ثورة كوخافي

حجم الخط

بقلم: يوسي يهوشع


سيتحدث رجل الدبابة، الذي يطلق النار، مع قائد الفرقة في «غولاني» بينما تحوم طائرة مسيرة فوقهما لتوجه نار سفن الصواريخ، كل هذا في الزمن الحقيقي وفي وقت القتال: هذه هي الرؤيا متعددة الأذرع المتطورة التي عرضها، أول من أمس، رئيس الأركان، افيف كوخافي، في إطار خطته متعددة السنين «تنوفا» (زخم) التي تنطلق على الدرب.
صحيح أن الحكومة لم تقر الخطة الطموحة بعد بسبب الازمة السياسية، ولكن كوخافي لم ينتظر وبدأ في الاجراءات التنظيمية الداخلية لتنفيذها. وتستند خطته الى ساقين: الجاهزية من جهة، والتغير من جهة اخرى، ما من شأنه ان يحدث ما لا يقل عن ثورة في الجيش الإسرائيلي. بين التغييرات: اقامة هيئة اركان خاصة لمعالجة التهديد الايراني بقيادة لواء، وظيفتها متابعة وبلورة رد لتوسع المحور الشيعي ايران – «حزب الله» – «حماس».
من جهة، تبرز صورة وضع مقلقة تفيد بأن العدو يواصل التسلح بحجوم هائلة بصواريخ متطورة. وبالمقابل، فإن الفرضية في الجيش هي ان «حزب الله» و»حماس» غير معنيين بحرب، وبالتالي نشأت نافذة الفرص التي يجب استغلالها من اجل تعاظم القوة. كلما مر الوقت، هكذا ايضا تآكل التفوق النسبي للجيش الإسرائيلي بسبب كثرة الصواريخ الموجهة نحو الجبهة الداخلية الإسرائيلية. والمعنى: في وقت الحرب ستكون حاجة الى هزيمة سريعة للعدو من اجل ازالة هذا التهديد. وعليه، فيخطط رئيس الاركان لايقاع ضربة اولى وقوية، ضربة تجبي ثمنا باهظا وتمس بمراكز التحكم لدى العدو بينما تحيد أو تقلص قدرات النار الصاروخية لديه. وفي وجه التهديد الصاروخي، وضعت خطة تسلح تتضمن تغييرا فكريا: أولا شراء وسائل اعتراض لبطاريات القبة الحديدية، شراء عدد آخر من البطاريات لسبب غير واضح لم يتم كشفه حتى الآن، والانتقال الى نشر ثابت للبطاريات في منظومة دفاع قطرية. وحسب هذا النموذج، تبقى البطاريات في النقاط ذاتها ومن خلال تحسين القدرة ستغطي مناطق أوسع. وفي الجيش الإسرائيلي يأملون انه بمعونة تطويرات جديدة سينجحون قريبا في ان يحسنوا ايضا قدرات اعتراض المقذوفات الصاروخية وقذائف الهاون قصيرة المدى التي تجد القبة الحديدية اليوم صعوبة ضدها. هذه كفيلة بأن تكون بشرى لسكان الغلاف.
في مجال السايبر، سيواصل الجيش التسلح، ولكن عليه أن يوازن الوسائل القتالية التكنولوجية لقدرات دفاعية: اذا كان مكشوفا لهجمة سايبر فإن التفوق التكنولوجي الهجومي من شأنه ان يهتز.
في إطار التشديد الهجومي في الخطة – «70 في المئة هجوم، 30 في المئة دفاع» – يخطط الجيش الإسرائيلي لتشكيل سربين جديدين من الطائرات، للتزود بكمية كبيرة من الذخيرة المتطورة ولشراء الكثير من المسيرات، بما فيها «الحوامات الانتحارية» التي ستدخل في السنة القادمة الى الخدمة في وحدات المشاة. هذا ليس كل شيء: في الذراع البرية ستتشكل فرقة اخرى (رقم 99) يخضع اليها لواء «كفير» وألوية الاحتياط. وستنضم الى الفرق المناورة 98، 36 و162. وينضم الى الذراع البرية ثلاثة جنرالات برتبة لواء: تحت قيادة قائد الذراع، اللواء يوئيل ستريك، سيكون قائدا فيلق ورئيس شعبة النقليات. منصب جديد ينشأ: رئيس لواء الهجوم، عميد من سلاح الجو.
«تؤدي الخطة الى تعظيم قدرة الفتك في الجيش الإسرائيلي، سواء بالحجم ام بالدقة، وتخلق شروطا لتقصير مدة المعركة»، قال كوخافي. «التحديات حولنا لا تسمح بالانتظار، وعليه فرغم التعقيدات فإن الخطة متعددة السنين ستنطلق على الدرب». سيكون لهذا ثمن ايضا: لواء دبابات في الاحتياط (مركفا رقم 2) وسرب (اف 16) سيغلقان، تبعا لاقرار الحكومة. اضافة الى ذلك، سيحول نحو الفي جندي من وظائف الادارة الى وظائف «اهم». اما الفيل الذي في الغرفة فهو الميزانية: دون حكومة ليس واضحا اذا ما وكم من المال سيكون لاستكمال الخطة. فمثلا، لدائرة الهجوم الثالث في ايران مطلوب ميزانية ليست جزءا من الخطة. لقد سبق للجيش أن اتخذ اجراءات نجاعة وتلقى علاوة للسنة الاولى للخطة. ولكن من اجل تنفيذ الثورة في العقد القريب القادم هناك حاجة الى علاوة ميزانية ثابتة. التغييرات بعيدة الاثر، التي يخطط لها كوخافي، تتم انطلاقا من فهم استراتيجي بأن المال الذي يستثمر، الآن، سيمول مشاريع ستنضج فقط بعد ولايته. ولكن من اجل التفكير الى الامام لا يكفي الجيش. هناك حاجة الى حكومة ايضا. وفي داخل الفوضى السياسية، هذه لا تبدو في الأفق.

عن «يديعوت»