كتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الجمعة، مقالًا تحدث فيه عن الخطة الأمريكية التي تُسمى بـ"صفقة القرن".
وسرد نتنياهو في مقالته التي نشرتها صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، العديد من الأسباب التي يجب أن تدفع الإسرائيليين جميعهم للقبول بالصفقة، وأن لا يتم تفويت هذه اللحظة والفرصة، متعهدًا بالعمل على تطبيقها عقب الانتخابات.
وشدد في مقالته، على ضرورة أن لا تؤثر الانتخابات المقبلة في الثاني من الشهر المقبل، والعمل على اغتنام ما وصفها بـ "الفرصة التاريخية" لتطبيق الخطة الأميركية، والتي تمثل تحقيقًا لـ "الرؤية الصهيونية". كما قال.
وقال نتنياهو: "إن هذه الخطة التي وضعها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ستوفر الحماية لإسرائيل، وتشكل حدودها، وتعمل على تأمين مستقبلها"، معتبرًا ما يروج من قبل بعض وسائل الإعلام وجهات أخرى من تشويه للصفقة بأنها إدعاءات خاطئة. وفق قوله.
وبيّن أن الخطة لأول مرة ستسمح لـ"إسرائيل" منذ إنشائها، بالحصول على اعتراف أميركي بالسيادة على مناطق المستوطنات بالضفة الغربية، وكامل مناطق غور الأردن، وأن ذلك يمثل تحقيقًا لــ "الرؤية الصهيونية".
وأشار إلى أن تطبيق السيادة على تلك المناطق سيكون وفق ما أعلن عنه السفير الأميركي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان، من خلال عملية رسم الخرائط من قبل لجنة إسرائيلية - أميركية مشتركة.
وأشاد رئيس حكومة الاحتلال، بمواقف ترامب الداعمة لـ"إسرائيل"، والوفاء بوعوده، بدءًا من الخروج من الاتفاق النووي مع إيران، وصولًا للاعتراف بالقدس عاصمةً لـ"إسرائيل"، ونقل السفارة إليها، والاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان.
وأضااف: "هو أيضًا سيقف إلى جانبنا في مسألة السيادة بالضفة وغور الأردن والبحر الميت".
وفي السياق، زعم نتنياهو أن الخطة بالأساس تضع شروطًا صارمة على الفلسطينيين من بينها إحداث تغيير أساسي في المجتمع الفلسطيني وتحويله إلى كيان ديمقراطي، وأن تستوفي هذه الدولة الشروط الإسرائيلية والأميركية، ومنها الدخول في مفاوضات يتم من خلالها البدء بالتوقف عن دفع رواتب أهالي منفذي العمليات، ووقف أي محاولات للانضمام للمنظمات الدولية دون موافقة "إسرائيل"، وسحب دعاوى قضائية ضد إسرائيل في محكمة الجنايات الدولية.
وزعم أن هذه كلها شروط مسبقة يتعين على الفلسطينيين الوفاء بها من أجل الدخول في مفاوضات سياسية، ولاختتام هذه المفاوضات يجب أن تستوفى شروط أخرى تتمثل في الاعتراف بدولة إسرائيل كدولة يهودية، والاعتراف بالقدس المتحدة كعاصمة لإسرائيل، والموافقة على السيطرة الأمنية الإسرائيلية على كامل الأراضي الواقعة غرب الأردن - جوًا وبحرًا وبرًا، والكف عن التحريض ضد إسرائيل، بما في ذلك في المناهج والكتب المدرسية وجميع مؤسسات السلطة الفلسطينية، والتخلي عن حق عودة اللاجئين، ونزع سلاح حماس والجهاد والمنظمات الأخرى، وفرض السيطرة الكاملة على السكان بغزة والضفة، وإجراء انتخابات حرة، وضمان حرية الصحافة، وحماية حقوق الإنسان، والحفاظ على الحرية الدينية، ومنح المساواة في الحقوق للأقليات الدينية.
وأضاف: "مرةً أخرى، فإن إسرائيل والولايات المتحدة هما اللتان يقرران ما إذا كان الفلسطينيون يستوفون كل هذه الشروط قبل التوصل إلى أي اتفاق".
واعتبر أن هذه الخطة الأميركية هي الأكثر ودية التي قدمت لإسرائيل على الإطلاق، وهي تعكس انجاز تاريخي في مصيرها، مشيرًا إلى أن هذه الخطة لا تفرض على إسرائيل أي شروط للدخول في المفاوضات مثلما كان سابقًا يتم من قبل خطط أخرى مثل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين وتجميد البناء في المناطق لمجرد الدخول في المفاوضات. بالإشارة منه لإدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما.
وأردف: "بغض النظر عن موافقة الفلسطينيين أو رفضهم، سيتم الحصول على اعتراف أميركي بالسيادة، في حين أن الفلسطينيين مطالبون بمنح تنازلات كبيرة فقط من أجل الدخول في مفاوضات، وأنها لأول مرة الخطة تدفع باتجاه تسوية قضية اللاجئين اليهود الذين أجبروا على الفرار من الدول العربية والإسلامية، وتدعو الدول العربية إلى وقف مبادراتها ضد إسرائيل في الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية".
ووصف الخطط الأميركية السابقة (بالإشارة لإدارة أوباما) بأنها كانت تحمل برامج سياسية مشوهة بالنسبة لحقوق إسرائيل، على عكس هذه الخطة التي توفر الأمن لكل من وصفهم بـ "مواطني دولة إسرائيل"، من خلال الحفاظ على حق تل أبيب في الحفاظ على السيطرة الأمنية بالضفة وغور الأردن، وهذا ما سيمنع تنفيذ هجمات ضد المدن الرئيسية في داخل إسرائيل.
وتابع: "إن الخيار الذي سنتخذه في الأسابيع المقبلة، سيحدد مستقبل أمتنا إلى الأبد، بعد 11 عامًا من العمل ضد سياسات الانسحاب والتهجير التي تنتهجها الحكومات الأمريكية السابقة، وبعد ثلاث سنوات من العمل عن كثب مع الرئيس ترمب وفريقه - أصبح لدينا أخيرًا فرصة لتعزيز ثقتنا وتعيين حدودنا وتأمين مستقبلنا".
ودعا نتنياهو جميع "الإسرائيليين" بما فيهم المعارضة إلى أنّ لا يدعوا الانتخابات تؤثر على تفويت هذه الفرصة التاريخية. حسب حديثه.