سيقف العالم أجمع مع حقوق الشعب الفلسطيني، حيث كان خطاب الرئيس في مجلس الأمن دبلوماسي، وأدى الرسالة من خلال تمكنه من إقناع العالم أجمع بأنّ أمريكا بقيادة ترامب دخلت في مهاترة سياسية".
وأردف: "نعلم جيداً أنّ 222 عضواً بالكونغرس الأمريكي رفضوا هذه الصفقة، وأيضاً 5 أعضاء من الكونغرس الجمهوريين رفضوها، ما يعني أنّ 227 عضواً في الكونغرس الأمريكي رفضوا هذه الصفقة، وبالتالي أصبحت الصفقة عبارة عن مسرحية هزيلة بين دولة الاحتلال والرئيس ترامب وكوشنير".
ولفت حمايل إلى أنّ الشعب الفلسطيني رفض هذه الصفقة وتعامل معها كأن لم تكن، مُضيفاً: "أولاً نحن كفلسطينيين يجب أنّ نفهم جيداً أننا استطعنا أنّ نُجابه الولايات المتحدة الأمريكية فعلاً وليس قولاً، وثانياً بالحديث عن موضوع تفعيل المقاومة الشعبية على الأرض كانت المسيرة التي دعت لها حركة فتح في رام الله وخرج بها الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني رغم البرد القارس، ليقولو للعالم أجمع سواء الأصدقاء أو الأشقاء أو الأعداء، بأنّه لا يُمكن التنازل عن فلسطين وأنّ هذه الصفقة مرفوضة وملعونة، إضافةً إلى التحصين الشعبي والجماهيري للقيادة الفلسطينية أمام العالم، والأمر الثالث هو موضوع المصالحة الفلسطينية، حيث منذ اللحظة الأولى التي حضرت فيها الفصائل الفلسطينية إلى المقاطعة اعتبرت حركه فتح أنّ الانقسام أصبح خلف ظهورها".
وبيّن أنّه تم تشكيل وفد برئاسة عضو اللجنة المركزية عزام الأحمد للتوجه إلى غزّة، لكنّ لم يحدث ذلك والتمست حركة فتح لحركة حماس عذراً وأرسلت وفداً برئاسة عضوي لجنتها المركزية إسماعيل جبل وروحي فتوح إضافةً لأحمد حلس، والتقوا بالفصائل الفلسطينية.
وكشف حمايل أنّ اتصالاً هاتفياً جرى قبل أيام قليلة بين عزام الأحمد ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، لإبلاغه بتحديد موعد لزيارة وفد حركة فتح والفصائل إلى غزّة، لكنّ هناك بعض الصعوبات، مُردفاً: "حركه فتح على أتم الجاهزية لتقديم كل التنازلات من أجل إتمام المصالحة الفلسطينية دون المساس باستقلالية القرار الوطني الفلسطيني والثوابت الفلسطينية، وصولاً إلى الاتفاق على برنامج وطني يشمل كل تحركاتنا وقضايانا ومقاومتنا ومجابهتنا للاحتلال".
المقاومة الشعبية
وبالحديث عن الانتقادات الموجهة للمقاومة الشعبية بشكلها الحالي، قال حمايل: "الانتقادات ورادة، لكنّ في موضوع الحراك الرافض لصفقة القرن بعث الشعب الفلسطيني رسالته، لذلك أعتقد أنّ المقاومة الشعبية قد بدأت وانطلقت".
واستردك: "إذا عدنا إلى التقارير الإخبارية، ستجد أنّ ثلاثة أمناء أقاليم بحركه فتح في الضفة الغربية في المعتقلات الإسرائيلية، وأيضاً محافظ القدس ممنوع من التواصل مع القيادة الفلسطينية أو الخروج من المدينة، عدا عن اعتقال الكثير من أعضاء المجلس الثوري واللجنة المركزية".
وأضاف حمايل: "بشكلٍ يومي يشنّ جيش الاحتلال اعتقالات بحق الشبان، عدا عن الاشتباكات اليومية بين الشبان والجيش والمستوطنين، وأيضاً القدس تشهد اشتباكات يومية مع شرطة الاحتلال"، مُوضحاً أنّ "إسرائيل" معنية بالتكتيم الإعلامي على هذه القضايا.
وقال: "بعد إعلان ما تُسمى صفقة القرن، تم تفعيل المقاومة الشعبية ليس فقط في الاشتباك مع الاحتلال بل بمقاطعة كل المنتجات الإسرائيلية، ونعلم أنّ المحتل وتجار المال لا يكترثوا إلا لتجارتهم، لكنّ يتوجب على كل فلسطيني أنّ يُشارك في المقاومة الشعبية، بدءًا بعدم شراء المنتجات الإسرائيلية وصولاً إلى الاشتباك مع الاحتلال".
التنسيق الأمني
اعتبر حمايل أنّ التنسيق الأمني جزءًا من اتفاقيات موقعة، مُستدركاً: "التنسيق الأمني يشمل الجانب المخابراتي وجوانب يحتاجها الشعب الفلسطيني مثل الصحة والسفر والتنقل وكثير من القضايا، فهذا أمر يجب أنّ يعلمه العالم أجمع".
وأوضح أنّ الموقف الفلسطيني خاصة موقف القيادة الفلسطينية متقدم أكثر بكثير من ذلك، حيث إنّ خطاب الرئيس أكّد بالحرف الواحد على أنّه سيتم إلغاء هذه الاتفاقيات ولن يتم القبول بفرض أي حل ينتقص من حقوقنا، وما دون ذلك تأتي "إسرائيل" كثوة احتلال لتتحمل مسؤولياتها.
وشدّد على أنّ التنسيق الأمني متوقف، بل إنّ كثيراً من الاتفاقيات الموقعة مع دولة الاحتلال متوقفة، وقد طرح رئيس الوزراء سابقاً ملف الانفكاك عن الاحتلال بكثير من القضايا التجارية والصناعية والاقتصادية.
وختم حمايل حديثه، بالقول: "لا تنسىق ولا اتفاقيات ولن نحترم شيء في هذا العالم إنّ لم تكن القضية الفلسطينية وحقوق شعبنا كاملة غيرمنقوصة، ولن نخرج من فلسطين وسنبقى هنا صامدون مرابطون، وكل طفل يأتي على هذه الأرض، وكل حجر يبني هو شوكة في حلق كل أعداء الشعب الفلسطيني، وعلى رأسهم دولة الإرهاب والفساد التي تُسمى إسرائيل".