كشفت دراسة جديدة أن الفئران تعرض ما يشبه السرينادة (عمل موسيقي يعرض على شرف شخص ما) على بعضها على أمل اجتذاب رفيقة، وأن الإناث تفضل الأنغام ذات إيقاع جميل.
وعمل الباحثون في جامعة كوليدج لندن، على تشغيل تسجيلات على الفئران الإناث، قامت بها الفئران الذكور، حيث تغني "أغنية حب"، وراقبوا كيفية استجابتها للأصوات.
ووجدوا أن الإناث تهتم أكثر بإيقاع الضجيج، الذي يتم غناؤه بترددات فوق صوتية، مقارنة بترتيب "الكلمات". ووجد الباحثون أيضا أن معدل "الغناء" لدى الفئران، تما كما تحدث الثدييات الأخرى، بما في ذلك البشر والقردة.
وتستند هذه الدراسة التي نشرت في مجلة biorxiv، إلى أخرى سابقة اكتشفت أن الفئران الذكور تنتج صافرة مثل الإيقاعات الصوتية. وقام الباحثون بعرض أصوات "المغازلة" على الفئران الإناث لتتبع ردود أفعالها ومعرفة ماهية الأغاني التي تعجبها.
"Courtship behaviour reveals temporal regularity is a critical social cue in mouse communication" now out as preprint from @c_perrodin https://t.co/sNB1Rbg6xx
— Paul Matusz (@paulmatusz) January 30, 2020
وقالت المؤلفة الرئيسية للدراسة، الدكتورة كاثرين بيرودين: " يقوم العلماء في بعض الأحيان بافتراضات حول كيفية رؤية الحيوانات للعالم دون النظر إلى سلوكها الطبيعي"، مشيرة إلى أن الدراسة الحديثة بحثت عن مكونات أغاني الحب لدى الفئران التي تهتم بها الإناث.
وكشفت الدكتورة بيرودين: "وجدنا أن الفئران الإناث حساسة للغاية لتعطل الإيقاع المنتظم للأغاني"، وأضافت: "إنها تكره النسخ المتقطعة والمعدلة لأغاني المغازلة، حيث لا يبدو أن تغيير بنية المقطع أو التسلسل أمر مهم بالنسبة لها".
وأشارت الدكتورة بيرودين إلى أن أغاني الفئران تشترك في ميزات متشابهة مع الكلام البشري، فهي تتبع إيقاعا مشابها عند النطق بها.
وتابعت: "من خلال دراسة التواصل مع الحيوانات، نتعرف على خصائص الإيقاعات الصوتية التي تهتم بها الثدييات، والتي قد تحددها أدمغتها".
ووجد الفريق أن الفئران الإناث تستمع بشكل انتقائي لإيقاع أغاني الذكور عند الاستماع لأحدها لتتزاوج معه.
ويأمل الباحثون أن يكونوا قادرين على أخذ ما تعلموه من دراسة ردود الفعل على أغنية الفأر وتطبيقها على كيفية تطور أدمغة البشر من القدرة على التواصل.